وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٢٩ نوفمبر ٢٠١٣

٨:٣٠:٠٠ م
484861

المدرسي: الفهم الخاطئ للدين حصر دور المرأة في دائرة ضيقة من المسؤوليات

وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال «آية الله العظمى السيد محمدتقي المدرسي»: إن دور المرأة في مجتمعاتنا بات ضعيفاً لما تتعرض له من امتهان وتضعيف من قبل المجتمعات، لافتاً إلى إن سبب ذلك يعود إلى الفهم الخاطئ للدين الذي يحصر المرأة في دائرة ضيقة من المسؤوليات والمهام، والذي سبب أيضا بضعف الأجيال وتخلف الأمة.

وفي جانب من حديثه له خلال استقباله ـ اليوم السبت ـ لوفد من محافظة الكوت ضم أعضاء هيئة حبيب بن مظاهر الاسدي النسوية، دعا سماحته المرأة إلى التفكير بالأهداف السامية والتطلعات الكبيرة والسعي لتحقيقها من خلال الاقتداء بنساء أهل البيت، عليهم السلام، اللاتي تصديّن للمسؤوليات الكبيرة في زمن النبي والأئمة، عليهم السلام، مبيناً ان ذلك سوف يسهم كثيراً بتغيير واقع المرأة في العراق، ويقوي أبناءنا وبناتنا وتربيتهم تربية صالحة تؤهلهم لمواجهة تحديات العصر.

إلى ذلك شدد المدرسي على ضرورة ارتباط المرأة بمدرسة الإمام الحسين، عليه السلام، ومنهجه من خلال دراسة حياته وحياة النساء اللاتي وقفن معه يوم عاشوراء، مضيفاً انه ينبغي على المرأة ان تقتبس من حياة السيدة زينب، عليها السلام، القوة والعزم لتستعين بذلك على تربية جيل صالح وقوي يقود الأمة قيادة صالحة. الثورات العربية تفتقر إلى الحكمة!

من جهة أخرى أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، دام ظله، إن الانحراف الكبير الذي تواجهه الثورات في البلاد الإسلامية يعود إلى فقدان الحكمة التي من شأنها ان توجه حالة الحماس التي تعيشها الشعوب نحو الاتجاه الصحيح.

وخلال كلمته التي ألقاها، اليوم السبت، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زين العابدين، عليه السلام، في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة، بحضور حشد من العلماء وطلبة الحوزات العلمية؛ ذكر سماحته ان العالم الإسلامي يشهد ثورات متلاحقة، ولكنها سرعان ما تنحرف وتتحول إلى  اشد أنواع الإرهاب والاقتتال تحت ذريعة الثورة والجهاد،  عازياً سبب ذلك إلى  الحماسة المفرطة من قبل متبني الثورات والحركات التي لا تجد من يوجهها ويوظفها بالشكل صحيح.

وأشار سماحته إلى  ان ما يجري من قتل وتشريد للأبرياء في العراق وسوريا وليبيا هو نتيجة للانحراف الكبير لدى ما يسمى بـ "الحركات الجهادية" التي كانت تدعي في بداية انطلاقها الثورة والجهاد، مبيناً إن الثورات الحقيقية في الأمة الإسلامية تفتقر إلى من يبين طريقها وأهدافها.

إلى ذلك شدد سماحة المرجع المدرسي على ضرورة ان يقوم العلماء والمفكرين ببيان أهداف الثورات والحركات وتوجيهها بالاتجاه الصحيح، داعيا إلى دراسة حياة الأئمة عليهم السلام والاستفادة منها في رسم أهداف الثورات وأشكالها، ولمعالجة أوضاعنا المتردية التي تمر بها الأمة الإسلامية.

وأوضح سماحته ان الإمام زين العابدين ـ عليه السلام ـ خير شاهد على العلماء والمفكرين اليوم، حيث انه كان يمثل جانب الحكمة مع الحماس الموجود لدى الناس في زمانه، لافتاً إلى انه كان يقود الثورات ضد الدولة الأموية بحكمة بالغة من خلال توجيه حماسة الثوار بالشكل الصحيح الذي يضمن نجاح تلك الثورات.

كما دعا سماحته إلى استثمار تراث الإمام زين العابدين، عليه السلام، في تنشئة القيادات الرسالية التي تحمل على عاتقها نشر تعاليم الإسلام وتغيير واقع المجتمعات، مشيراً إلى انه عليه السلام ضمّن التعاليم الإلهية التي يحتاجها الإنسان في ادعيته المباركة، وإننا بحاجة إلى استخراج هذه التعاليم من خلال التدبر في مضامين ادعيته وتراثه الفكري.

وأضاف سماحة المرجع المدرسي انه، عليه السلام، استطاع رغم ظروفه الصعبة أن يربي نخبة من القادة والعلماء والمفكرين الذين قادوا الشيعة لفترات من الزمن، موضحاً انه رسم خارطة الطريق للشيعة عبر إقامته للشعائر الحسينية ومن خلال خطبه العظيمة التي كانت عنواناً لحركة الأمة.

.................

انتهی/ 101