ابنا : ويفضل مراقبون سياسيون من طراز رفيع ربط مجاملات كيري الأخيرة للتقارب مع مصر الجديدة في عهد السيسي بمحاولات حثيثة في الكواليس لإنجاح خطة ومسار المفاوضات على الواجهة الفلسطينية وللتقارب قدر الإمكان من منطوق دول محور الإعتدال العربي مع الإستعداد للإنقلاب ولو دبلوماسيا فقط على نظرية السماح للإسلاميين المعتدلين بالحكم في عدة دول عربية.عبارات الوزير كيري بالخصوص تتردد وبقوة في عدة دول عربية على رأسها السعودية وبينها الأردن والإمارات.وأوساط القرار في هذه الدول تتهامس حول النوافذ التي أغلقها الجنرال السيسي على الوزير كيري داخل مصر حتى وصل الأمر لتجنب إظهار أي رد فعل في وجه ‘التحية’ التي نقلها بإسم كيري الرئيس الفلسطيني محمود عباس.والمنطق السعودي يقول بعدة لغات ان الأخوان المسلمين بإمكانهم إستعمال الديموقراطية كورقة صحية تستعمل لمرة واحدة فقط وهو منطق يتبناه كيري في تصريحه الأخير ضمنيا مما يدلل على أن التحفظات الغربية على مسألة خيارات الصندوق والديمقراطية قد يعاد إنتاجها.كيري بهذا القياس تقلصت أمامه هوامش المناورة والضغط السعودي على الإدارة الأمريكية كان منتجا تحديدا بعدما نجحت دول عربية في إقناع موسكو والسيسي معا بإنتاج التقارب الإستراتيجي الأخير في أبعاده السياسية والعسكرية في الوقت الذي بدا فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاعبا أساسيا مجددا وهو يعلن خلال إستقباله بنيامين نتنياهو بانه والأخير متفقان على أولوية التصدي للإرهاب في سورية.بوتين بدأ يمسك أكثر بخيوط اللعبة في عمق المنطقة ونتنياهو سارع لأحضانه بعد ساعات من إستعراضات الرئيس الفرنسي الإعلامية معه في القدس وتل أبيب وسياسيين كبار في دولة مثل الأردن من بينهم طاهر المصري ورئيس الوزراء عبدالله النسور بدأوا يتحدثون عن خيارات مقلقة تحت عنوان ‘أمريكا تترك المنطقة’.بنفس الوقت يلمح وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد ليبرمان إلى ان إسرائيل ستبحث عن شركاء جدد خارج الإطار الأمريكي في مستجدات على شكل صفعات تتعرض لها المنطقة وتثير الشعور بأن الإحتمالات مفتوحة كما يقول العضو البارز في حركة فتح عباس زكي وهو يتحدث عن ضرورة عدم إسقاط العنصر ‘الصيني’ من أي تحليل عام.فرنسا برأي المحلل الإستراتيجي الدكتور عامر سبايلة خسرت دولتين مهمتين على سواحل المتوسط هما سورية ولبنان بسبب رعونة مواقفها وتسرعها، وألمانيا تراقب المنطقة ببطء شديد وإهتمام وتبقي لديها قدرة دائمة على التحدث مع جميع الأطراف والغرب برمته حسب الوزير والدبلوماسي الأردني الأسبق الدكتور أحمد مساعدة بدا غارقا في السؤال اليومي والتفصيلي عن واردات المشاكل التي تصله من الشرق.حتى رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور تحدث بتوسع عن ‘نظرة الغرب’ للعالم العربي وعلاقته بما يجري في الإقليم عندما إستقبل ‘القدس العربي’ معترفا بأن المنطقة تشهد تحولات سريعة وكبيرة وإيقاعات لا يمكن إحتواؤها مما يفرض تحديات أساسية على جميع الحكومات العربية.النسور أظهر زاوية مختلفة في تحليل وقراءة المشهد عندما ألمح الى ان هذه المنطقة أصبحت عبئا على الدول الغربية بسبب كثرة مشاكلها والعنف فيها مما يقلص هوامش المناورة أمام النظام الرسمي العربي نفسه وهو أمر يعيده سبايلة للفارق الحضاري ولاستقرار تجربة الديموقراطية.هذه التأملات برمجت في أكثر من بلد عربي زخما مضادا لتجربة الأخوان المسلمين في الحكم وإنتهت بنشاط للدبلوماسيين والسفراء في غير عاصمة عربية تحت عنوان توضيح وجهات نظر دول أوروبا في مشكلات المنطقة وهو المحور الأساسي للحديث في سهرة عشاء إستضافها عضو البرلمان الأردني عبد الرحيم البقاعي للسفير البريطاني في المنطقة بحضور ثمانية زملاء له.
انتهى/114