وفقاً لما آفدته وکالة آهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ مع حلول الذكرى السنوية الرابعة للثورة الشعبية في البحرين أصدر المجمع العالمی لأهل البیت(ع) بیاناً طالب فیها المجتمع الدولي بحماية شعب البحرين وتوفير الضمانات اللازمة
لممارسة حقه في تقرير المصير.
وفیما یلي نص هذا البیان الهام:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان المجمع العالمی لأهل البیت(ع) في الذكرى السنوية الرابعة للثورة الشعبية في البحرين
مع إقتراب حلول الذكرى السنوية الرابعة لإنطلاقة الثورة الشعبية في البحرين وشعبها لايزال يسجل صمودا اسطوريا لكسر العهود السوداء الكالحة من تاريخه والتي بدأت منذ إستيلاء آل خليفة على الحكم ومصادرة النظام السياسي في البلاد.
وها هي الثورة التي انطلقت لتضع حدا لسنوات طويلة من الديكتاتورية والإستبداد تواصل مسيرتها رغم قسوة القمع ووحشية الإجراءات ودموية البطش الذي بلغ درجات قياسية في التنكيل والإنتقام ، ولاتزال حركة الشعب مستمرة للخلاص من الديكتاتورية والإستبداد رغم تدخل العديد من القوات الأجنبية وفي مقدمتها قوات درع الجزيرة بقيادة جيش الإحتلال السعودي التي جاءت لتفتك بجماهير الناس وتقمعهم للحيلولة دون تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة في قيام نظام سياسي يستمد شرعيته من الإرداة الشعبية ومن أختيار الناس له لكنهم رغم مرور أربع سنوات كاملة لم تفلح في القضاء على الثورة وإرجاع الناس إلى بيوتهم دون تحقيق مطالبهم التي خرجوا من أجلها.
تنهي الثورة الشعبية في البحرين عامها الرابع لتدخل عاما جديد وهي مثخنة بالجراح وآلآلام ، لكنها في نفس الوقت محملة بالآمال ا لعريضة لتحقيق غد أكثر إشراقا ينعم فيه شعب البحرين بأجواء العدالة الإجتماعية والمساوة وتكافؤ الفرص.
وفي هذه المناسبة لابد من التوقف عند ابرز الحقائق المتعلقة بالثورة الشعبية في البحرين :
أولا- إن الثورة في البحرين هي شعبية بإمتياز وقد شاركت فيها جميع فئات الشعب وقد سجلت ثورة البحرين أعلى نسبة مشاركة شعبية على مستوى جميع الثورات والإنتفاضات التي حدثت في تاريخه بل وفي تاريخ كل المنطقة حيث تجاوزت نسبة المشاركة الشعبية في الثورة ما يفوق السبعين بالمئة من مجموع السكان وهو سابقة لم تحدث في تاريخ كل الثورات التي مرت في تاريخ المنطقة ولقد كان لحضور جميع الشرائح الشعبية ومكونات مجتمع البحرين برجاله ونسائه وشبابه ومن كل فئات الشعب أثرا كبيرا في تجسيد المطالب الحقة للشعب البحريني ، فقد شارك الجميع بلا إستثناء يتقدمهم علماء الدين وأساتذة الجامعات والطلاب وممثلي جميع منظمات المجتمع المدني من فنيين ورياضيين وممثلين ونقابيين ومدرسين وعمال ، كما كان الحضور النسائي لافتا ومميزا في كل مجريات واحداث الثورة وشكلت صورة معبرة عن الإجماع الشعبي المطالب بالتغيير السياسي من كل الشعب.
ثانيا- أنطلقت الثورة الشعبية في البحرين لخلفيات متصلة بالديكتاتورية والإستبداد والظلم الفاحش الذي كانت تمارسه السلطة الحاكمة ضد الناس من خلال الإستئثار المطلق للسلطة والموارد ، وحرمان الشعب من أبسط حقوقه في المشاركة والعدالة الإجتماعية واتباع السلطة سياسة التهميش والإلغاء الكامل للإرادة الشعبية . وإعتماد السلطة على سياسة التمييز على أسس طائفية في الوظائف العامة وحرمان المكون الأساسي من شعب البحرين من كافة حقوقه السياسية والمدنية والإقتصادية ، كما كان من الأسباب المحركة للإجماع الشعبي حول المطالب الشعبية هو ما قامت به السلطة من حملات التجنيس السياسي والتي استهدفت تدمير الهوية الخاصة بشعب البحرين من خلال اللعب في تخريب التركيبة الديمغرافية لشعب البحرين . وسنوات طويلة عاشها شعب البحرين في ظل سلطة تمارس ضده الإضطهاد والقهر السياسي .
