وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أكدت حركة "أنصار ثورة 14 فبراير" البحرينية في بيان لها اليوم الاحد أن الذكرى السنوية الثالثة للثورة الشعبية في البلاد عززت الإستحقاقات السياسية للثورة ونجاحها في الإستمرار حتى إسقاط النظام.
وجاء في هذا البيان: "إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن الإرهاب والعنف والإستبداد وممارسة الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان مصدره حكم العصابة الخليفية المحتلة وإن الساحة السياسية لن تهدأ ولن تبرد ولن يذهب الناس إلى بيوتهم حتى تمرر السلطة الخليفية مشاريعها التآمرية على الثورة ، فالشعب كل الشعب قد خرج بالأمس بأكثر من 300 ألف إنسان متظاهر للإستفتاء على رفض حكم العصابة الخليفية والإستفتاء على رفض ميثاق الخطيئة والدستور المنحة وأي إصلاحات سياسية تؤدي إلى تثبيت عرش الطاغوت حمد وتثبيت حكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة من جديد".
وأضاف "إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى أولا بأن الحكم الخليفي هو مصدر الإرهاب وأن شعبنا قام بثورة شعبية حقيقية سلمية ومن حقه أن يدافع عن نفسه وعن أعراضه بالمقاومة المدنية المشروعة ضد مرتزقة الحكم الخليفي وضد قوات الإحتلال السعودي ، وهذه المقاومة مشروعة كفلتها له الأديان السماوية والقوانين الوضعية".
وفيما يلي نص هذا البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
(إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ . يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) صدق الله العلي العظيم.
بينما عززت الثورة في البحرين جذورها الشعبية داخل المجتمع من خلال عصيان العزة في 13 و 14 فبراير وبالزحف يوم الجمعة نحو ميدان اللؤلؤة (ميدان الشهداء) الذي دعى إليهما كل من إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير والقوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام (إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير – تيار العمل الإسلامي – تيار الوفاء الإسلامي – حرك حق – حركة أحرار البحرين الإسلامية – حركة خلاص البحرانية) ومظاهرة أمس السبت التي دعى إليها آية الله العلامة الشيخ عيسى قاسم والمجلس العلمائي والعلماء والجمعيات السياسية المعارضة والتي شارك فيها أكثر من 300 ألف متظاهر بحريني ، كل هذه الفعاليات أثبتت شرعية الثورة وعدم مشروعية الحكم الخليفي وما أدعي بميثاق العمل الوطني (ميثاق الخطيئة) وعدم مشروعية الدستور المنحة الذي فرضه الطاغية حمد في 14 فبراير 2002م.
إن الثورة وبعد ثلاث سنوات من تفجرها أثبتت للعالم بأن هناك شعب بأكثرية وأغلبية ساحقة يطالب برحيل العائلة الخليفية ورحيل حكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة للبحرين ، وهناك عائلة بدوقراطية جاهلية متخلفة لا زالت تعيش في أحلام القرون الوسطى بالإستمرار في الحكم ونهب ثروات وخيرات وسواحل بحار وأراضي هذا الشعب الأصيل لهذا البلد ، والإستمرار في حكم البلاد في ظل ملكية شمولية مطلقة.
فالطاغية حمد وعائلته الخليفية لم يخرجوا بعد من أوهام الفتح التي تعلموها في مجالس الآباء والأجداد ، كما أن الديكتاتور جعل وهما آخر يسكنه فهو يبحث عن تاريخ يكون فيه لوحده فلم يجده ، لذلك حاول أن يعيش في تاريخ عقدة الفتح فوجد أن لشعبنا تاريخا آخر يضاده ، فحاول في 17 ديسمبر وفشل أيضا ، فحاول في 14 فبراير فعاجلته الثورة بما لا يطيق عقله ولا أهوائه.
إن الطاغية حمد بإنقلابه على الدستور العقدي لعام 1973م ، وإنقلابه على الميثاق (ميثاق الخطيئة) قد خسر كل التاريخ وأن خسائره أصبحت مستمرة ، ولا زال لا يريد أن يقبل بأنه قد خسر كل شيء وأصبح جنازة سياسية يجب أن تشيع لتدفن في مزبلة التاريخ.
