ابنا:أبوه: الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
أمه: الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم، من بني كلب بن وبرة.
قرابته بالمعصومين:
حفيد الإمام علي والسيّدة فاطمة الزهراء(عليهما السلام)، وابن الإمام الحسين، وأخو الإمام زين العابدين، وعم الإمام الباقر(عليهم السلام).
كيفية الشهادة:
قال الرواي: ولما رأى الحسين عليه السلام مصارع فتيانه وأحبته عزم على لقاء القوم بمهجته، ونادى: هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟
فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدى الصغير حتى أودعه، فأخذه، وأومأ إليه؛ ليقبله، فرماه حرملة بن الكاهل الأسدي (لع) بسهم فوقع في نحره فذبحه. فقال لزينب: خذيه ثم تلقى الدم بكفيه، فلما امتلأتا رمى بالدم نحو السماء، ثم قال هون على ما نزل بي إنه بعين الله. قال الباقر عليه السلام: فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض.
المدفن:
دفنه الإمام الحسين في يوم عاشوراء بعد مقتله وذلك بعد أن حفر له بجفن سيفه، ورملّه بدمه، وصلّى عليه.
عاقبة قاتله:
قال المنهال بن عمرو: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام [عند] منصرفي من مكة.
فقال لي: يا منهال! ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟
فقلت: تركته حيا بالكوفة.
قال: فرفع يديه جميعاً، ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار.
قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وكان صديقي، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنه ينظر شيئاً، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوّجه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أخذ حرملة بن كاهل.
فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكنني منك، ثم قال: الجزار الجزار. فأوتي بجزار، فقال له: اقطع يديه. فقطعتا، ثم قال له: اقطع رجليه. فقطعتا، ثم قال: النار النار. فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار.
فقلت: سبحان الله!
فقال [المختار] لي: يا منهال إن التسبيح لحسن ففيم سبحت؟
فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه [وعند] منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حيا بالكوفة، فرفع يديه جميعاً، فقال: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حر النار.
فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟
فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا.
قال: فنزل عن دابته، وصلى ركعتين.
زيارته:
ذكره الإمام الحجة في زيارة الناحية المقدسة حيث قال: "اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ واَلْمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ، اَلْمُتَشَحِّطِ دَماً، اَلْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ، اَلْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حَجْرِ أَبِيهِ، لَعَنَ اَللَّهُ رَامِيَهُ حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلٍ اَلْأَسَدِيَّ وذَوِيهِ".
مما قيل فيه:
قال السيد حيدر الحلي:
ومُنعطف أهوى لتقبيلِ طفلِهِ فقبّلَ منه قبلَه السهمُ منحرا
لقد وُلدا في ساعة هو والردى ومنْ قبلِهِ في نحرِه السهمُ كبّرا
قال محمّد رضا الخزاعي:
ولو تراهُ حاملاً طفلَهُ رأيتَ بدراً يحملُ الفرقدا
مُخضَّباً من فيضِ أوداجِهِ ألبسَهُ سهمُ الردى مجسدا
تحسبُ أنَّ السهمَ في نحرِهِ طوقٌ يُحلِّي جيدَه عسجدا
ومذ رأته امه أنشأت تدعو بصوت يصدع الجلمدا
تقول عبد الله ما ذنبه منفطماً آب بسهم الردى
ـــــــــــ
المصادر:
ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، تحقيق: لجنة من أساتذة النجف الأشرف، النجف الأشرف، 1959م.
السيد ابن طاووس، علي بن موسى، اللهوف في قتلى الطفوف، قم، أنوار الهدى، الطبعة الأولى، 1417هـ.
ابن المشهدي، محمد، المزار الكبير، التحقيق: جواد القيومي الاصفهاني، طهران، مؤسسة الآفاق، الطبعة الأولى، 1419هـ.
الحلي، حيدر، ديوان السيد حيدر الحلي، تحقيق: علي الخاقاني، دون تاريخ.
زين العابدين، الإمام علي بن الحسين(ع)، الصحيفة السجادية، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي عليه السلام، قم، الطبعة الأولى، 1411هـ.
الشيخ الطوسي، محمد بن الحسن، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1415هـ.
الطبرسي، أحمد بن علي، الإحتجاج، النجف الأشرف، دار النعمان للطباعة والنشر، 1966م.
العسكري، مرتضى، معالم المدرستين، بيروت، دار النعمان للطباعة والنشر، 1990م.
لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع)، موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام)، قم، الطبعة الثالثة، دار المعروف للطباعة والنشر، 1416 - 1995 م.
........
انتهى/278