وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأحد

١٦ أغسطس ٢٠١٥

٢:٣١:٤٦ م
706240

نوري المالكي:

الحل الوحيد لكبح جماح السعودية وتخفيف انتشار شرورها؛ هو مقاطعتها وفرض الوصاية الدولية عليها

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء-ابنا- ألقى أمين عام حزب الدعوة الإسلامية ونائب رئيس جمهورية العراق السيد نور المالكي كلمة في اليوم الأول للمؤتمر السادس لجمعية العامة للمجمع العالمي أهل البيت (ع)، وإليكم نص البيان:

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت للأنباء-ابنا- ألقى أمين عام حزب الدعوة الإسلامية ونائب رئيس جمهورية العراق السيد نور المالكي كلمة في اليوم الأول للمؤتمر السادس لجمعية العامة للمجمع العالمي أهل البيت (ع)، وإليكم نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله تعالى ونستعين به، ونصلي ونسلم على خير خلقه.. رسوله الخاتم محمد، وآل بيته الأطهار.
معالي السيد ممثل قائد الثورة الإسلامية المحترم
فخامة السيد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية المحترم
السادة الأفاضل رئيس الشورى العليا للمجمع العالمي لأهل البيت وأمينه العام وأعضاء شوراه العليا وجمعيتها العمومية المحترمون
السيد رئيس المؤتمر المحترم
الأخوة والأخوات أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والمفكرون والمثقفون والسياسيون والإعلاميون المحترمون
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أشعر بفخر كبير وأنا أتطلع الى هذه النخبة من قادة مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وعلمائها ومفكريهاومثقفيها وسياسييها؛ مجتمعةً تحت سقف واحد، بهدف تدارس التحديات والمشاكل التي تهدد كيان الأمة، وإيجاد التكييفات العملية لها؛ بمبادرة كريمة من المجمع العالمي لأهل البيت؛ المظلةُ الكبيرةُ الساميةُ التي يجتمع تحتها رموز مدرسة أهل البيت من كل البلدان والقوميات والأتجاهات الفقهية والفكرية والسياسية. وبما إن المسلمين من أتباع جميع المذاهب الإسلامية يحبون آل البيت ( عليهم السلام ) ويتقربون بهم الى الله ( تعالى )ورسوله الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )؛ عدا عن نفرٍ ضالٍّ؛ كان ولايزال منذ عصر صدر الإسلام وحتىالآن ينصب العداء لآل البيت وأتباعهم؛ فحريٌّ بنا أن نكون بمستوى مسؤولية الأمة جمعاء؛ ونفكر بواقعنا الإسلامي نظرة شاملة؛ عنوانها التعايش والتعاون والتقارب، وتخفيف التوتر في المجتمعات التي يعيش فيهاأتباع مدرسة أل البيت مع أتباع المذاهب الأخرى؛ لأننا نقف جميعاً على مساحة واقعية مشتركة؛ وبالتالي نستطيع المقاربة بين مفهومي وحدة أتباع مدرسة أهل البيت والتقريب بين المذاهب الإسلامية؛ وهما مفهومان يكملان بعضهما في بناء الإجتماع السياسي والثقافي الإسلامي الأصيل. (( وأنّ هذا صراطي مستقيماً فإتّبعوه ولاتتّبعوا السُبل فتفرّق بكم عن سبيله)).

أيها الأخوة والاخوات..
إننا قادرون على إزالة ما يواجهنا من عقبات وعراقيل في طريق الحل؛ لأننا ننتمي الى مدرسة الحل والخلاصوالنجاة.. مدرسة آل بيت النبوة ( عليهم السلام )؛ هذه المدرسة التي زرعت الثقة والقوة والعرفان في قلب الإمام الخميني وعقله وروحه ( رضوان الله عليه)؛ ليقتلع ألفين وخمسمائة عام من الطغيان، ثم ليتوجه الى زعيم الإتحاد السوفيتي؛ أحد القوتين العظميين آنذاك، ويعرض عليه سبل الخلاص من الآزمات الروحية والمادية عبر إتِّباع مدرسة الإسلام الأصيل. وهي المدرسة التي كرّست روح الفداء لدى السيد الشهيد محمد باقر الصدر؛ وهو يرفض دنيا السلطة الحاكمة، ويختار الشهادة؛ ليحرر الأمة من الطغيان. وهي المدرسة التي ينوب أتباعها اليوم عن كل مسلمي العالم في مواجهة التوحش الطائفي الوهابي،والتوحش العنصري الصهيوني.

