وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (01/11/ 2013) بجامع "الإمام الصادق (ع)" في "الدراز" إنه "صار ترحيل «آية الله الشيخ النجاتي» مطلباً ملحاً عند السلطة من غير أن يظهر وجه واضح مقبول لهذا الالحاح حتى من ناحية سياسية صرفة إلا إنفاذ ما عنّ للسياسة أن تفعله بغض النظر عن مسألة الصواب والخطأ والمصلحة والمفسدة".
وأضاف إن "ترحيل سماحة الشيخ غير ديني، وغير قانوني وغير انساني ولا أخلاقي وفاقد للياقة، وهو بعيد كل البعد عن مصلحة الوطن وحق المواطنة وحاجة الوطن إلى أمثاله في العلم والدين والتربية الأمينة الهادفة والوحدة والترابط الإجتماعي والكلمة الواعية، وفي ترحيله اهانة الكرامة العامة للوطن والمواطنين واستخفاف بالحكم الشرعي وحرمة الحقوق في الاسلام ويمثل حالة استفزاز مثيرة غير مسؤولة".
وحول صحة رئيس تيار "الوفاء" الإسلامي الأستاذ «عبد الوهاب حسين» بعد معلومات عن تدهور صحته بالسجن، قال آية الله قاسم إن "صحة الأستاذ عزيزة على الجميع لأنه هو كذلك، ومكانه في قلوب المؤمنين وجمهور عريض من المواطنين ليس محل لشك من شاك وتردد من متردد، وتدهور صحته بأي درجة كان لابد أن يثير الأسئلة الكثيرة حول هذا التدهور عند الجميع، ولكنا نطالب بالعناية الصحية الكافية لصحته وصحة جميع السجناء الذين هم في قبضة السلطة وعهدتها".
وفيما يلي نص الخطبة السياسية لسماحته:
يوم الحسين عليه السلام:
يوم الحسين عليه السلام يوم كربلاء، يوم الأمة.. ما هو يوم الحسين وما هو يوم كربلاء؟ في الحقيقة هو يوم الأمة، الخبر هنا: يوم الأمة..
انه يوم محنة كبرى فاصلة من محنها، وفجيعة لا تنسى، وجرأة بالغة على الله ورسول صلى الله عليه وآله وإنتهاك صارخٍ قبيح لحرمة الدين ارتكبته الجاهلية الجهلاء من داخل المة نفس الأمة، ولذلك يكون يوماً من يوم مآسيها وإنتكاساتها.
وإنه يوم عزٍ وشموخ إيماني وتضحية، وفداء وتوحيد صادق، وإنسانية رائعة، وهدى وتقوى وصمود سجّله إمام الأمة، وصفوة من رجالها ونسائها ليكون شاهداً لا تنال منه الأيام ولا يقبل التزوير مهما كانت المحاولات على حقيقة الاسلام وعظمته، وعظمة الإمام الذي رضيه الله عز وجل لعباده، -والله عز وجل لا يرضى لهذه الأمة كل إمام وأي إمام-.. وعظمة الإمام الذي رضيه الله عز وجل لعباده والرجال والنساء الذين يكونون من صنع منهجه الآخذين بصدقٍ وجدٍ بدينه، ولقد كان رجال ونساء من هذا النوع مشتركين في يوم الحسين عليه السلام.
وهو يوم مدرسة لكل الأجيال ولكل الأمم ما دامت الحياة لمن أراد أن يعرف الإسلام وصدقه وإنتاج تربيته، ولهذه الأمة بالخصوص لمن أراد من أبنائها وبناتها أن يفهم الإسلام على حقيقته ويستقي الوعي الكافي والإيمان الشديد والإرادة الصلبة والخُلق العظيم ويبني لنفسه شخصية أقوى من الأحداث وأقوى من التحديات وشدائد الزمن وغير قابلة للإنهزام ولمن أراد من الدروس ما ترشد وتزكو وتستقيم به الحياة وأن يتتلمذ على يد مدرسة لا تخطئ الطريق ولا يدخل إلهاماتها الضلال.
ويبقى يوم الحسين عليه السلام يوم كربلاء والثورة الهادية أمانة في عنق الأمة في كل أجيالها تعطيها من جهدها وفكرها ومالها وإهتمامها ما تستطيع أن تعطي لتأخذ ثمناً عن ذلك من وعي وإيمانٍ ورشدٍ وهدى ومن إرادة وصلابة وبناءٍ إجتماعي رصين ودروس إسلامية ثرة صنّاعة تتخرج منها الأمة القوية الهادية المهدية التي لا تُستغفل ولا تقبل الضيم ولا تُهزم ولا تمزقها الضلالات، ولا تستعبدها الأمم، وتتعلم على يدها الأمم الأخرى (1) هتاف الجموع: لبيك يا حسين.
