ابنا: ربما يلاحظ المراقب والمتابع لأحداث العراق منذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 وحتى الوقت الحاضر، ان الاستهداف الطائفي للمسلمين الشيعة لم يهدأ او يتراجع، وانما كان شعار هدف جميع اعمال العنف التي قامت بها الجماعات الإسلامية المتطرفة والتنظيمات الإرهابية التي اتخذت من العراق قاعدة لأعمالها الجهادية.
وقد قدرت منظمات حقوقية تابعة للأمم المتحدة، إضافة الى منظمات عالمية أخرى تهتم بحقوق الانسان ضحايا اعمال العنف بعشرات الالاف، إضافة الى المفقودين والمحتجزين والمهجرين قسرا من قبل هذه الجماعات المتطرفة، فيما اشر الكثير من المتابعين الى الأصوات الخجولة "إقليميا وعالميا" في حجم التنديد بأعمال العنف التي تستهدف المسلمين الشيعة والتي باتت ترقى الى حرب الإبادة الجماعية.
الإرهاب الممنهج ضد المسلمين الشيعة جاء بعد ان أطاحت قوات أمريكية بحكم صدام الذي استفرد بالحكم لعشرات السنين، وعلى إثر ذلك، تشكلت عدة حكومات عن طريق الانتخابات المباشرة شارك فيها المسلمين الشيعة في الحكم كونهم يمثلون الغالبية الكبرى في العراق.
الأيام الماضية لم تكن مميزة عن سابقاتها في استهداف الشيعة، باستثناء الاعداد الكبيرة التي اعدمت على يد داعش، التنظيم الإرهابي الأكثر اجراماً في العالم والأكثر استهدافا للمسلمين الشيعة، ففي عملية واحدة اعدمت عناصر داعش اكثر من 1700 مسلم شيعي اعزل، من دون ان ينالهم العفو او الرحمة، كما نال المئات من المسلمين السنة اللذين اسرو معهم، ثم اطلق سراحهم، في هدف واضح صوب تعميق الخلاف الطائفي واللعب على أوتار المذهبية، حتى لو تطلب الامر مجزرة بشرية كالتي احدثتها داعش في المسلمين الشيعة.
فقد أعلن تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في تغريدات على موقع تويتر أنه قام بتصفية 1700 شيعي عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة سبايكر في تكريت بعدما وقعت هذه القاعدة ومعظم المدينة بين أيديه، وقد بثت مواقع جهادية عدة مشاهد فيديو وصورا يظهر فيها مسلحو داعش وهم يقتادون المئات من الشبان العزل في تكريت، كما بثت صورا لإعدام العشرات من الأسرى بشكل جماعي.
ولكن لا يمكن التحقق من مصدر مستقل من هذه الوثائق ومضمونها ولا من عدد من تمت تصفيتهم، وبحسب حساب باسم "ولاية صلاح الدين" على موقع تويتر فقد "تمت تصفية 1700 عنصر رافضي في الجيش من أصل 2500 أما الباقي فقد تم العفو عنهم بناء على أوامر (زعيم داعش) أمير المؤمنين الشيخ أبي بكر البغدادي بالعفو عن مرتدي أهل السنة".
ودانت الولايات المتحدة "المجزرة المروعة" التي ارتكبها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في مدينة تكريت بشمال العراق وأعدم خلالها، بحسب قوله، 1700 شيعي عراقي من طلبة كلية القوة الجوية، داعية العراقيين الى الوحدة لمواجهة هذا التنظيم، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر ساكي في بيان ان "تبني الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مجزرة ارتكبتها كما تقول بحق 1700 عراقي شيعي من طلبة كلية القوة الجوية في تكريت هو امر مروع وتجسيد حقيقي لمدى تعطش هؤلاء الارهابيين للدماء".
وأعلن تنظيم داعش في تغريدات على موقع تويتر انه قام بتصفية 1700 شيعي عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة سبايكر في تكريت بعدما وقعت هذه القاعدة ومعظم المدينة بين ايديه، وقد بثت مواقع جهادية عدة مشاهد فيديو وصورا يظهر فيها مسلحو داعش وهم يقتادون المئات من الشبان العزل في تكريت، كما بثت صورا لإعدام العشرات من الاسرى بشكل جماعي، ولكن لا يمكن التحقق من مصدر مستقل من هذه الوثائق ومضمونها ولا من عدد من تمت تصفيتهم.
وبحسب حساب باسم "ولاية صلاح الدين" على موقع تويتر فقد "تمت تصفية 1700 عنصر رافضي في الجيش من أصل 2500 اما الباقي فقد تم العفو عنهم بناء على اوامر (زعيم داعش) امير المؤمنين الشيخ ابي بكر البغدادي بالعفو عن مرتدي اهل السنة"، واضافت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية في بيانها انه "في الوقت الذي لا يمكننا فيه ان نؤكد صحة هذه التقارير فان واحدا من الاهداف الرئيسية لداعش هو زرع الرعب في قلوب كل العراقيين وبث الفرقة الطائفية في صفوفهم".