لقد فقد الطاغية حمد 14 أغسطس عيد (الإستقلال) وفقد 14 فبراير (الثورة) وفقد 16 ديسمبر (عيد كرسيه) ، والشعب جعل من 16 و17 ديسمبر عيدا للشهداء وحقق إنتصارات له وللثورة أيضا.
14 شباط /فبراير الذي أراد منه الطاغية وفرعون البحرين تاريخا أبديا لإحتفالاته الباهتة وكلماته التي يلقيها على طبالته وأفراد قبيلته ، تحول لتاريخ جديد لشعبنا وللبحرين على النقيض تماما مما خطط له الطاغية ، ولقد سقطت أكذوبة الميثاق بالضربة القاضية التي وجهها الشعب وشباب الثورة في 14 فبراير 2011م ، فأصبح لا مكان لهذه الأكذوبة والأضحوكة في زحمة الثورة.
ولا زال هتلر البحرين في توهمه ولم يقتنع بأن هناك ثورة قد تفجرت لتسقط عرشه وهي قد أسقطته في مزبلة التاريخ ، وأسقطت كل أوهامه وغروره والتواريخ التي كان يكابر بها على شعبنا وعلى رأسها تاريخ غزو عائلته كقراصنة ولصوص للبحرين في عام 1783م ، والذي أطلقوا عليه عام الفتح ؟!!.
17 ديسمبر و14 فبراير تاريخان تحولا لموعدين تعبر فيها جماهير شعبنا الثورية عن سخطها على جريمة إرتكبها الطاغية حمد وقبيلته التي غزت البحرين ، فيما هو يريد هذين اليومين أن يكونا من أكثر أيامه سعة لإستقبال المديح والإطراء والثناء والإنصات لتهويماته الفارغة.
إن الطاغية أصبح محاصرا بغروره وبجنونه وغطرسته ، ولم يجد تاريخا يحتفل فيه ولا جبلا يأويه ليعصمه من طوفان الثورة الجماهيرية ، ويبدو أن الطاغية يحاول أن يتعايش مع سقوط كل طموحاته في أن يصبح ملكا حقيقيا.
لقد إمتلأت الساحات منذ 13 فبراير يوم عصيان العزة ويوم الجمعة 14 فبراير يوم الزحف لميدان الشهداء ، وأمس السبت 15 فبراير ومنذ الفجر بالمتظاهرين والثوار الرساليين بشعار "يسقط حمد" ونغمتها المصاحبة ، وإنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة .. والشعب يريد إسقاط النظام .. ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، ولا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين وحق المصير حقنا ، فلم يجد الطاغية حمد مكانا يحتفل فيه ، لا في العاصمة المنامة ولا في المحرق ولا حتى في الرفاع لأن الضجيج سيأتيه من بلدة عالي المجاورة ، فأختار أن يحتفل بـالذكرى الثالثة عشر لـ ميثاق الخطيئة في البر في قصره بمنطقة الصخير ، حيث بداوته المتوحشة وبدوقراطية حكمه القرقوشي.
لقد أنشأ الطاغية حمد في منطقة الصخير حائطا للمبكى له إسمه الصرح الوطني ، فكل ما إشتدت بفرعون البحرين أحزانه وآلامه ذهب هناك بعيدا عن الشعب ليعيد لنفسه شيئا من غرورها وفرعونيتها ، فهناك قد وجد مجموعة من طلاب المدارس لأبناء المرتزقة المجنسين والطبالة من الموالين أخرجهم وزير التربية من بيوتهم ليصفقوا للطاغية وليسكنوا من آلامه وأحزانه وبكائه.
لم يكن الطاغية مقتنعا بـ "الوصلة المثيرة" التي قدمها الوزير النعيمي ، قبل الذهاب إلى الصرح أو بعده ، لقد صرخ وسط عائلته وقبيلته الغازية والمحتلة "إن (14 فبراير/شباط) يوم الأفراح والإحتفالات". في الوقت الذي كان الزحف الجماهيري وشباب الثورة الرساليين لميدان اللؤلؤة على مصراعيه.
وزاد الطاغية "يسقط حمد" من صراخه قائلا"ومن ينعته (14 فبراير) بأنه يوم الثورة والتخريب فهو ليس منا نحن أهل البحرين بلد التعايش والتكافل والتضامن من أجل الوحدة الوطنية العزيزة على الجميع"؟؟!!