ثالثا - أستهدفت الثورة الشعبية في البحرين في حركتها الشعبية الواسعة لمطلب الإحتكام الى صناديق الإقتراع بدل فوهات البنادق وفرض الأمر الواقع ورفعت شعارات متحضرة متصلة بحق تقرير المصير حسب ما نصت عليه القوانين والعهود والمواثيق الدولية ، ولذلك فإن ثورة شعب البحرين لم تكن خارج سياق المطالب العادلة والمشروعة لأي شعب يتطلع لقيام نظام ينبثق من الإرادة الشعبية ويستمد شرعيتها يرمي إلى صيانة وحماية السلطة والمال العام من الإستئثار المطلق لعائلة محددة بمخانق السلطة والموارد وتمارس إضطهادا وقهرا للشعب.
رابعا - لقد أسقطت الثورة الشعبية في البحرين شرعية نظام الحكم الحالي بشكل حاسم وقاطع ، ولايمكن التردد بشأن أن فرض الأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه القوى الإستكبارية في العام من خلال فوهات البنادق وظهر الدبابات لايمكن أن يخلق شرعية لنظام سياسي في أي مكان في العالم وهو من الإنجازات الكبرى للثورة الشعبية في البحرين لحد الآن . فقد أصبح العالم بأجمعه يعرف بدون مواربة أو تشكيك بأن نظام الحكم في البحرين الحالي فاقد للشرعية وأن أمام المجتمع الدولي تحدي كبير في معالجة أزمة الحكم والسلطة في البحرين.
خامسا ـ كسبت ثورة شعب البحرين تضامنا شعبيا كبيرا من مختلف دول وشعوب العالم ، وقد أحدثت ثورته تحولات كبرى في النظرة القائمة حول طبيعة الأنظمة القائمة في المنطقة الخليجية واصبحت جميع الأنظمة الخليجية أمام تحدي التغيير والمشاركة الشعبية في الحكم والموارد.
سادسا- حققت الثورة الشعبية بالإضافة إلى الإنجاز الكبير في إسقاط شرعية النظام الحالي الحاكم عدد كبير من الإنجازات منها بروز بل وسيطرة ما يتعرض له شعب البحرين من إضطهاد وقهر سياسي وقمع إلى العالم وأصبح ملف البحرين حاضرا على طاولات معظم اللقاءات الدولية سواء السياسية او الاقتصادية او الحقوقية او تلك التي تهم المنطقة في أي من جوانبها ، كما أظهرت مدى وعي شعب البحرين وتماسكه وقدراته وكم يمتلك من الرجال والنساء المخلصين والصادقين ، كما انتجت عدد لابأس به من المجاميع الشبابية التي أبرزت كفائتهم وقدراتهم في مختلف المجالات وشتى حقول التقنية والمعرفة بما استطاعوا بها مجابهة مجموعة القوى الإستكبارية رغم كل التحديات والصعوبات وبما يبشر بواقع مستقبلي متقدم للغاية في هذا البلد الصغير في مساحته والكبير بعطاء أهله وأبنائه.
إن المجمع العالمي لأهل البيت “عليهم السلام” قد أعلن مرارا وتكرارا عن نصرته لقضايا الشعوب العادلة والمشروعة والمحقة بدون تردد ، ويعلن اليوم عن كامل تضامنه مع الإرادة الشعبية ويدعو المجتمع الدولي بعد مرور أربع سنوات وفشل خيار القوة الغاشمة في قمع الناس وإسكاتهم في البحرين أن يتخذ خطوات شجاعة في مراجعة الموقف وأن يبادر إلى حماية شعب البحرين الأعزل من بطش الجيوش المحتلة وطوابير المرتزقة الذين جندهم النظام للتنكيل والبطش والإنتقام من الشعب الأعزل وأن يقوم بدوره المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تتعرض فيه شعوب المنطقة لأعمال التفتيت والتمزيق وتعريض الأمن والسلام العالمي لمخاطر المجهول عبر تأمين الحماية والرعاية الكاملة ولتمكين شعب البحرين من تقرير مصيره وفق القانون الدولي وآلياته المعتمدة.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام
25 ربيع الثاني 1436 هـ
14 فبراير 2015 م
.......................
انتهی/ 101