وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء ـ ابنا ـ أصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في أعتاب أيام شهر محرم الحرام بياناً أشار فيها إلى كارثة منى الأليمة وجرائم الإرهابيين المرتزقة من قبل أمريكا بريطانيا في اليمن والبحرين وسوريا وباكستان والعراق مندداً هجمات الكيان الصهيوني، داعياً جميع المؤمنين وعشاق أهل البيت (ع) أن يقتدوا بمدرسة الشهادة التي سطرها سيد الشهداء بدمائه الزاكية وأن يكونوا نموذجاً للأجيال القادمة في الطلعة الرشيدة لصاحب العصر والزمان (عج).
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحیم
قال رسول الله(ص): «انّ لقتل الحُسین حرارةً فی قلوب المؤمنین لا تبردُ ابداً». (مستدرک الوسائل، ج۱۰، ص ۳۱۸)
السلام علي شهر محرم الحرام، شهر ثورة المظلوم على الظالم، شهر الحمية والغربة، شهر المحلمة، شهر الشهامة والشهادة، وشهر انتصار الدم على السيف... الشهر الذي توسم بشعار "هيهات منّا الذلة". السلام على الحسين بن علي (ع) ابن خاتم الأنبياء (ص) الذي فدى نفسه في سبيل الله كي ينقذ العباد من الجهل والضلال.
يتجدد شهر المحرم مرة أخرى ليرفع أتباع المدرسة الحسينية راية الإسلام المحمدي الأصيل (ص)، ويقومون العزاء ويعقدون المآتم والمجالس لبث ثقافة عاشوراء في أرجاء هذه المعمورة، هذه الثقافة التي قد أكد على عظمتها وأهميتها الإمام الخميني (ره) قائلاً: "الإسلام الذي وصل إلينا، قد أحياه سيد الشهداء (ع)... سيد الشهداء أنقذ الإسلام...تقام المآتم والعزاء من أجل الاحتفاظ بمدرسة سيد الشهداء....الآن وبعد 1400 سنة ما حفظتنا وما قامت بحمايتنا إلا هذه المنابر وهذا البكاء واللطم على الصدور وعقد المجالس والعزاء".
وفضلاً عن ذلك حسبنا لأصالة هذه الثقافة ما قاله قائد المسلمين في العالم سماحة آية الله الخامنئي ـ مد ظله العالي ـ حيث قال:"إذا أحيا الشعوب الإسلامية اسم الحسين وذكر الحسين، وجعلوه نموذجاً يقتدون ستزول عنهم الحواجز والمصاعب".
والآن حيث أن العالم الإسلامي نصب الحداد للدماء التي أريق بغير حق من الشعب اليمني وحجاج منى المظلومين على يد حكام السعودية الخونة، فمحبي وأتباع أهل البيت يتهيئون لعقد المجالس وإقامة المآتم في هذه الأيام الأليمة من شهر المحرم وهم يواجهون تكرار فاجعة كربلاء في اليمن والبحرين وسوريا وباكستان والعراق على يد الأرهابيين الذين هم مرتزقة أمريكا وبريطانيا المجرمتين.
ومن جهة أخرى الكيان الصهويني بدأ هجماته على بيت المقدس ويواصله مؤيداً من قبل بعض الدول كأمريكا وبريطانيا حيث نددا مقاومة الفرق الفلسطينية في دفاع عن أنفسهم مقابل العدوان الأسرائيلي، هذا ونشاهد معظم الدول المستقلة وبعض الدول التي تتظاهر بديمقراطية والحرية وفي رد فعل ضعيف وركيك اكتفوا بإصدار بيان في هذا المجال.
وللأسف أن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن والذي عقد لمنقاشة الهجمات ـ كالمتوقع ـ انتهى من دون أن يحرك ساكناً ولم ينتج عن ثمرة، وكأن كتب لهؤلاء المظلومين في العالم مصيراً كمصير وقعة كربلاء والإمام الحسين (ع).
وإضافة عليه إن حكام العرب الرجعية ـ الذين يتوسلون بالقوى الغربية خشية الثورات الشعبية في بلدانهم ـ كالمعتاد عليه لزموا الصمت، أو سجلوا وصلة عار أخرى في قائمة أعمالهم، وذلك بإجراءات رمزية وتافهة في مقابل جرائم آل سعود واليهود.
