ابنا: منذ خروج الإمام الحسين(عليه السلام) من مدينة جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى وصوله الى كربلاء مرّ بمنازل كثيرة على طول الطريق، الى أن حطّ رحاله في أرض الطفوف وكان ذلك في اليوم الثاني من محرّم الحرام سنه (61هـ)، وإحياءً لهذه الذكرى وتواصلاً لمراسيم العزاء العاشورائيّ التي انطلقت منذ اليوم الأوّل من محرّم الحرام، فقد انطلقت المواكبُ العزائية الكربلائية بمسيراتٍ لتعلن من خلالها عن ولائها لرسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم ومواساتها لرسول الله(صلى الله عليه وآله) ولصاحب العصر والزمان الإمام الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بمناسبة استشهاد سيد شباب أهل الجنة الذي رسم بدمه الطاهر الزكيّ منهج الحرية والكرامة ووضع أسس المدرسة العاشورائيّة وقواعدها وشيّد لها أعظم سورٍ يحصّنها من أن تؤول أركانها إلى السقوط.
حيث استقبل صحنُ أبي الفضل العباس(عليه السلام) المعزّين والعديد من المواكب لأطراف كربلاء ليكون نقطة انطلاقها ومن بعدها تقصد حرم الإمام الحسين(عليه السلام) وهي تردّد وتنشد الردّات العزائية مستذكرةً هذه المناسبة من جهة ومن جهةٍ أخرى داعيةً العراقيّين والمؤمنين لاستلهام الروح الثورية والانقلاب على كافة مظاهر الفساد، وعند مرور الموكب وترديده هذه الأناشيد كانت الجموع المحتشدة على جانبي الطريق تستقبل العزاء بمشاركته في اللطم على الصدور وترديد الأشعار التي كان يتلوها والتي أبكت العيون وأدمت القلوب.
..................
انتهى / 232