لا يستطيع فرعون البحرين حمد مقاومة صور جماهير الثورة وهي تدوس في مسيراتها ومظاهراتها على وجهه القبيح ووجه ولي عهده وألازم حكمه ، ولا أن يقاوم صور الغالبية من جماهير شعب البحرين وهي تثور على قبيلته وعصابته الحاكمة وتثور على روايته الكاذبة ، وعلى خطاباته ، وعلى أيامه وبقايا أطلال ميثاقه (ميثاق الخطيئة) لذلك فهو معذور عندما يتوهم ويصرخ مذعورا ويهذي!!.
إن جماهير شعبنا بثورتها في 14 فبراير 2011م قد نسخت ميثاق الخطيئة ونسفته في اليم نسفا ، ولم يعد هذا الميثاق علامة فارقة في تاريخ البحرين الذي غرر بأبنائها ليس عن سوء نية وقصد من القادة والرموز الذين كانوا في السجن وخرجوا ليطالبوا الناس بالتصويت على الميثاق فصوتوا له بنسبة 98.4%.. وبعدها تأسف القادة على طلبهم للجماهير وقالوا ما هذا الدستور الذي كنا نريده ولا هذا المجلس النيابي الذي طالبنا به ، بعد أن رأوا مقلب الطاغية وحكمه بالإنقلاب الصارخ على الدستور العقدي لعام 1973م.
لقد غرر الطاغية حمد بالشعب عبر أكذوبته ميثاق العمل الوطني والملكية الدستورية ، فبعد أن إستدرج الرموز والقادة والعلماء للطلب من الشعب بالتصويت على ميثاق الخطيئة ، عاد وإنقلب على الدستور العقدي وفرض دستور المنحة في 14 فبراير 2002م ، ليحكم البلاد عبر ملكية شمولية مطلقة فأصبحت السلطة التشريعية المشكلة من نظام المجلسين إضافة إلى القضاء والسلطة التنفيذية في يديه ، وأصبح ملكا مستبدا في ظل ملكية خليفية إستبدادية مطلقة ، وتبخرت آمال الملكية الدستورية والديمقراطية الحقيقية على غرار الملكيات الدستورية العريقة في بريطانيا والغرب ، وأصبح الميثاق الوطني ميثاق خطيئة ، وضرب الطاغية بيد من حديد على كل من يشكك بهذا الميثاق وبالملكية الإستبدادية ، هذه الملكية التي صادرت إرادة الشعب وتصويته على الملكية الدستورية وكمم الطاغية الأفواه وأرجع قانون أمن الدولة وفعله بمسى جديد بـ "قانون السلامة الوطنية".
إن ميثاق الخطئية أرجع البحرين البحرين إلى المربع الأول ، إلى الإستبداد والحكم الشمولي الخليفي المطلق ، وشكل منعطفا خطيرا نحو تكريس الإستبداد والملكية الشمولية المطلقة وأرجع البحرين إلى إرهاب الدولة والتمييز الطائفي والعنصري بزيادة أعداد المجنسين الذي وصل إلى يومنا هذا لأكثر من 360 ألف مجنس من مختلف أصقاع الأرض وعلى رأسها الباكستان والهند وجنوب شرق أسيا والأردن وسوريا واليمن ومصر والسودان وأكثر من 40 ألف من فدائيي صدام من البعثيين الصداميين.
إن ميثاق العمل الوطني (ميثاق الخطيئة) أصبح ميثاقا عزز حكم القبيلة والبدوقراطية وصادر مكتسبات الإنتفاضة الشعبية في التسعينات وصادر أكثر من ربع قرن من نضال شعبنا للتحرر من ربقة الحكم الخليفي الديكتاتوري.
إن ميثاق الخطيئة كان بمثابة يوم بؤس وشقاء وهو اليوم الذي توافق شعبنا فيه في 14 فبراير 2011م بأن يفجر أعظم ثورة في تاريخه المعاصر لصبح هذا اليوم يوما وطنيا بإمتياز ضد مؤامرة الطاغية حمد على إنتفاضات شعبنا وليكون إستفتاءً شعبيا جديد لرفض الميثاق والمطالبة بحق تقرير المصير وإسقاط النظام وإقامة نظام سياسي تعددي جديد وصياغة دستور عصري يكون فيه الشعب مصدر السلطات جميعا.
لقد عززت ثورة 14 فبراير تلاحم شعبنا أمام مؤامرات الحكم ا