وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الخميس

٧ نوفمبر ٢٠١٣

٨:٣٠:٠٠ م
479383

قتل الطفولة جريمة لا تغتفر

..حادثة كربلاء في يوم عاشوراء مليئة بالمواقف والأحداث المؤلمة والدموية، ومن أبشع تلك المواقف وأكثرها تأثيرا، مقتل الطفل الرضيع "علي الأصغر" عبدالله الرضيع إبن الامام الحسين (عليه السلام) الثائر الخالد، عندما عاد الإمام الحسين (ع) من ساحة القتال.

إذا كان للكبار ذنب فما ذنب الأطفال الصغار  وبالخصوص الرضع أن يقتلوا بطريقة وحشية بفصل رؤسهم عن أجسادهم؟؟!!. من أكثر الصور بشاعة ومأساوية.. صور أطفال صغار منهم الرضع يسبحون في برك من دمائهم الحمراء وأشلائهم مقطعة..، أطفال كان من الطبيعي أن يكونوا في هذا السن في أحضان  أو على صدور أمهاتهم!!.

حادثة كربلاء في يوم عاشوراء مليئة بالمواقف والأحداث المؤلمة والدموية، ومن أبشع تلك المواقف وأكثرها تأثيرا، مقتل الطفل الرضيع "علي الأصغر" عبدالله الرضيع إبن الامام الحسين (عليه السلام) الثائر الخالد، عندما عاد الإمام الحسين (ع) من ساحة القتال، وقد أستشهد أصحابه وإخوانه وأولاده وأجسادهم الطاهرة المقطعة تسبح في بركة من دمائهم الزكية، ولم يبق له أي ناصر ولا معين، أراد أن يودع أهله وعياله، وهو بتلك الحالة جاءت إليه أخته السيدة زينب (ع) أم المصائب بطلة كربلاء، وهي تحمل على يديها قماش أبيض وبداخلها طفل رضيع، هزيل الجسد، مدلوع اللسان في حالة يرثى لها بسبب الجوع والعطش، بعد ثلاثة أيام من منع الماء عن مخيم الامام الحسين (ع)، أي أن الرباب أم الرضيع ثلاثة أيام لم تشرب الماء وقد جف صدرها من اللبن، نظر الامام الحسين (ع) الثائر الصامد في وجه الأعداء، بعين مليئة بالحب والألم، وبقلب حنون محب لكل إنسان وللطفولة البريئة، وقلبه يعتصر ألما من شدة حالة الطفل!.

وقف حائرا ماذا يقول لأخته وأم الطفل وصعوبة الحصول على جرعة من الماء وهو يعرف كيف يفكر الأعداء؟

أخذ الامام الحسين (ع) طفله الرضيع وكأنه يقدمه قرباناً للحق والعدالة، متجه به نحو ساحة المعركة، أخرج الحسين (ع) الثائر الطفل الرضيع من قماطه ليوضح ويبين لقوم الأعداء من الجيش الأموي بقيادة عمر إبن سعد، قائلا: إن هذا طفل صغير ليس له دخل بالحرب وفي حالة يرثى لها من شدة العطش الشديد، وحاجة الطفل لشربة من الماء.

وقد حاول الامام الحسين (ع) تذكير هؤلاء الأعداء بالبعد الانساني وبحقوق الطفولة وتحريك المشاعر إذا كانت هناك مشاعر  وليكون الطفل والعالم شاهدا على قسوة وبشاعة الأعداء.

