وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر :
الاثنين

١٢ مايو ٢٠١٤

٥:٠٣:٥٧ م
608127

الثالث عشر من رجب..ذكرى ميلاد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع)

..لقد أطلّ عليّ (ع) على هذه الدنيا من الكعبة، حيث جاءتها اُمّه فاطمة بنت أسد مستجيرة بالله، ثم لاذت وتوارت عن عيون الناس خلف أستار الكعبة حيث ذكرت المصادر أن جدار البيت قد انشقّ لاُمّه فدخلته، ثم التأمت الفتحة فلم تزل في البيت حتى ولدت، وأكلت من ثمار الجنة، وحضرتها الحور العين عند ولادتها فهي انجبته في بيت الله..

الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)

هو أمير المؤمنين، وإمام المتّقين، وصيّ رسول ربّ العالمين، أبو الأئمة الهداة الميامين المعصومين، وزوج فاطمة الزهراء البتول، وخليفة الله في أرضه، وحجّته على عباده، وأوّل أئمّة المسلمين وخلفاء الله في العالمين بعد رسول الله محمد خاتم النبيين (صلى الله عليه وآله).

اسمه

له اسمان: حيدرة، وسمّته به اُمّه فاطمة لمّا أنجبته داخل البيت الحرام؛ وعليّ، وسمّاه به أبوه أبو طالب (عليه السلام).

كنيتة

كنيته: كان عليه السلام يكنّى بأبي الحسن ، ويكنّى بأبي الحسين.

وكان يكنّى أيضاً بأبي تراب، وكانت هذه الكنية أحبّ إليه، لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) هو الّذي كنّاه بها، ولكنّ أعداء عليّ (عليه السلام) من بني اُميّة وغيرهم من أتباعهم ومريديهم إذا أرادوا سبّ عليّ (عليه السلام) أطلقوا عليه هذه الكنية ظنّاً منهم أنّها تحطُّ من كرامته. وكان يكنّى أيضاً: بأبي الريحانتين، وكنّاه بها الرسول (صلى الله عليه وآله) أيضاً.

ألقابه

ألقابه: له (عليه السلام) ألقابٌ كثيرة أكثرها بل جميعها لقّبه بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن هذه الألقاب: الإمام، أمير المؤمنين، يعسوب الدين، الأنزع البطين، قائد الغرّ المحجّلين، الوصي، المرتضى، الولي، خاتم الوصيين، وغيرها.

نسبه

نسبه: من جهة الأب فهو: عليّ بن أبي طالب بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمّا من جهة الاُم فاُمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، فهو هاشمي قرشيّ من طرف الأب والاُم.

ولادته

ولادته: لقد أطلّ عليّ (عليه السلام) على هذه الدنيا من الكعبة ، حيث جاءتها اُمّه فاطمة بنت أسد مستجيرة بالله، ثم لاذت وتوارت عن عيون الناس خلف أستار الكعبة حيث ذكرت المصادر أن جدار البيت قد انشقّ لاُمّه فدخلته، ثم التأمت الفتحة فلم تزل في البيت حتى ولدت، وأكلت من ثمار الجنة، وحضرتها الحور العين عند ولادتها فهي انجبته في بيت الله، كما انه (عليه السلام) استشهد في بيت الله، وهو أوّل هاشمي ولد من هاشميّين.

وكانت ولادته (عليه السلام) في يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة على قول الأكثر.

نشأته

نشأته: أجمع أصحاب السير أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) نشأ وترعرع في حجر الرسول محمّد (صلى الله عليه وآله) وذلك لمّا أصاب القحطُ أهل مكّة وكان أبو طالب (رضي الله عنه) كثير العيال، كثير النفقة وليس بالموسر، فخفّف عليه إخوته من بني هاشم، فأخذوا بعض أولاده، وكان نصيب الرسول (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام) فضمّه إليه، ولم يزل معه حتّى بعثه الله تعالى نبيّاً، فاتّبعه عليّ (عليه السلام)، وآمن به وصدّقه، وقد بيّن (عليه السلام) ذلك في بعض خطبه حيث قال: «وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسّني جسده... ولقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه، يرفع لي في كلّ يوم أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به[2].

صفاته

جاء في وصفه (عليه السلام) : أنّه كان ربعة أميل إلى القصر، أسمر شديد السمرة، أصلع الرأس ، ثقيل العينين في دعج وسعة، حسن الوجه، واضح البشاشة أغيد كأنّما عنقه إبريق فضّة عريض المنكبين، له مشاش كمشاش السبع الضاري، لايتبيّن عضده من ساعده قد ادمجت إدماجاً، كبير البطن يميل إلى السمنة من غير إفراط، ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها، ضخم عضلة الذراع شثن الكفّين، يتكفّأ في مشيته على نحو يقارب مشية الرسول (صلى الله عليه وآله) مقدام في الحرب يقدم مهرولاً لا يلوي على شيء.

إسلامه

أطبق جميع المحدّثين والمؤرخين على أنّ أوّل من أسلم من الرجال هو الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام). ولكن وقع الاختلاف في عمره يوم إسلامه ، فورد أنّه أسلم وهو في الخامسة عشر من عمره كما في رواية الحسن البصري، ورجّح ذلك جماعة من المؤرّخين والمحدّثين. ويظهر من الكافي أنّ عمره (عليه السلام) يوم أسلم يتراوح بين العاشرة والثالثة عشرة. وذهب الجاحظ إلى أنّه أسلم وهو ابن سبع سنين.

ومهما يكن الحال، فانه (عليه السلام) أسلم في مطلع شبابه، ورافق الدعوة منذ أن بزغ فجرها، ودافع عن الرسول ورسالته هو ووالده، ودفعوا عنه كيد الأعداء وجبابرة قريش، فقد كان يقول (عليه السلام): «أنا عبد الله وأخو رسول الله... صلّيت قبل الناس سبع سنين».

فالكلام في عمره (عليه السلام) يوم إسلامه إنّما هو محاولة من أعداء أهل البيت (ع) كي ينالوا منه ولو بهذه الطريقة، بعد أن يئسوا من وجود عيب ينقص من تاريخه الحافل بالجهاد والتضحيات والبطولات.
________________________________________

[1] راجع مستدرك الحاكم 3: 550ح 6044 ، وكفاية الطالب: ص 407 ، وإزالة الخفاء للدهلوي 2 : 251 وهناك عشرات المصادر روت ولادته في جوف الكعبة بالتواتر ذكرها الشيخ الأميني في كتاب الغدير 6: 35 وما بعدها. ط مركز الغدير.

[2] السيرة النبوية لابن هشام 1: 263 وما بعدها.

..................

انتهى/212