ووفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباءـ ابناـ بدأ مؤتمر في رحاب الإمام علي (ع) عمله في مدينة مشهد المقدسة تزامنا مع أيام عيد الغدير الأغر، عيد الولاية والإمامة.
وألقى الكلمة الرابعة في هذا المؤتمر الذي أقيم يوم الأربعاء 22 أكتوبر في قاعة مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية التابعة للروضة الرضوية، حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محسن قمي معاون قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية.
رحب الشيخ محسن قمي بالمؤتمرين سيما الضيوف الوافدين من اليمن ولبنان وقال: أنتم طبقا لكلام قائد الثورة الإسلامية لستم ضيوفا بل هنا وطنكم الثاني وأنتم أهل هذا المنزل.
وقدم حجة الإسلامي قمي شكره وتقديره إلى "آية الله واعظ طبسي" أمين عام الروضة الرضوية و"الشيخ أختري" امين عام المجمع العالمي لأهل البيت (ع) و"الشيخ الهي خراساني" مدير مجمع البحوث الإسلامية التابعة للروضة الرضوية وكل العاملين من أجل إقامة هذا المؤتمر واستقبال وتكريم الضيوف الكرام.
وعدّ عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) ميزات هذا المؤتمر وقال: الميزة الأولي لهذا المؤتمر أن المؤتمر أقيم في جوار الإمام الرضا (ع) وهو "حجة الله على من فوق الأرض ومن تحت الثري".
وأضاف معاون قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية أن السمة الثانية التي يتميز بها هذا المؤتمر هي أنه كان متزامنا مع أيام عيد الغدير الأغر وقد قال الإمام الصادق (ع) في أهمية الغدير:
"والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشرة مرات "
ورمز وحدنا والقاسم المشترك بيننا هو ولاية أمير المؤمنين (ع).
ولفت الشيخ القمي إلى إقامة الإحتفالات بمناسبة عيد الغدير في اليمن بعد إسقاط الديكتاتور اليمني وقال: شهد العالم أن اليمنيين احتفلوا بمناسبة عيد الغدير الذي كان مهجورا لسنوات مديدة وأقيمت إحتفالات بهيجة بحضور عشرات الآلاف من الناس.
وأشار عضو المجمع الأعلى للثورة الثقافية إلى السمة الثالثة لهذا المؤتمر وأضاف: الحاضرون في هذا المؤتمر علماء وقادات الفكر في بلدانهم ـ اليمن ولبنان و ايران ـ وهم حماة الفكر والثقافة والعقيدة في بلدانهم ويقومون بإحياء معارف الإسلام والسيرة النبوية الشيريف والسنة العلوية دون أن يهابوا الأذى والتنكيل والسجون وما إلى ذلك.
وتطرق معاون قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية إلى تاريخ اليمن مؤكدا أن اليمن منذ سالف الزمن كان موطن علماء الإمامية والزيدية واشتهرت الزيدية بولاية أهل البيت (ع) كما أنهم عرفوا بالشجاعة ولم يخلوا ساحات القتال وهذا ما رأيناه في حروب الحوثيين الستة الماضية مع الدولة السابقة العميلة فأصبح الشعب اليمني وأتباع أهل البيت فخرا للأمة الإسلامية.
واعتبر الشيخ القمي الوضع اليمني مختلفا عن ساقبه وقال: اليمن على وشك تغييرات كبيرة ومصيرية. لقد استطاعت القوى الثورية والشيعية أن تقف بوجه التدخل الغربي والعربي وتبدي احتجاجها ضد الإستكبار العالمي وأعداء البشرية وعلى رأسهم آمريكا والوهابية وهذا ما أثار غضبهم وهم اليوم يفقدون قدرة إتخاذ القرار إزاء الأوضاع في اليمن لدهشتهم من الوضع الراهن. لكن نقول لهم "موتوا بغيضكم"
وأضاف القمي أن ما تشترك الثورة اليمنية والثورة الإسلامية الإيرانية فيه هو وجود قيادة تركن إلى القرآن وأهل البيت(ع) ويمكن القول إن قيادة الثورة اليمنية كانت أفضل من بلدان الصحوة الإسلامية الأخرى.