فيدعو المجمع العالمي لأهل البيت (ع) كمنظمة دولية وذات جذور شعبية ولها استقلال فكري وثقافي بين ملايين المسلمين في العالم، أعضائه والمبلغين وممثليه ومن له صلة به إلى النقاط الأخرى:
1ـ التنديد بجرائم الكيان الصهيوني وهجماته على الشعب الأعزل والمحامي عن المسجد الأقصى ويدعو كافة المسلمين بل الأحرار ومطالبي الحق أن يقوم برد فعل لهذه الجرائم متخذين في ذلك جميع السبل للوقوف أمام ما يقوم بها الكيان الصهيوني، منها:
أ) القيام باحتجات أمام سفارات أمريكا المجرمة والتنديد بدعمها للكيان المزيف الصهيوني والنظام السعودية، مطالبين من أمريكا والغرب السيطرة على هذا الكيان.
ب) اتخاذ مواقف حاسمة للحد دون جرائم حكام خونة الحرمين والدول التي تدعم الكيان الصهيوني الغاشم وحمايتهم عن الشعوب المضطهدة في اليمن والبحرين وسوريا، وذلك بإصدار بيانات والقيام بمسيرات وتحصنات واحتجاجات.
ج)عقد مؤتمرات واجتماعات تعلن عن فضائحهم وذلك بمشاركة مفكري وعلماء من البلدان الإسلامية وغير إسلامية، فضلاً عن إقامة معارض تحتوى على صور جرائم النظام السعودي والكيان الصهيوني حتى تكشف عن مواقف جبهة الصمود أمام جبهة الاستسلام وبذلك قد يتم الإعلان وتنوير الرأي العام وانهازم إعلان الصهيوني والوهابية الدوليين.
2ـ ندعو جميع النخب في العالم الإسلامي في هذه الظروف الخطرة أن يعززوا وحدة الامة الإسلامية، وذلك بالاستفادة من هذا الشهر بأن يقوم بوعي الناس عن طريق قيام الإمام الحسين (ع) والاقتداء بثورة كربلاء في مقابلة الظلم والوقوف أمام حكام هذا الزمان المتخلقين بمنج يزيد والجاهلية المتطورة.
3 ـ نطالب من الجمعيات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لأداء واجبهم الشرعي والحقوقي أن ينددوا جرائم التيارات التكفيرية الإرهابية الوحشية المنافية للحقوق الإنسان وأن يتخذوا مواقف للحد دون جرائم هؤلاء، وأن يدعموا الشعوب المضطهدة في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وفلسطين.
4ـ نتوقع من منظمة تعاون الإسلامي بانعقاد جلسة طارئة واتخاذ إجراءات عاجلة وتنفذية في الدفاع أن الشعب اليمني والبحراني والعراقي والسوري والفلسطينية المظلوم وأن تقوم بتنشيط السلك الدبيلوماسي في الدول المنخرطة تحتها والجمعيات الدولية ـ كمنظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية ودول عدم الانحياز و واتحاد علماء المسلمين ـ أن يجبروهم باتخاذ مواقف إيجابية.
وفي الختام ندعو الشعب اليمني والبحراني والعراقي والسوري والفلسطيني المظلوم أن يصمدوا أمام المحتلين والظلمة وينتظروا النصر الإلهي وما وعدوه في كتابه الحكيم: "إن الله يدافع عن الذين أمنوا" كما تحقق ذلك في حرب مقاومة لبنان الذي استمر 33 يوماً، ومن قبله انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
ويتقدم المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بأحر التعازي في هذه الأيام الحزينة والأليمة لجميع المؤمنين وعشاق أهل البيت (ع) مطالباً إياهم أن يقتدوا بمدرسة الشهادة التي سطرها سيد الشهداء بدمائه الزاكية وأن يكونوا نموذجاً للأجيال القادمة في الطلعة الرشيدة لصاحب العصر والزمان (عج).
كما يدعو المجمع العالمي أصحاب المنابر الحسينية ووعاظ وراوديد أن ينتهزوا الفرص في هذه الأيام وأن يبينوا فضائل ومناقب وفلسفة قيام الإمام الحسين (ع) بناءًا على المصادر وبأسانيد معتبرة بعيدين كل البعد عن البدع والأقوال غير الصحيحة.
"السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين جميعاً ورحمة الله وبركاته"
المجمع العالمي لأهل البيت (ع)
28 ذي الحجة الحرام 1436
12/10/2015
...........
انتهى / 278