وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر :
الخميس

٢٦ يونيو ٢٠١٤

١٠:١٤:٥٢ م
619297

"دواعش" واشنطن والخليج وتركيا، يحاولون تعويض الهزيمة في سورية

منذ أيام قليلة كشف مسؤولون أردنيون للوكالة نفسها أن أعضاء تنظيم ما تسمى "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) سبق لهم أن تلقّوا تدريبات من مدربين أميركيين يعملون في قاعدة سرية بالأردن عام 2012.

ابنا : في شهر شباط من العام 2012 كشفت وكالة "وورلد نيت دايلي" الأميركية، أن الولايات المتحدة وتركيا والأردن يديرون معاً قاعدة لتدريب المسلحين في الحرب ضد سورية، في بلدة الصفاوية الأردنية، التي تقع في المنطقة الصحراوية في شمال الأردن.

ومنذ أيام قليلة كشف مسؤولون أردنيون للوكالة نفسها أن أعضاء تنظيم ما تسمى "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) سبق لهم أن تلقّوا تدريبات من مدربين أميركيين يعملون في قاعدة سرية بالأردن عام 2012.

وأشار المسؤولون إلى أن "عشرات من أعضاء التنظيم تدرّبوا في تلك الفترة كجزء من مساعدات سرّية كان يتم تقديمها للمسلحين الذين يستهدفون سورية"، وأضافوا أن "تلك التدريبات كانت ترمي إلى قيام المسلحين بعمليات مستقبلية في العراق".

هذه الوثيقة ليست جديدة لتبيّن مدى التورُّط الأميركي في الحرب القذرة ضد سورية، فجميع الوقائع تؤكد أن الولايات المتحدة هي من قرّر استخدام "القاعدة" والتكفيريين في سورية، بناء على نظرية دايفيد بترايوس "الحرب بالواسطة"، فكان أن أُطلق العنان لشبكات الإرهاب العالمي في تجميع المسلحين وتحشيدهم، وتدريبهم وتقديم التسهيلات ومختلف وسائل الدعم لهم، ليس مادياً وعسكرياً فحسب، بل مختلف أشكال الدعم المعنوي والإعلامي، وتسخير فضائيات ومواقع تواصل اجتماعي تحت عنوان: "دعم الثورة السورية"، التي فبركوا لها منذ البدايات كل ما يلزم؛ من شعار "سلميّة.. سلميّة"، إلى حشد المسلحين والمرتزقة من رياح الأرض الأربعة، ليطوّروا شعارهم "دعم المقاتلين من أجل الحرية"، ولهذا حشدوا في البدايات الإمكانيات الكبرى لذلك، بدءاً من "مؤتمرات أصدقاء سورية"، وليس انتهاء بأكذوبة الأسلحة الكيمائية، وتسخير دول ومنظمات دولية وإقليمية ضد الدولة الوطنية السورية.

وإذا كان الحلف الدموي المعادي لسورية متعدد الأشكال والأوجه، إلا أن ثمة ثلاث دول انغمست في المؤامرة المتعددة الرؤوس والأهداف، وهي: تركيا والسعودية وقطر، والتي انخرطت في لعبة سفك الدم السوري، ووفّرت كل الوسائل، بدءاً من معسكرات التدريب في الأردن وتركيا، وكانت حكومات هذه الدول تقوم بمهام مكلَّفة بها أميركياً، ولوائح القتلى بدأت تكشف صفة انتماء العديد منهم النظامية، حيث هناك ضباط جيش ومخابرات، وبعضهم برتب كبيرة لا يمكن لهم أن يأتوا إلى بلاد الأمويين، ولا إلى بلاد الرافدين من بنات رؤوسهم.

لكن أمام صمود سورية وحلفها، وتكسير العديد من حلقات المؤامرة الكبرى، أخذ المشروع الشيطاني بالتهاوي، وبدأ الجيش السوري يحقق إنجازات نوعية مذهلة، آخرها قبل ساعات حينما أمهل المسلحين الأجانب في حلب القديمة، وهم من جنسيات تركية وسعودية وقطرية وليبية ويمنية وإفريقية، فرصة أخيرة للخروج من الأراضي السورية باتجاه الأراضي التركية، ضمن شروط حددها الجيش، وإلا ستكون حلب مقبرتهم.

يُذكر في هذا المجال أن المسلحين السوريين كانوا إما غادورا حلب القديمة، وإما سلّموا أنفسهم للجيش ضمن الشروط التي وضعها، وإذ حققت هذه العملية أهدافها، ولم يبق من المسلحين السوريين إلا العشرات، بدا المسلحون الأجانب في حالة تشتت وضياع.

كل ذلك يترافق مع انتصارات للجيش على مدى اتساع الخارطة السورية، خصوصاً في الريف الدمشقي وفي الريف الحمصي وغيرهما.. وهنا يبدو أن حلف أعداء سورية، وكما هي العادة، لجأ إلى ورقته كلما وقع في مأزق، فاستعان بالعدو "الإسرائيلي"، الذي لم يتوقف دعمه للمجموعات المسلحة، حيث كشفت معلومات في الأيام القليلة الماضية أن نحو ألف مسلح جريح تمّ نقلهم إلى المشافي لعلاجهم.

وطبقاً لهذه المعلومات، فإن الكيان الصهيوني لا يكتفي بدعم المجموعات المسلحة - على مختلف ميولها - لوجسيتاً عبر الرادارات والتوجيهات العسكرية، وخطوط الاتصال الساخنة، إنما بتدخُّل عسكري وبشكل مباشر كلما ضاق الخناق على المسلحين، كما حصل مؤخراً حينما استهدف طيران العدو ومدفعيته "اللواء 90"، وهو من أبرز الألوية في خطوط المواجهة الأمامية مع العدو "الإسرائيلي" على جبهة الجولان، كما أنه يخوض مواجهة مع الزُّمر المسلحة داخل الأراضي السورية.

وهنا تشير مصادر عسكرية خبيرة إلى أن الحضور المبالَغ فيه لسلاح الجو الصهيوني، مع القصف المدفعي الكثيف، كان هدفه تسريب مقاتلين لـ"جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" عبر الحدود بغطاء ناري "إسرائيلي".

تشير الوقائع إلى أن المشروع الجهنمي المُعدّ لسورية يتلقى الضربات الكبرى، ما يجعل مصيره الفشل الذريع، وبالتالي، كما يؤكد خبراء استراتيجيون، كان اشتعال جبهة العراق من قبَل "داعش" وحلفائها، يهدف إلى قطع الطريق على إنشاء منظومة إقليمية مقاومة ومستقلة، وإيجاد المزيد من مساحات التوتر والقتال العرقي والمذهبي.

وليس صدفة أبداً أن يتم تسويق النفط المسروق من دير الزور والعراق من خلال تركيا،

وإذ أردتم التمعُّن أكثر بتوقيت عودة الانفجارات في لبنان، ومحاولات التسلل إلى القلمون، وتمدُّد "داعش" في العراق،

اسألوا وتابعوا جيداً سرّ شحن النفط العراقي من "كركوك البرازانية" إلى ميناء عسقلان في فلسطين المحتلة..

تأمّلوا بمغزى توقيت التمدّد "الداعشي" في العراق،والانفجارات في لبنان،

ووصول أول شحنة نفط عراقية من "دولة البرازاني" إلى العدو.

...........................

انتهى / 214