وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الأحد

١٠ مايو ٢٠١٥

١:٢٠:٣٤ م
689305

من يردع العدوان السعودي على اليمن؟

يتناول كاتب هذه المقالة حقيقة الأحداث الجارية في اليمن وصمت المجاميع الدولية قبال الجرائم الغاشمة التي ترتكبها الأنظمة الجائرة والموقف المتميز لحركة أنصار الله وتداعياتها على أرض الواقع.

ابنا: عشرة أيام ولياليها ولم يتوقف العدوان السعودي الارهابي الغاشم على دولة اليمن العربية الاسلامية، هذا العدوان لم يسفر إلا عن تدمير البنية التحية والمدنية والعسكرية والعمرانية والبشرية للشعب اليمني.

لم ينافس السعودية في عدوانها  وجرائمها سوى الكيان الصهيوني، وقد يكون ذلك من اهداف هذا العدوان، بحيث يصبح اي عدوان صهيوني في المستقبل امراً عادياً لا يستوجب الاستنكار والتنديد كما كان يحصل في عدوانها السابق على لبنان وفلسطين.

الاعلام العالمي والعربي غائب تماماُ عن نقل آثار العدوان السعودي ومشاهد الدمار والقتل والارهاب في اليمن، مئات الاطفال تدفن بصمت دون ان تلاحقها عدسات الكاميرات! مئات الجثث المتفحمة ما زالت منتشرة في الاماكن التي إستهدفها العدوان! آلاف الجرحى تمنع من المساعدات الطبية لأن سماء اليمن مستباح من الغربان السعودية الطائرة! غاب الإعلام لأن عدساته قد غُطيت بأموال السعودية، والإعلاميون باعوا ضمائرهم وأقلامهم بالسوق الأسود وبأبخس الاسعار.

عشرة أيام من العدوان والضمير العالمي في نومه وثباته العميق. عشرة أيام من العدوان دون أن تخرج مظاهرات تندد به وتستنكره سوى بعض المظاهرات الخجولة، لم تخرج مظاهرات صاخبة ضخمة سوى في اليمن المنكوب نفسه. تظاهروا وهتفوا ونددوا وما هابوا الطائرات العدوانية الارهابية، تظاهروا تماماً مثل ما تظاهروا حين خرجوا مستنكرين العدوان الصهيوني على " قطاع غزة "، وكما تظاهروا استنكارا على العدوان الصهيوني على لبنان، والعدوان الامريكي على العراق.

بدل أن نشاهد مظاهرات تخرج لوقف هذا العدوان، وتستنكر قتل الابرياء وتدمير البلاد والعباد، شاهدنا التأييد والاشادة بهذا العدوان، منابر الجمعة وخطبائها تهلل وتكبر وتقدم الفتاوى التي تشرع للمعتدي عدوانه، وتفتح ابواب جهنم للمعتدىَ عليه  وابواب الجنة على المعتدين وكأنهم يملكون مفاتيح الجنة والنار !!.

بعد عشرة ايام من العدوان لم يحقق العدو السعودي اي هدف من اهدافه. الرئيس المستقيل " عبد ربه " ما زال منتظراً ليعود الى صنعاء هيروشيما او عدن ناجازاكي ليبسط سلطته على الاطلال. التحالف الكرتوني بدأت أطرافه تحترق ليصل الى رأسه، فمن تنصل مصر الى إنكفاء الامارات الى تصريحات المسؤولين الباكستانيين الى لجوء تركيا الى ايران الى التصريح الخطير للرئيس " اوباما " الذي خاطب به حكام الخليج " ان الخطر عليكم ليست ايران بل الخطر من داخلكم المريض ", ولم يبقى في الميدان إلا "حديدان " اي العدو السعودي الذي تسرع في عدوانه واتخذ خطوات انتحارية خطيرة بعد أن فقد السيطرة على اليمن، الخطوة الانتحارية اتخذها الصبية الذين اعتلوا عرش المملكة السعودية المتهالكة بعد موت الملك عبد الله، وما الملك سلمان سوى صورة فوتغرافية في المملكة مصاب بداء الزهايمر ولا يدرى ما يجري من حوله، فكيف بالمنطقة !! هؤلاء الصبية لديهم إرتباط  مباشر مع اليمين الامريكي والاسرائيلي الصهيوني، الوقائع والاهداف والحقائق تقول ذلك وليس تحليلا سياسيا يصيب او يخطئ.

من بنك اهداف العدوان بناءً على توصيات الكيان الصهيوني تعطيل الحوار حول الملف النووي الايراني, لكن حصل العكس فكانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تدير معركة المفاوضات وهي تعلم ما يخطط لها وأدارته بذهنية العمالقة وردت كيد المتآمرين الى نحورهم، لقد انجز التفاهم النووي وإستوعبته الدول العاقلة، ولم تستوعبه مملكة الشر، لانها تعودت على الاستهتار بدماء المسلمين واستمرت في عدوانها، لا يهدأ لها بال إلا برؤية شلالات من الدماء تسيل من الشعب السوري والعراقي واللبناني والفلسطيني واليمني، ولا يقر لها عين إلا برؤية الدمار في المنشئات الحيوية والسكنية والعمرانية والعسكرية لتلك الدول العربية، تريد ان تستمد قوتها من ضعف الدول التي حولها، تريد ان تستمد قوتها وبقاءها من بقاء دولة اسرائيل قوية في قلب الامة العربية والاسلامية.

عدم الرد على العدوان من قبل القيادة التي تدير المعركة في اليمن كان السهم القاتل للسعودية، فكل التهويلات الاعلامية، والتحشيد الاقليمي، ونشر الرعب في المنطقة، وتصوير حركة انصار الله الحوثيين في اليمن على انهم يريدون غزو السعودية وتهديد أمنها والاستيلاء على مكة والمدينة، وتهديد الملّاحة الدولية في باب المندب كل ذلك التضليل الاعلامي ذهب هباء منثورا بفضل حكمة قيادة الثورة الشعبية في اليمن التي يتزعمها القائد عبد الملك الحوثي بعدم الرد على العدوان خارج حدود اليمن.

الى اين تذهب السعودية بعد عشرة ايام من العدوان على الشعب اليمني؟.

 فلا الرادع الاخلاقي والديني والانساني يردعها لانها لا تملك شيئا منهما، بل بالعكس لا تملك إلا العقل التكفيري التدميري الارهابي الرافض لكل نداءات التعقل الانساني, والحنكة السياسية والحكمة البشرية.

 ولا الرادع السياسي لانها لا تفهم في بديهيات اللعبة السياسية، لانها تعتقد إن كل شيء يخضع لها بالاموال وتستطيع ان تشتري جيوشاً ودولاً لتدافع عنها .

 ولا الرادع الذي تنتظره من أنصار الله، لإن قيادة الثورة اليمنية خيّبت أمالها وأفقدتها تبريراتها لشن العدوان على اليمن.

فلم يبقى سوى رادع الانتحار وإطلاق رصاصة الموت على رأسها، لكن من يطلقها ؟ هل تنتحر برصاصة التناحر والتنافس بين المتصارعين على السلطة؟ أم برصاصة من مسدس سيده الامريكي الذي ضاق ذرعا بغباء عبده السعودي؟  ام بالصاروخ الذي أذن الله للمعتدي عليه أن يطلقه على راس المعتدين؟

 ---------
انتهى/125