ووفقا لوكالة اهل البيت للانباء ابنا فقد اصدر المجمع العالمي لأهل البيت (ع) بيانا بهذه المناسبة الاليمة اعرب فيه عن حزنه البالغ بهذه الفاجعة الاليمة. واليكم نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحیم
«و من یخرج من بیته مهاجرا الی الله و رسوله ثم یدرکه الموت فقد وقع اجره علی الله».
على ارض منى المقدسة وقعت الفاجعة المهولة! فاجعة اودت بحياة المئات من حجيج بيت الله الحرام وأدت الى اصابة الكثير من ضيوف الرحمن بجروح متفاوتة، كان لوقعها اثرين بارزين احدهما انها افجعت القلوب لعظم المصاب الذي سقط خلاله جمع هائل من المؤمنين المهاجرين الى الله ومن جنسيات مختلفة والاخر القلق الناتج عن ادارة الحرمين والى أين سينتهي هذا الوضع الماساوي؟
لقد شهدت منطقة منى الكثير من الحوادث المفجعة التي راح ضحيتها الكثير من الحجاج ما يطرح سؤالا اساسيا في اذهان المسلمين في ارجاء العالم عن مغزى ما يحدث وعن السر في عدم ايجاد الحلول اللازمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث الاليمة وبشكل قطعي؟
ولعل الملفت في هذا المنحى أن الامور تزداد سوأ عاما بعد عام وتقع حوادث اكثر مرارة تؤدي الى مصرع الكثير من الحجيج! و لماذا لا تهتم الدولة المضيفة بسلامة ضيوف الرحمن؟
ان ما حصل يوم امس في منى كان أهم أسبابه الاهمال والتساهل في التعامل مع امن الحجيج! واذا كان من المفروض ان تقطع الطرق فلماذا لا تفتح طرق بديلة؟ ولماذا لايخبر الحجيج بهذه التغييرات؟ ولماذا لم يستقر المرشدون في الطرق المؤدية الى منى لإرشاد الحجيج الذين عانوا من تعب وسهر المشاعر؟ ولماذا لم تستقر قوى الامن بشكل يتناسب وحجم الحشود الغفيرة لتنظيم حركتها؟
ولماذا لم يعمل المسعفون على اسعاف المصابين ومداواة المجروحين؟ فلو ان العمل على اغاثة المصابين جرى بشكل عاجل لاصبح بالامكان تقليل عدد المصابين؟
لماذا كانت الضيافة بهذا الشكل السئ رغم ان عدد الزوار تضائل مقارنة بالسنوات السابقة؟ ولماذا ترك السعوديون واجباتهم ومسؤولياتهم واكتفوا ببث الشعارات التي يراد منها تسجيل نقاط على الاخرين ؟
ولعل الغريب في الامر ان الماساة لم تنحصر بمنى فهناك نماذج اخرى من التقصير في الحفاظ على امن الحاج تجلى في مشاريع توسعة الحرم المكي في ايام الحج حيث مازال هاجس الرافعات والمنشآت الهشة يثير القلق لدى الزائرين ويخيم على رؤسهم بشكل يبعث الريبة في قلوب الملايين من الحجيج لما شاهدوه من حوادث رهيبة اودت بالكثير من الزائرين؟ والمؤسف في الامر ان الديوان الملكي السعودي كان قد اعلن بشكل رسمي عن إهمال القائمين على منشآت البناء، وعدم رعاية المسائل الامنية!
وبهذه المناسبة الاليمة يطالب المجمع العالمي لأهل البيت (ع) علماء الامة ورجال افتائها ورؤساء الدول الاسلامية ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة التعاون الاسلامي_ والذي طالب بخفض عدد حجاج البلدان الاسلامية_ وجميع ابناء الدول الاسلامية أن يقفوا وقفة واحدة ويطالبوا بعدم بقاء إدارة الحج رهن إرادة بلد واحد! بل ينبغي ان تتحمل ذلك جميع البلدان الاسلامية لتتم الاستفادة من امكاناتها وقدراتها كي لا تقع مثل هذه الفجائع!
وفي ختام هذا البيان يقدم المجمع العالمي لاهل البيت (ع) اسمى آيات الحزن والعزاء الى رسول الله (ص) وآله الطاهرين (علیهم صلوات الله) والى سماحة قائد الثورة الاسلامية وذوي الضحايا جميعا والمعزين في جميع انحاء العالم الاسلامي، سائلين المولى القدير الرحمة والرضوان لجميع ضحايا هذا الحادث الاليم، ونتمنى من العلي العظيم الشفاء العاجل للمصابين والجرحى.
اللهم انا نشکو اليك فقد نبینا و غیبة ولینا و کثرة عدونا و قلة عددنا و شدة الفتن بنا.
المجمع العالمي لأهل البیت(ع) ــ 11 ذو الحجة 1436
...................
انتهى / 232