ابنا: بالرغم من أن محافظة حضرموت اليمنية تقع بمحاذاة الحدود السعودية وينتشر فيها تنظيم القاعدة إلا أن مواقع التنظيم ظلت بعيدة عن أهداف التحالف السعودي، وإضافة إلى وجود القاعدة بدأ تنظيم "داعش" بالظهور مقابل حلف القبائل الناشط في المحافظة. التركيبة الجغرافية لهذه المحافظة الإستراتيجية.
هي أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة ويقدّر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة، وتنقسم إدارياً إلى ثلاثين مديرية و المحافظة الواقعة شرق اليمن، تحتل 36% بالمئة من المساحة الإجمالية للبلاد، عاصمتها مدينة المكلا التي تعد بدورها ثالث كبرى مدن اليمن بعد صنعاء وعدن.
تكمن أهمية محافظة حضرموت الإستراتيجية بأن لها حدوداً ممتدة مع السعودية شمالاً، بالإضافة إلى إطلالتها من ناحية الجنوب على بحر العرب.
تبعد عن العاصمة صنعاء نحو 794 كلم، تحدّها من الشمال الغربي محافظتا مأرب والجوف، ومن الشرق محافظة المهرة، ومن الغرب محافظة شبوة.
يغلب على التركيبة الديمغرافية للمحافظة الطابع القبلي،الذي يتمتع بإمتداد اجتماعي في الجوار السعودية، أمّا إقتصادياً فقد ازدادت أهميتها مع إكتشاف حقل المسيلة النفطي مطلع تسعينيات القرن المنصرم.
تعتبر حضرموت معقل تنظيم "القاعدة" في اليمن، وقد سيطر مقاتلوه مطلع الشهر الجاري على مدينة الكلا، مستفيدين من الضربات الجوية التي بدأت الطائرات الحربية السعودية تنفيذها ضد الجيش اليمني فعزز انتشاره في المحافظة ووسعها باتجاه المناطق الحدودية مع شبوة ومأرب، خصوصاً أن مواقع التنظيم ظلت بعيدة عن أهداف الغارات السعودية.
أما تنظيم "داعش"، فعلى الرغم من صغر حجمه مقارنة بـالقاعدة في اليمن فقد بدأ بالظهور على الساحة مؤخرا،وهو ما اكدّته وزارة الداخلية اليمنية التي رصدت اجهزتها في شهر آذار/ مارس الماضي تجمعّاً لعناصر التنظيم في المحافظة.
إلى جانب هذه القوى على الأرض يبرز حلف قبائل حضرموت، وهو حلف مناوئ للسلطات اليمنية والجيش في صنعاء،نشأ بعد مقتل أحد مشايخ وضباط المحافظة على يد أفراد نقطة تابعة للجيش في أحد مداخل مدينة المكلا.
بموازاة علاقته السيئة بالجيش، لم يدخل حلف القبائل بمواجهات مباشرة مع القاعدة حتى اليوم،خصوصا ان تقاربا واتفاقات ضمنية جمعتهما في السابق لكنها سقطت على وقع تأكيد الحلف استعداده لتطهير المحافظة.
.................
انتهی/185