وأشاد عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) بدور "السيد عبد الملك الحوثي" قائد حركة أنصار الله وقال مخاطبا اليمنين: قيادتكم ليست قيادة الزيدية فحسب بل هي قيادة الشعب اليمني وحتى قيادة المقاومة الإسلامية في العالم.
وأكد الشيخ القمي أن الشعب الإيراني وقيادته ستكون جنبا إلى جنبكم حتى تحقيق طموحكم وقال: أنتم اخفقتم المشروع الخليجي في اليمن والذي خططه مجلس التعاون الخليجي واتخذتم مشروع أهل البيت بديلا عنه. عليكم أن تغتنموا هذه الفرصة لأنها قد لا تكرر لسنوات طويلة.
وأعتبر هذا الإستاذ في الحوزة العلمية والجامعة أن متابعة الأهداف التالية ضرورية لمواصلة إنتصارات أنصار الله:
1ـ وحدة الأمة الإسلامية: كما أن علماء الزيدية والإمامية والشافعية والصوفية و غيرهم اتحدوا في الثورة اليمنية، وواجهوا المؤامرات التفريقية علينا أن نوحد العالم الإسلامي ونسعى لإزالة الخلافات ومحاربة التكفيريين .
2ـ مواجهة الكيان المحتل الصهيوني: يجب أن تشترك القوى الثورية في هذا الهدف.
انتصاراتكم تزعزع أمن الكيان الصهيوني وتهدد مصالح عملائهم في البلدان الإسلامية كالعراق واليمن.
3ـ مؤازرة المظلومين والمستضعفين في اليمن: الشعب اليمني يعيش الحرمان والفقر رغم الموارد الطبيعية وغير الطبيعية.
أشار عضو المجلس الأعلى للمجمع العالمي لأهل البيت (ع) إلى ترميم مقام ناصر الأطروس، وقال: كان ذلك بأمر قائد الثورة الإسلامية واليوم يقصدها الزوار من الشعب اليمني فضلا عن الشعب الإيراني.
وختم الشيخ القمي كلامه قائلا: نشهد تغييرا كبيرا في العالم وعلى رأسه المسلمون. يجب أن نتهيأ لعالم يخلو من الظلم وعالم دون أمريكا ودون الوهابية ودون داعش وهذه أمنية ليست بعيدة المنال.
يذكر أن مؤتمر في رحاب الإمام علي (ع) أقيم في ثلاثة أيام من قبل المجمع العالمي لأهل البيت(ع) ومجمع البحوث الإسلامية التابعة للروضة الرضوية ومعاونية مكتب قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية بحضور 60 عالم من اليمن ومفكري الحوزة العلمية والجامعة في ايران ولبنان.
جاء هذا المؤتمر استمرارا لـ"مؤتمر ناصر الأطروش الدولي" الذي أقيم في النسة الماضي بمساعي المجمع العالمي لأهل البيت (ع) في مدينة آمل ومحمودآباد من محافظة مازندران الإيرانية.
وكان الملتقى التمهيدي لمؤتمر "في رحاب الإمام علي(ع)" تكريما للناصر الكبير الحسن بن علي الأطروش بحضور مفكري وعلماء من اليمن ومسئولي محافظة مازندران في آمل.
وافتتح المؤتمر صباح يوم الأربعاء 22 أكتوبر في مدينة مشهد المقدسة.
وعقد الإجتماع الثاني للمؤتمر في مقام "السيد يحيى بن زيد بن علي بن الحسين (ع)" في فاصلة 50 كيلومترا شرقي مدينة مشهد المقدسة.
وعقدت اللجنتان التخصصيتان تحت عنوان "نهج البلاغة" و"الصحيفة السجادية" وانتهى عمل المؤتمر عصر يوم الخميس بإقامة الحفل الختامي.
---------
انتهى/125