و نحن نجد أنفسنا في مسار واحد مع الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة سماحة آية الله الخامنئي؛ في مجال تقوية مدرسة أهل البيت وحماية أتباعها؛ بل وحماية جميع المسلمين،وترسيخ دعائم التعاون والتعاضد والتكافل بين فئات الأمةوشرائحها القومية والفكرية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية. بل ونحن مع كل الجهود الخيرة المخلصة لأي طرف؛ لأن هذا الهدف الإلهي السامي هو هدفنا جميعاً، وفيه تكمن قوتنا الروحية والمادية، ومن خلالهنصل الى وحدتنا. ووحدتُنا هي مقدمةٌ أساسٌ للتقارب والوحدة مع أتباع المدراس الإسلامية الأخرى؛ فبدون التقارب بين أبناء المدرسة الواحدة؛ يصعب الوصول الى صيغ عملية للوحدة مع المسلمين الآخرين؛ بل وللحوار مع الأديان والحضارات العالمية.
أيها الأحبة ..

نقف أمامكم حاملين صرخة العراق ومعاناته.. وهو البلد الذي يتعرض فيه أتباع أهل البيت الى أبشع أشكال ومضامين الغزو الطائفي التكفيري الإرهابي، والى صنوف التآمر الإقليمي والدولي الإستكباري؛ ولنتحدث اليكم حديث أعضاء الجسد الواحد الذي (( إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الإعضاء بالسهر والحمى ))،ولنقول لكم بأن العراق قُدِّر له؛ منذ سقوط النظام الطائفي الإرهابي السابق؛ أن يكون المنطلقالجيوستراتيجي لتطبيق مشروع التمزيق والتدمير الطائفي الذي يخطط له وينفذه المستكبرون العالميون والإقليميون بأدوات محلية عراقية وغير عراقية؛ ممثلةبالأنظمة والجماعات الطائفية والعنصرية؛ والتي يقف في مقدمها الراعيان الرسميان للإرهاب: المملكة السعودية، وقاعدتها العقيدية: ((الوهابية))، والكيان الإسرائيلي وقاعدته العقيدية: ((الصهيونية)).

وهنا أؤكد ضرورة تسمية الأسماء بمسمياتها، وطرح الأمور كما هي؛ دون مجاملات سياسية؛ طالما نحن نعيش أجواء البحث عن حلول لأزماتنا. وبخلافه؛ سنبقى نناقش الأمور خارج السياقات الواقعية. وعليه؛ لابد من إعادة التأكيد على أن أكبر مشكلتين تواجهان مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام) في كل مكان؛ بل المسلمين جميعا؛ هماالعقيدتان اللتان زرعتهما وزارة المستعمرات البريطانية في قلب العالم الإسلامي؛ وهما:

الأولى: العقيدة الوهابية؛ التي تستثمر كل الوسائل والتقنيات وفي كل المجالات؛ لضرب أتباع مدرسة أهل البيت وكيانياتهم الدينية والثقافية والمجتمعية والسياسية في الصميم.

فهذه العقيدة لاتختلف معنا سياسياً؛ بل وجودياً؛ إذ تعدّ إجتثاثنا ثابتاً ايديولوجياً لديها، ويدخل في صلب أمنها العقيدي والقومي. ومن هنا فإن أية محاولات عسكرية أو سياسية أو إعلامية للقضاء على الجماعات التكفيرية الإرهابية لن تكون ذات جدوى؛ لأن القاعدة وطالبان والشباب وبوكو حرام والنصرة وداعش وانصار الاسلام وأنصار الشريعة وجيش الصحابة وغيرها؛ هي أفراخٌ شرعيةٌ للعقيدة الوهابية؛ تم إنتاجُها عقيدياً ومالياً ومخابراتياً في المملكة السعودية. ومن أراد القضاء على هذه الجماعات؛ فليقم بإزالة مصانع تفريخها وإنتاجها وتمويلها وتوجيهها. وهكذا فإن أي محاولة للتقارب مع هذه العقيدة أو تخفيف غلوائها وإستمالتها؛ هو نوع من الوهم والعبث وضياع الوقت.

ونرى إن الحل الوحيد الذي من شأنه كبح جماحها وتخفيف إنتشار شرورها؛ هو العمل بكل جد وجهد لمقاطعتها وفرض الوصاية الدولية عليها؛ بالوسائل القانونية والسياسية والإقتصادية والإعلامية.