طريقة الامام الحسين (ع) وكلامه وشكل الطفل الرضيع وهو في داخل القماط في حالة هدوء وسكون من فرط العطش، سبب حالة من الإنقسام في صفوف جيش الأعداء، ولكن جواب القوم لم يتأخر كثيرا، حيث جاء الرد بشكل سريع جدا عبر سهم مثلث يخترق الأجواء متجها نحو رقبة الطفل الرقيقة والناعمة وهو مرفوع عاليا، فيذبحه وينحره من الوريد الى الوريد أي يقطع رأسه الصغير عن جسده الهزيل الضعيف، ومن شدة ألم وحرارة السهم يرفرف الطفل بيديه كالطائر المذبوح وهو على صدر والده المفجوع وكأنه يطير الى عالم الإله العادل ليقدم شكوته ومظلوميته، والدماء البريئة تنزف منه، فيجمع الأب الحنون المفجوع  دماء إبنه في كفه ويرميها نحو السماء، قائلا؛ "اللهم لا تكون هذه أهون عليك من دماء فصيل ناقة صالح!!".

بأي ذنب يحرم هذا الطفل الرضيع البريء من الماء ومن الحياة كي يقتل وهو عطشان وتنتهك طفولته؟!.

أليس هذا الطفل الرضيع المقتول المحروم من الماء والحياة هو حفيد سيد البشرية ورحمة العالمين وخاتم النبيين سيدنا محمد رسول الله (ص)، قتل من قبل - عدو يدعي العروبة والاسلام - عدو لم يحترم الدين ولا العروبة ولا العادات والتقاليد، ولم يحترم ثقافة وآداب الحروب، أعداء قلوبهم خالية من المشاعر الانسانية ومجردة من الإيمان، بل إنها أفعال شيطانية.

بلا شك في يوم عاشوراء الدموية في كربلاء الحسين (ع)، إرتكبت فيها أبشع الجرائم ضد الإنسانية، إنها مجزرة رهيبة لم يحترم فيها الشيوخ ولا النساء ولا الصبية ولم يسلم الأطفال بل لم يسلم الرضع الأبرياء من القتل بأبشع الصور حيث قتلوا بأبشع طريقة وتم تقطيعهم أشلاء وسحبهم من أحضان أمهاتهم، صور لم تنقل عبر وسائل الإعلام الجديد بالصوت والصورة ليشاهد العالم حجم المأساة الدموية وتتحرك ضمائرهم.

إن تلك العملية صورة بشعة ومأسوية لإنتهاك الطفولة في يوم عاشوراء، وهذه الحادثة المؤلمة تستحق الإهتمام وتخصيص برامج خاصة لها خلال أيام إحياء عاشوراء، لتكون مناسبة للدفاع عن حقوق الطفولة في عالمنا المليئ بالصور المرعبة بقتل وإنتهاك الطفولة، كما يحدث في عالمنا اليوم وفي العديد من الدول العربية والإسلامية.

على الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية والنشطاء والعاملين في مجال حقوق الانسان والدفاع عن حقوق الطفولة، المساهمة والمشاركة لإحياء يوم الطفولة في أول جمعة من أيام عاشوراء، شهر محرم الحرام والتي يطلق عليها باليوم العالي للطفل الرضيع  أو يوم الرضيع العالمي، بحضور الأمهات والنساء والأطفال الرضع للإستفادة من أجواء شهر محرم العاطفية الحزينة ومن أهداف ثورة عاشوراء الحرية والعزة والكرامة والإباء والثورة ضد الظلم والطغيان والفساد، والإستفادة من الحضور والتفاعل الكبير في تلك المناسبة العالمية للثورة الحسينية الخالدة لتسليط الأضواء على الطفولة وحقوقها.

لماذا ارتكبت الجريمة الانسانية الوحشية، وأنتهكت  حقوق الطفولة على أرض كربلاء بقتل الامام الحسين (ع) وأبناء وأحفاد خاتم الأنبياء الرسول محمد (ص) وفصل رؤسهم عن أجسادهم وحرق مخيم بنات الرسول (ص) وأخذهن سبايا من بلد إلى بلد؟.

السلام على الحسين وعلى علي إبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى إبن الحسين حفيد رسول الله محمد (ص)  علي الأصغر عبد الله الرضيع المقتول وهو عطشان على صدر والده المفجوع.

*علي آل غراش كاتب وإعلامي قدير - القطيف -

.................

انتهى/212