ابنا: شهدت محافظة كربلاء المقدسة بعد ظهر أمس الأحد 13محرم 1435هـ الموافق 17تشرين الثاني 2013م مراسيم يوم الثالث عشر من المحرم يوم دفن الأجساد الطاهرة لشهداء الطف وخروج الآلاف في عزاء كبير "عزاء بني أسد" اصطفت فيه القبائل من داخل كربلاء وخارجها على شكل مجاميع، وكل مجموعة تمثّل قبيلة من هذه القبائل المشاركة في هذا العزاء السنوي، يتقدّمهم حملة الأعلام الحسينية ووجهاء تلك القبيلة وهم يلطمون الصدور ويحملون رموزاً لتشابيه أجساد شهداء الطف وبعض المعاول والأدوات القديمة التي كانت تستخدم في عملية الحفر والدفن، وتقدم هذه القبائل المعزية القبيلةُ صاحبةُ العزاء قبيلةُ "بني أسد".
وانطلقت هذه الجموع الهادرة بعد صلاة الظهرين من جوار مرقد السيد محمد السيد عبود آل جودة المحنة (رض) جنوب شرق مركز مدينة كربلاء متوجهاً عبر الشارع المحيط بمركز المدينة القديمة، ومن ثم الى شارع قبلة الإمام الحسين(ع) ليصل الى مرقده الطاهر ومنه عبر ساحة ما بين الحرمين الشريفين ليختم العزاء مسيرته عند مرقد حامل لواء الطف أبي الفضل العباس(عليه السلام).
وقام قسم المواكب والشعائر الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بتهيئة الظروف كافة لاستقبال المعزين بالتعاون مع باقي أقسام العتبة المقدسة، حيث بلغ تعداد المواكب المعزية أكثر من 57 موكباً عشائرياً مند داخل وخارج كربلاء، وقد أدت مراسيمها العزائية بكل سهولة وانسيابية.
يذكر أن عزاء بني أسد هو أحد أقدم العزاءات، ومن أهم الموروثات الحسينية التي دأبت على إقامتها العشائر والقبائل من داخل وخارج كربلاء، ويُذكر في التاريخ أن نساءً من بني أسد حضرن يوم الثالث عشر من محرم الحرام عام 61 للهجرة الشريفة الى الغاضرية -حيث الواقعة العظيمة-، فوجدن الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وآله(صلوات الله عليهم) وصحبه الأبرار (رضوان الله عليهم)، وهم باقون بلا دفن فأسرعن في العودة إلى رجال بني أسد وندبنهم وحثثنهم لدفن الأجساد وهن معولات لاطمات، وما أن حضروا للدفن واجهوا مشكلةً وهي أن الأجساد كانت بلا رؤوس فلم يعرفوا أصحابها، فبينما هم بحيرتهم وإذا بفارس قد أقبل من جهة الكوفة وأمرهم بمساعدته على دفن الأجساد، وبعد الانتهاء عرفهم بنفسه أنه الإمام زين العابدين علي بن الحسين(عليهما السلام). ومنذ ذلك الحين دأب بنو أسدٍ في كربلاء المقدسة على الخروج بموكب عزاء يجسّد واقعة الدفن وفي نفس تاريخها.
وفي عام 1975م عندما منعت السلطة الدموية البعثية السابقة إقامة الشعائر الحسينية في العراق، تُركت هذه الشعيرة حتى سقوط هذه السلطة، حيث أعيدت في عام 2004م بإحياء مراسيم هذه الشعيرة، والتحقت بها مجموعة من القبائل والعشائر من محافظة كربلاء ومناطق الفرات الأوسط لتشكيل موكب عزائي ضخم ينطلق بعد صلاة الظهرين ومن الساحة المجاورة لمقبرة السيد محمد السيد عبود آل جودة المحنة (رض) حيث يبدأ هذا العزاء من هذه المنطقة وينتهي بالعتبتين المقدستين.
................
انتهی/212