الثانية: العقيدة الصهيونية؛ وهي العقيدة الإرهابيةالرديفة للعقيدة الوهابية؛ ولاسيما بعد أن تكاملا وتحالفا خلال العقد الثالث من القرن العشرين الميلادي؛ لتحقيق هدف بريطانيا في زرع كيانين دخيلين في المنطقة الإسلامية؛ ليكونا الخندقين الأماميين لحرب الإستكبار الغربي ضد أمتنا الإسلامية.

فإسرائيل هي الأخرى تستهدف المسلمين عموماً وأتباع مدرسة أهل البيتخصوصاً في كل مكان وبكل السبل؛ لأنها تعدّهم المعارضة الوجودية لها أيضاً. ولاتقتصر جرائمها علىالحروب العسكرية والقتل والإستيطان والإحتلال؛ بل تتسع لكل تفاصيل وضعنا الفكري والثقافي والإعلامي والسياسي والإقتصادي. ومن هنا؛ يخطيء خطأ فادحاً من يعتقد بإمكانية التعايش مع الكيان الإسرائيلي؛ لأن هذا الكيان لديه مشروع إجتثاثي؛ فهو يستهدفنا حتى لو صمتنا عنه وأدرنا أظهرنا اليه؛ حالُه حالَ أيِّ وباءٍ ينتشر ويفتك دون إستئذان ودون سابق إنذار. وبالتالي؛ ينبغيمعالجة الخطر الوجودي الصهيوني بنفس صيغ معالجة الخطر الوجودي الوهابي.

وليس غريباً أن يحوِّل الإستكبار الغربي الحاضنتين الواقعيتين للوهابية والصهيونية؛ الى قاعدتين متقدمتين لحربها الشاملة ضد مقدرات الأمة وتنفيذ مشاريعها الإقليمية. وليس غريباً أيضاً أن نتلمس اليوم الإعلان التدريجي عن التحالف السعودي الإسرائيلي ضد جبهة الممانعة؛ برعاية غربية مباشرة.
أيها السادة الكرام ..
إن تحدي الغزو الطائفي الوهابي والغزو العنصري الصهيوني؛ ليس تحدياً خارجياً؛ لأنه ليس غزواً من الخارج وحسب؛ بل غزو من الداخل والخارج؛ فهو يوظف عناصر محلية من مختلف الإختصاصات والمهن والمناصب والإنتماءات القومية والمذهبية والفكريةوالسياسية؛ لتقوم بتنفيذ أهداف الغزو؛ وفي مقدمها أمننا المجتمعي وأمننا الثقافي وعقول أبنائنا وأساليب عيشنا ومقدراتنا الإقتصادية وكيانياتنا السياسية ونمونا العلمي. ومن أجل إحباط هذا الغزو؛ ينبغي أن نعد له كل ما نستطيع من تحرك دولي وعمل قانوني وحراك سياسيوفعل إقتصادي وتركيز إعلامي.

ولاشك؛ إن كل هذا الإعداد لن ينجح؛ فيما لو بقيت المناخات الداخلية التي نعيشها ملبّدة بالغيوم. وعليه؛ فإن الخطوة الأولى تكمن في ترتيب أوضاعنا الداخلية وتنقية أجوائنا البينية وتقريب وجهات النظر فيما بيننا؛ ولاسيما في الجانب السياسي والجانب المجتمعي والجانب المعيشي والجانب الثقافي؛ وصولاً الى توحيد كل جبهة داخلية على أرضية مشتركة صلبة. نحن لانقول بأن توحيد جبهاتنا الداخلية أمر سهل؛ ولكن ليس صعباً التوصل الى مساحات مشتركة نقف عليها جميعاً؛ لأن ذلك يمثل ضرورة مصيرية.

إن تشخيص الأزمات التي يعيشها المسلمون؛ ولاسيما أتباع مدرسة أهل البيت ومايواجههم من مشاكل وتحديات داخلية وخارجية تشخيصاً منهجياً دقيقاً، وإيجاد الحلول والمعالجات العلمية الموضوعية في البعدين النظري والعملي؛ هو مهمتكم .
أيها الأخوة الكرام ....

وهو ماتنتظره منكم الأمة؛ لأنكم نخبتها الفقهية والعلمية والفكرية و الثقافية والإعلامية والسياسية، وأنتم فرصة الأمة الأخيرة للخروج من دائرة الخطر الداهم الذي يهدد الجميع دون إستثناء؛ فينبغي أن نكون بمستوى المسؤولية التاريخية، وأن نستثمر إنعقاد مثل هذهالمؤتمرات الكبيرة المباركة للإنطلاق بسرعة وتركيز في رحاب الحل والعلاج.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.......
انتهى / 278