من حديث الجمعة لـ«سماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي» بتاريخ 29 رجب 1435هـ / 29 مايو 2014م في مسجد "الإمام الصادق (ع)" بمنطقة "القفول" في البحرين.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلواتِ على سيِّد الأنبياءِ والمرسلينَ محمَّدٍ وعلى آله الهداةِ المعصومين..
نستقبل شهر شعبان، ولهذا الشهر مجموعةُ خصوصياتٍ مهمَّةٍ جدًا، نعرض إلى بعضها:
الخصوصية الأولى: شعبان يُسمَّى شهر رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)
كما جاء في الأدعيةِ والروايات:
• جاء في الدعاء المأثور المروي عن الإمام السَّجاد (عليه السَّلام):
«وَهذا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ، شَعْبانُ الَّذي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، الَّذي كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ يَدْأَبُ في صِيامِه وَقِيامِه في لَياليهِ وَأَيَّامِه».
• وروي عن النبيّ (صلَّى الله عليه وآله) في عدة أحاديث قوله:
«شعبان شهري».
فشهرٌ ينسب إلى الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) يحملُ قيمة كبيرةً جدًا، وهذا يفرض أنْ نتعاطى معه كما تعاطى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) حيث كان (صلَّى الله عليه وآله) يصوُمُه ويقوُمُه، ويكثُر فيه من الدعاء وتلاوة القرآن.
الخصوصيةُ الثانيةُ: شهر شعبان يُمثِّل محطَّةً روحيةً مهمَّةً جدًّا
- فيه ليلة تلي ليلة القدر في الفضل والشرف وهي ليلةُ النصف من شعبان.
• سئل الإمام الباقر (عليه السَّلام) عن فضل ليلة النصف من شعبان، فقال (عليه السَّلام):
«هي أفضلُ اللَّيالي بعد ليلةِ القدر، فيها يمنح اللهُ العباد فضله ويغفر لهم بمنِّهِ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنَّها ليلةٌ آلى الله (عزَّ وجلَّ) على نفسه أنْ لا يردَّ سائلًا فيها، ما لم يسأل الله المعصية، وإنَّها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت إزاء ما جعل ليلة القدر لنبيِّنا صلَّى الله عليه وآله، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه».
- وفيه ميلادُ صاحب العصر والزمان (أرواحنا فداه)، المخلِّص للبشرية في آخر الزمان، والذي سوف يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا.
- وفيه ميلاد الإمامين الحسين والسَّجاد (عليهما السَّلام).
- وفيه ميلاد أبي الفضل العباس (عليه السَّلام).
- وفيه مجموعة ممارسات عبادية وروحية.
كلُّ هذا أعطى لهذا الشهر خصوصية روحية متميِّزة، وفيوضات ربَّانية كبيرة، فمحروم كلّ الحرمان مَنْ فرَّط مِن الاستفادة من روحانية هذا الشهر وفيوضاته الكبيرة.
الخصوصيةُ الثالثة: هذا الشهر يهيّئ لشهر الله العظيم
وبقدر ما نوظِّف شهر شعبان توظيفًا فاعلًا نكون قد هيّأنا أنفسنا لاستقبال الشهر الفضيل.
كيف نحوِّل هذا الشهر إلى شهرٍ يهيِّئ لشهر الله العظيم؟
يتمّ ذلك من خلال وضع برنامج روحي وعبادي يُعدّنا ويهيِّئنا لشهر رمضان.
من مفردات هذا البرنامج:
(1) أنْ نصوم بعض أيام من هذا الشهر.
• قال النبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم):
«شعبان شهري، ورمضان شهر الله، فمن صام يومًا من شهري كنتُ شفيعه يوم القيامة، ومَنْ صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه، ومَنْ صام ثلاثة أيامٍ من شهري قيل له: طهرت من ذنوبك، استأنف العمل».