واكد البيان ان الادارة الاميركية "تدين هذه التكتيكات بأشد عبارات الادانة وتقف متضامنة مع الشعب العراقي ضد اعمال العنف المروعة والعبثية هذه"، واضافت ساكي في بيانها ان "الارهابيين القادرين على ارتكاب هكذا اعمال شنيعة هم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي"، وتابعت "هذا يؤكد ضرورة ان يتخذ الزعماء العراقيون، من جميع الأطياف السياسية، خطوات من شأنها توحيد البلاد في مواجهة هذا التهديد".
من جهته اجرى وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصالات هاتفية بنظرائه في كل من الاردن والامارات والسعودية وقطر، وتباحث وإياهم في التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على العراق وجارته سوريا، وقال مسؤول كبير في الخارجية الاميركية ان "الوزير كيري شدد في حديثه مع كل من نظرائه على الحاجة الى دعم الشعبين العراقي والسوري في مواجهة الارهابيين الذين يشكلون ايضا تهديدا لدول في المنطقة وخارجها، بما في ذلك للولايات المتحدة"، واضاف المسؤول ان كيري ناقش ايضا مع وزراء الخارجية الذين تحادث معهم "ضرورة ان يضع القادة العراقيون خلافاتهم جانبا وأن يعتمدوا نهجا منسقا وفعالا لإرساء الوحدة الوطنية الضرورية لدفع البلاد إلى الأمام".
وأكد المسؤول ان الوزير الاميركي قرر البقاء على اتصال وثيق مع نظرائه هؤلاء، كما قرر الاتصال ببقية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، من جهتها قالت ساكي في بيانها ان "الولايات المتحدة ستقوم بدورها لمساعدة العراق على تجاوز هذه الأزمة، ونحن نحث جميع العراقيين على التوحد ضد هذا العنف وعلى مواصلة رفض مسار الكراهية الذي تمثله داعش".
مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات
وأدان مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات، بشدة قيام تنظيم (داعش) بإعدام المئات من الأسرى العسكريين والمدنيين العراقيين، بعد سيطرته على مناطق في شمال وغرب العراق، واعتبر المركز في بيان أن" عمليات الإعدام هذه مخالفة لكل القيم الإنسانية، والقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، فضلا عن مخالفتها القيم والمبادئ الإسلامية".
وحذر المركز من خطورة استمرار التنظيم بتنفيذ إعدامات جماعية، ضد مدنيين وعسكريين ورجال دين لم يوالوا تنظيم (داعش) الإرهابي، داعيا مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها، والمجتمع الدولي والإقليمي، إلى إدانة واستنكار تلك الأعمال الإرهابية التي يمارسها تنظيم (داعش) في مدينتي تكريت والموصل، وإجراء تحقيق دولي عاجل في الجرائم التي ارتكبها هذا التنظيم.
وجاء في جانب من بيان مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات، " إن تلك المجاميع الإرهابية أقدمت على ارتكاب مجازر وحشية وجرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان ضد الجنس البشري، بتنفيذها إعدامات ميدانية مباشرة لم يألفها العالم حتى في أيام الحربين العالميتين".
وطالب بيان، مركز آدم، المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات السريعة والرادعة من أجل تفادي المزيد من الإبادة الجماعية للسكان المدنيين ورجال الدين والجنود الأسرى من العراقيين، وندد المركز بأداء وسائل إعلام عربية وأجنبية قال إنها "لم تكن مهنية" في تعاطيها مع الشأن العراقي في هذه الايام العصيبة.
وجاء في البيان "رغم تعرض العالم وبشكل كبير الى خطر هذه الجماعات إلا إن بعض القنوات العربية والعالمية تبتعد كثيرا عن المهنية والمصداقية في نقل الحدث وتنقل أخبارا كاذبة ومفبركة وتسعى بكل جهدها لإثارة الصراع المسلح والتحريض على قتل المدنيين الأبرياء"، يذكر ان تنظيم (داعش) الذي سيطر على مناطق من محافظتي صلاح الدين ونينوى، شمالي العراق، قد بث مقاطع فيديو وصورا تظهر مقاتلي التنظيم وهم يطلقون النار على جنود ومدنيين عراقيين تم أسرهم أثناء احتلال تلك المناطق وانسحاب السلطات المحلية منها.
وأظهرت الصور الأولية عمليات شحن الأسرى على شاحنات مسطحة قبل أن يجبروهم على الاستلقاء على وجوهم في حفرة ضحلة وأياديهم مقيدة خلف ظهورهم، ثم أظهرت الصور الأخيرة جثث الأسرى العسكريين والمدنيين غارقة في الدماء بعد إطلاق النار عليهم، ويعد مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات واحدا من مؤسسات غير حكومية قليلة تعمل في العراق وتهتم بتغطية ومتابعة الانتهاكات الخاصة بحقوق الانسان في العراق والبلدان الأخرى.
