في لقاء خصّ به وكالة أهل البيت للانباء- أبنا-
خاص بـ أبنا: تصف بعض القنوات الفضائية كالجزيرة والعربية الحشد الشعبي بالمليشيات الوقحة ماهو رأيكم في مثل هذا الوصف؟
السيد نوري المالكي: إنما تجرأ هؤلاء المعاندون والمعادون أن یقولوا هذه الكلمة ذلك لأن بعضنا قال عنها وقحة! وتجرأوا عند ذلك فأصبحوا يسمونها وقحة! وطبیعي أنها وقحة في منظورهم ولكنها مجاهدة ومكافحة مستبسلة، حامیة للعراق والعراقیین وقد أثبتت بحمد الله هذه المبادرة التي الهمنا الله تبارك و تعالی أن ندعوا لتأسیسها وتشكیلها منذ بدایة الأحداث وانفجارها في الشهر الرابع مستفدین من تجربة الجمهوریة الإسلامیة في تجربة تأسيس "البسیج [التعبئة]" في مواجهة الهجوم العراقي علی إیران حینما احتل صدام مجموعة من المحافظات والمدن الإیرانیة، حينها كان للبسیج ومجموعة من المتطوعین الدور الكبیر في إیقاف العدوان.
لذلك نحن الیوم أوقفنا العدوان وتقدّمنا ولولا الحشد الشعبي لما تقدمت القوات العراقیة لأن القوات العراقیة مع الأسف الشدید ورغم أننا بنیناها واسندناها وسلّحناها لكنها حینما اصطدمت بقضیة طائفیة في الموصل والأنبار انهارت! لكن الحشد الشعبي لم ینهار في منطقة من المناطق ولم یتسلم ولم یخن وإنما بعض القطعات العسكریة انهارت وخانت واستسلمت وسلّمت السلاح وسلّمت الجنود! وفي المقابل نرى أعضاء الحشد الشعبي یستشهدون! وقد ینكسر عندهم خط لكنهم لم یستسلموا.
سلاح الحشد الشعبي النصر أو الشهادة! ولذلك لیس في قاموسهم الانسحاب ولا التسلیم ولا الخیانة. لذلك أقول بصراحة أصبحوا یرعبون أعداء العراق وأعداء التشیع! أصبحوا مرعبین لهم لأن هذه القوة التي لا تعرف التخاذل والتراجع وتنطلق بمبدئیة وسطیة لیست طائفیة ستكون حامیة للعراق. وستكون نموذجا للأخرین.
أنا أتابع كثیراً من الدول تتحدث لماذا لا نعمل بتجربة العراق في الحشد الشعبي.
أبنا: ماهو موقفكم من تقسیم العراق؟
السيد المالكي: قطعا نرفضه!
العراق بالنسبة لنا في وحدته مقدس، ولأن الهدف الاستكباري الصهیوني هو تقسیم المنطقة- وبالذات العراق- لذلك في الناحیة المبدئیة ومن الناحیة السیاسیة ومن ناحیة المصلحة التي تقتضیها مصلحة العراقیین لابد أن یبقی العراق موحدا. ولكن یوجد من یتحدث بلغة التقسیم ویوجد من یحرّض علی التقسیم وكما یصدر بین فترة وأخری من مسؤولین أمریكیین وغیر أمریكیین أو ما علیه الحركة الكردیة أو الكرد الذین یتحدثون بالإنفصال. ولكن أستطیع أن أقول أن غالبیة السنة، وجمیع الشیعة یرفضون التقسیم وحتی جزء كبیر من الأكراد أیضاً یرفضون التقسیم ویعملون جمیعا علی الأقل من منطلق المصلحة وهي أن لا مصلحة لهم بالتقسیم! لأن التقسيم دماء! وعدم عدالة في توزيع الثروات! والتقسيم ضعف ويصبح كل مكون حينما ينفصل عن باقي المكونات يذيق دول الجوار مصائب هذا التقسيم!
ابنا: ما هو موقفكم من المجزرة التي ترتكبها السعودیة في الیمن؟
السيد المالكي: هذا هو النهج السعودي وأنا صريح في تحديد الأزمة التي تعانيها الأمة الاسلامية وهي الوهابية!
الوهابية كفكر والعقيدة المنحرفة مهيمنة على العقلية السياسية الحكومية السعودية.
انا أَرجع جميع معاناة المسلمين إلى السعودية! ليس الآن بل حتى قبل انتصار الثورة الاسلامية!
السعودية هي التي كانت تتآمر وتفجّر في لبنان وهي التي تدير الأزمة في لبنان!
والآن إذا سألنا من هو أكثر إضراراً وحضورا وتأثيرا في قضية سوريا واستشهاد شعبها، وتدمير بناها التحتيه؟ والجواب هو السعودية ومعها قطر!
اليمن وما يجري فيها من جرائم يندى لها الجبين!
هذا البلد الذي يعتبر شعبه شعبا أصيلاً لكن قدراته محدودة، السعوديون يستعملون معه أعتى أنواع الأسلحة والطائرات!
من الذي دمر العراق؟
الفتنة في العراق كلها سعودية! قبل سقوط النظام وبعد سقوط النظام والى يومنا هذا!
الفتنة في البحرين من الذي يديرها؟
السعودية والوهابية! وكذا في اليمن وفي البحرين وفي العراق وفي سوريا وفي لبنان!
إذاً السعودية أصبحت هي رأس الحربة للإرادة العقيديّة الوهابية والصهيونية في تدمير المنطقة وعلى المسلمين جميعا بعد أن أصبح لديهم وعي متواصل أن يضعوا حدّاً للنفوذ السعودي الظالم لشعبه!
السعوديون يتحدثون عن الطائفية وهم يظلمون الشيعة في السعودية! وهم يتعرّضون لسبعين بالمئة من شعب البحرين! ويتعرضون لشعب اليمن وبتحدثون عن الطائفية! هناك وقاحة!
بصراحة أنا صرّحت وطالبت والآن بكلمتي [في المؤتمر السادس للجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)] طالبت! وقلتها سابقاً مع الرئيس الأمريكي السابق!
قال: ما الحلّ بالنسبة للإرهاب؟
قلت: الحل أن توضع السعوية تحت الوصاية الدولية ونغير مناهجها الفكرية وانتشار معاهدها المتطرفة وعقائدها... حاول أن يغيّر المناهج ولكن لم يستطيع!
و اليوم أقول: ما لم يعالج وضع السعودية لايمكن أن نرى استقراراً في أي منطقة ولكن أنا متفائل لأن الشعب السعودي بدأ يعي، وأن الوعي الموجود عند المسلمين جميعاً ليس فقط الشيعة على خطورة المذهب الوهابي وتصرفاته ستكون كفيلة لإيجاد حلّ ونهاية لهذه الحكومة الظالمة!