أولاً: الصوم
الصوم في شهر رمضان واجب على كل مكلف عاقل بالغ على التفصيل الذي أورده الفقهاء الا أن حالات الصائمين تختلف من جهة تعاطيهم مع الطعام والشراب مابين الإفطار والإمساك، ومن جهة ما يصومون عنه، ومن جهة القصد من الصيام وحقيقة النية فيه، وينبغي أن نتأمل في هذه الحالات جميعاً ليتضح كيف ينبغي أن يكون صومنا، وكيف ينبغي أن نتصرف لنحفظ الأساس في الضيافة الإلهية ونحافظ على آثاره ونتائجه ألا وهو الصوم. قال آية الله التبريزي: "مراتب الصوم ثلاثة، صوم العوام وهو بترك الطعام والشراب".. "على ما قرَّره الفقهاء من واجباته ومحرماته، وصوم الخواص وهو ترك ذلك - أي ترك المفطرات حسب ما قرَّره الفقهاء - مع كفّ الجوارح عن مخالفات الله جل جلاله، وصوم خواص الخواص وهو ترك كل ما هو شاغل عن الله تعالى من حلال أو حرام..". آية الله ملكي تبريزي، المراقبات 95 (م.م) بتصرف يسير.
ثانياً: مستحبات الإفطار
ورد في آداب الإفطار استحباب أذكار مختصرة، وقراءة سورة القدر، ويمكن للصائم اختيار أحدها، وهي كما يلي:
1- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ما من عبد يصوم ويقول عند إفطاره هذا الدعاء، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وهو: «ياعظيم ياعظيم ياعظيم، أنت الله الذي لاإله إلا أنت، اغفر لي الذنب العظيم، إنه لايغفر الذنب العظيم إلا أنت ياعظيم". الكفعمي، البلد الأمين 231.
2- عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام): "أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أفطر قال: أللَّهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبله منا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وبقي الأجر". الكفعمي، البلد الأمين 231.
3- كان أمير المؤمنين (عليه السلام) "إذا أراد أن يفطر، قال: أللَّهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم". الكفعمي، البلد الأمين 231.
4- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن لكل صائم عند فطره دعوة مستجابة، فإذا كان في أول لقمة، فقل: بسم الله، ياواسع المغفرة، اغفر لي، فمن قالها عند إفطاره، غُفر له". الكفعمي، البلد الأمين 232.
5- عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من قرأ القدر عند سحوره وعند إفطاره.. كان بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله". الكفعمي، البلد الأمين 232.
وحول تقديم الصلاة على الافطار
ورد عن أبي جعفر (الإمام الباقر) (عليه السلام): "في رمضان تصلي ثم تفطر إلا أن تكون مع قوم ينتظرون الإفطار، فإن كنت معهم فلا تخالف عليهم وأفطر ثم صل وإلا فابدأ بالصلاة". قلت: ولم ذلك؟ قال: "لأنه قد حضرك فرضان الإفطار والصلاة فابدأ بأفضلهما وأفضلهما الصلاة، ثم قال: تصلي وأنت صائم، فتكتب صلاتك تلك، فتختم بالصوم أحب إلي". الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد 626-627.
ثالثاً: الغسل في ليالي الافراد
يستحب الغسل في كل ليلة مفردة، أي الأولى، الثالثة، الخامسة، وهكذا. قال الشيخ الطوسي عليه الرحمة: وقد بيّنَّا ليالي الغسل وهي أربع ليال: ليلة سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وإن اغتسل ليالي الأفراد كلها وخاصة ليلة النصف، كان له فيه فضل كثير. الشيخ الطوسي، مصباح المتهجد636.
رابعاً: صلاة كـل ليـلة
1- صلاة واحدة مختصرة، يؤتى بها في كل ليلة.
قال الكفعمي: "ويستحب أن يصلي في كل ليلة من شهر رمضان ركعتين بالحمد مرة، والتوحيد ثلاثا، فإذا سلَّم قال: سبحان من هو حفيظ لايغفل، سبحان من هو رحيم لايعجل، سبحان من هو قائم لايسهو، سبحان من هو دائم لايلهو. ثم يقول التسبيحات الأربع (سبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر) سبعاً، ثم يقول: سبحانك سبحانك ياعظيم. إغفر لي الذنب العظيم. ثم تصلي على النبي عشراً. من صلاها غفر الله له سبعين ألف ذنب. ". الكفعمي، المصباح563.
2- صلاة الألـف ركعـة موزعة على ليالي الشهر كلها وهي عشرون ركعة في كل ليلة من أول الشهر إلى العشرين منه، وثلاثون لكل ليلة من العشرالأخيرة، وثلاثماءة يؤتى بها ليالي تسع عشرة، وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين، فيكون المجموع ألف ركعة. قال الشهيدان الأول والثاني: "ثمان بعد المغرب واثنتا عشرة بعد العشاء، ويجوز العكس وفي كل ليلة من العشر الأخيرة ثلاثون ركعة: ثمان منها بعد المغرب، والباقي بعد العشاء. ويجوز اثنتا عشرة بعد المغرب، والباقي بعد العشاء". الشهيد الثاني/ شرح اللمعة الدمشقية1/693. ويقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد مرة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو عشراً، يختار المصلي بين ذلك، فقد تضمنت رواية هذه الصلاة عن الإمام الصادق عليه السلام هذا التخيير. الإقبال1/52.
وهناك دعاء خاص بعد كل ركعتين، ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام): "وليكن مما تدعو به كل ليلة بين كل ركعتين من نوافل شهر رمضان: "أللَّهم اجعل في ما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم، أن تجعلني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم، المشكور سعيهم، المغفور ذنوبهم، وأسألك أن تطيل عمري في طاعتك، وتوسع في رزقي يا أرحم الراحمين. وصلى الله على محمد وآله الطاهرين".
خامساً: الصلوات الخاصَّة بكل ليلة
وقد أوردها السيد ابن طاووس رحمه الله في كتابه اقبال الأعمال لمن أراد أن يطلع عليها بالتفصيل. الكفعمي، المصباح579.
سادساً: كثرة قراءة القرآن
عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض " فغرة الشهور شهر الله وهو شهر رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر، ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان فاستقبل الشهر بالقرآن". الشيخ الصدوق، من لايحضره الفقيه2/99.
سابعاً: كثرة الإستغفار
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): "عليكم في شهر رمضان بكثرة الإستغفار والدعاء فأما الدعاء فيدفع به عنكم البلاء وأما الإستغفار فيمحو ذنوبكم". الكليني، الكافي4/88. بتصرف يسير .
..........................
انتهى / 232-212
المصدر :
الأحد
٢٩ يونيو ٢٠١٤
٢:١٢:٣٢ م
619964
الأعمال العامة في شهر رمضان الكريم