استهداف المدن الشيعية
فيما حاول مسلحو داعش السيطرة على مدينة رئيسية للتركمان في شمال غرب العراق بعد قتال عنيف معززين قبضتهم على شمال البلاد بعد هجوم خاطف يهدد بتقسيم العراق، وقال سكان تم الاتصال بهم هاتفيا في مدينة تلعفر إن المدينة سقطت في يد متمردي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بعد معركة شهدت سقوط ضحايا كثيرين من الجانبين، وقال مسؤول بالمدينة طلب عدم الكشف عن هويته إن "المتشددين اجتاحوا المدينة، وقع قتال عنيف وقتل كثيرون، العائلات الشيعية فرت إلى الغرب"، وتقع تلعفر غربي الموصل المدينة الرئيسية في شمال العراق والتي سيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في بداية حملة أغرقت العراق في أسوأ أزمة له منذ إنسحاب القوات الأمريكية.
وأثار هذا التقدم قلق أنصار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في إيران بالإضافة إلى الولايات المتحدة التي ساعدت في وصول المالكي للسلطة بعد غزوها للعراق عام 2003 والذي أسقط الرئيس السني صدام حسين، وامرت واشنطن عسكريين بتعزيز الأمن لموظفيها الدبلوماسيين في بغداد وقالت إنه يجري إجلاء بعض الموظفين من السفارة في الوقت الذي تقاتل فيه الحكومة العراقية لصد المتمردين.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن الولايات المتحدة تعد لفتح حوار مباشر مع إيران خصمها منذ فترة طويلة بشأن الوضع الأمني في العراق وسبل صد المتشددين السنة الذين سيطروا على مساحات واسعة من العراق، وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أمريكيين كبار إن من المتوقع أن يبدأ الحوار قريباً، ولم تستبعد إيران احتمال التعاون مع الولايات المتحدة للمساعدة في إعادة الأمن للعراق.
وكانت وحدة من قوات الأمن العراقية بقيادة اللواء أبو وليد تتولى الدفاع عن تلعفر، وكان رجال أبو وليد من بين العدد القليل من القوات الحكومية الذين استمروا في المقاومة في المحافظة حول الموصل ولم يفروا أمام التقدم السريع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وبعد اجتياح البلدات الواقعة في وادي دجلة شمالي بغداد أوقف مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على ما يبدو تقدمهم خارج العاصمة وتحركوا بدلا من ذلك لتشديد قبضتهم على الشمال، ومعظم سكان تلعفر من التركمان الذين يتحدثون لغة تركية، وأبدت تركيا قلقها بشأن أمنهم. بحسب رويترز.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يستعرض خيارات عسكرية باستثناء إرسال قوات لمكافحة المتشددين كما لم تستبعد ايران احتمال التعاون مع الولايات المتحدة عدوها اللدود للمساعدة في إعادة الأمن للعراق، وقال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية(البنتاجون) في بيان إن "عددا صغيرا من أفراد (وزارة الدفاع) يعززون إجراءات أمن وزارة الدفاع في بغداد للمساعدة في ضمان سلامة منشآتنا"، وقال مسؤول عسكري أمريكي إن أقل من 100 فرد سيشاركون في هذه العملية من بينهم جنود من مشاة البحرية وجنود آخرون.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت في وقت سابق إنها ستنقل بعض العاملين من مبنى السفارة الأمريكية الضخم في بغداد لمنشآت دبلوماسية أمريكية اخرى داخل العراق وخارجه، وقال كيري إنه سيجري نقل الأمريكيين على متن طائرات تجارية مستأجرة أو طائرات تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وقال عضو في اللجنة الامنية التابعة للمالكي إن القوات الحكومية هاجمت مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على أطراف المدينة بطائرات هليكوبتر.
وقال مسؤول محلي قبل اجتياح المدينة "الوضع في تلعفر مفجع، هناك قتال جنوني ومعظم العائلات محاصرة داخل المنازل لا تستطيع مغادرة المدينة، وقالت مصادر بالشرطة ومصادر طبية إن انتحاريا في بغداد فجر سترته الناسفة مما أدى الى مقتل تسعة أشخاص على الأقل وإصابة 20 في شارع مزدحم بوسط العاصمة، وقتل ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة جنود وثلاثة متطوعين حين سقطت أربع قذائف مورتر على مركز للتجنيد في الخالص على بعد 50 كيلومترا شمالي بغداد.
..................................
انتهى / 214
المصدر :
الجمعة
٢٠ يونيو ٢٠١٤
٧:٠٥:٣٢ م
617611
الإرهاب الممنهج ضد المسلمين الشيعة جاء بعد ان أطاحت قوات أمريكية بحكم صدام الذي استفرد بالحكم لعشرات السنين، وعلى إثر ذلك، تشكلت عدة حكومات عن طريق الانتخابات المباشرة شارك فيها المسلمين الشيعة في الحكم كونهم يمثلون الغالبية الكبرى في العراق.