• وعن الإمام الصَّادق (عليه السَّلام) أنَّه قال:
«كان السَّجاد عليه السَّلام إذا دخل شعبان جمع أصحابه، وقال عليه السَّلام: يا أصحابي، أتدرون ما هذا الشَّهر؟ هذا شهر شعبان، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله يقول: شعبان شهري، فصوموا هذا الشَّهر حُبًّا لنبيِّكم وتقرُّبًا إلى ربِّكم، أقسم بمن نفسي بيده لقد سمعتُ أبي الحسين عليه السَّلام يقول: سمعت أمير المؤمنين عليه السَّلام يقول: مَنْ صام شعبان حُبًّا لرسول الله صلَّى الله عليه وآله وتقرُّبًا إلى الله، أحبَّه الله، وقرَّبه إلى كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنَّة».
• وقال أمير المؤمنين (عليه السَّلام):
«ما فاتني صومُ شعبان منذ سمعتُ منادي رسول الله صلَّى الله عليه وآله ينادي في شعبان، ولن يفوتني أيَّام حياتي صوم شعبان إنْ شاء الله تعالى».
(2) أنْ نمارس بعض الصلوات المندوبة في هذا الشهر (مذكورة في كتب الأدعية).
(3) الإكثار من الاستغفار:
• جاء في بعض الروايات: أنَّ أفضل الأذكار في هذا الشهر الاستغفار، ومن استغفر كلَّ يوم سبعين مرة كمن استغفر في غيره سبعين ألف مرة.
(4) الإكثار من الصَّلاةِ على النبيِّ وآله صلِّى الله عليه وآله:
• قال رسول الله (صلِّى الله عليه وآله):
«شعبانُ شهري، فأكثروا فيه من الصَّلاة عليَّ».
(5) الصَّدقة ومساعدة الفقراء:
• قيل للإمام الصَّادق (عليه السَّلام): ما أفضل ما يفعلُ فيه [يعني في شهر شعبان]؟
قال (عليه السَّلام): «الصدقة والاستغفار، ومَنْ تصدَّق بصدقةٍ في شعبان، ربَّاها الله كما يربِّى أحدُكم فصيلهُ حتَّى يوافي يوم القيامة وقد صار مثل أحد».
وإذا تمكن أحدنا أن يعيل بيتًا من المسلمين فهذا عمل عظيم جدًا:
• قال الإمام الباقر (عليه السَّلام):
«لأنْ أعول أهل بيتٍ من المسلمين، أسدَّ جوعهم، وأكسو عورتهم، وأكفَّ وجوههم عن النَّاسِ، أحبُّ إليَّ من أنْ أحجَّ حجَّةً وحجَّةً وحجَّةً ومثلها ومثلها ومثلها حتَّى بلغ عشرًا ومثلها ومثلها حتَّى بلغ السبعين».
(6) أنْ نمارس عملًا نخدم به الإسلام والدِّين:
• الدعوة إلى الله.
• الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• التعليم والإرشاد.
• دعم البرامج والفعَّاليات الدينية.
ولا شكَّ أنَّ من أقدس الأعمال وأعظمها أجرًا وثوابًا عند الله العمل من أجل الإسلام والدفاع عن مبادئه وقيمه وتعاليمه وأحكامه، ومحاربة كلّ أشكال الفساد والانحراف.
.................
انتهى/212
المصدر :
الجمعة
٣٠ مايو ٢٠١٤
٧:٥٩:٥٤ م
612401
خصوصيات شهر شعبان ؛
الرسول الأعظم (ص): شعبان شهري فمن صام يوماً من شهري كنت شفيعه يوم القيامة..
قال النبيُّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم): «شعبان شهري، ورمضان شهر الله، فمن صام يومًا من شهري كنتُ شفيعه يوم القيامة، ومَنْ صام يومين من شهري غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه، ومَنْ صام ثلاثة أيامٍ من شهري قيل له: طهرت من ذنوبك، استأنف العمل».