نعم لبيك يا حسين..
كم ستعطي الأمة لثورة كربلاء؟ ثمن زهيد بإزاء ما تحصد من نتائج.
متى ينتهي الحراك؟
بدأ الحراك السياسي الحالي في البحرين في الرابع عشر من فبراير للسنة الحادية عشرة بعد الألفين الميلادية، واستمر هذه المدة كلها، والسؤال عن يوم إنتهائه، وهناك سؤال يسبق الاجابة على هذا السؤال والجواب عليه، وهو لماذا نشأ الحراك؟ ولماذا استمر؟ وماذا تحقق من أهدافه؟
منطلق الحراك هو اصلاح الوضع السياسي والأمني والإعلامي والديني والخلقي والاقتصادي والإداري والخدمي، ورفع الظلم وحالة التهميش والاقصاء والازدراء والتمييز البغيض وخطط الفتنة والايقاع بالوطن في مستنقع الطائفية وطوفانها المدمر المجنون.
كانت هذه الخلفية هي خلفية بداية الحراك، ما انطلق إلا لذلك، وما استمر إلا لأن سوء الأوضاع في زيادة لا نقصان، وتوّقف الحراك مرهون بإرتفاع سبب وجوده، فيوم أن يتم الاصلاح لكل هذه الأوضاع وفي بدايتها الوضع السياسي يفقد الحراك مبرر إستمراره وعندئذ لابد من أن يتوقف، لكن متى؟
ومواجهة الاصلاح بإرادة رافضة من قبل السلطة لابد أن تديمه، والتعبير عن هذه الارادة بإجراءات تعسفية مشددة وقوانين جائرة يزيد من تعقيد الأمور، ويزيد من حماس المعارضة، ولا شيء غير الاصلاح الفعلي والتوصل إلى أسسه وضمانات استمراره الثابتة والتوافق عليه بين الشعب والسلطة يمكن أن يوقف الحراك أو يعطل مسيرته حسب الضرورة العملية وإيمان الشعب وقناعته وتصميمه وصبره ومضاء إرادته، فحتى ذلك اليوم والله الموفق وهو الناصر والهادي إلى سواء السبيل.
ترحيل آية الله النجاتي:
صار ترحيل آية الله الشيخ النجاتي مطلباً ملحاً عند السلطة من غير أن يظهر وجه واضح مقبول لهذا الالحاح حتى من ناحية سياسية صرفة إلا إنفاذ ما عنّ للسياسة أن تفعله بغض النظر عن مسألة الصواب والخطأ والمصلحة والمفسدة.
وترحيل سماحة الشيخ غير ديني، وغير قانوني وغير انساني ولا أخلاقي وفاقد للياقة، وهو بعيد كل البعد عن مصلحة الوطن وحق المواطنة وحاجة الوطن إلى أمثاله في العلم والدين والتربية الأمينة الهادفة والوحدة والترابط الإجتماعي والكلمة الواعية، وفي ترحيله اهانة الكرامة العامة للوطن والمواطنين واستخفاف بالحكم الشرعي وحرمة الحقوق في الاسلام ويمثل حالة استفزاز مثيرة غير مسؤولة.
صحة الأستاذ عبدالوهاب حسين:
صحة الأستاذ عزيزة على الجميع لأنه هو كذلك، ومكانه في قلوب المؤمنين وجمهور عريض من المواطنين ليس محل لشك من شاك وتردد من متردد، وتدهور صحته بأي درجة كان لابد أن يثير الأسئلة الكثيرة حول هذا التدهور عند الجميع، ولكنا نطالب بالعناية الصحية الكافية لصحته وصحة جميع السجناء الذين هم في قبضة السلطة وعهدتها.
شفى الله الحنان المنان الرحيم القدير الأخ العزيز الأستاذ عبدالوهاب وجيمع المرضى من أخواننا السجناء الأحرار وكل مريض من المؤمنين والمؤمنات وهو السميع المجيب.
أحتى الساقطات؟
المؤمن لا تغلبه نفسه، واذا غلبته في الصغيرة لا تغلبه في الكبيرة وإن كان في كل معصية إثم كبير، هذه الصغيرة الفقهية تعني شيئاً عظيماً من الجرأة ومن الهتك لحرمة من حرمات الله.
المؤمن لا تغلبه نفسه، واذا غلبته في الصغيرة لا تغلبه في الكبيرة وإن كان في كل معصية إثم كبير، وجرأة فاحشة من العبد المملوك على سيده المالك. واذا غلبته نفسه مرة –أي المؤمن- غلبها مرات، أما الانغماس في المعصية والأنس بإرتكاب الفاحشة وهو أمر واضح المفارقة الواسعة للإيمان وكاذب من أدعى أنه مؤمن وهو يقيم على المعصية ويديم ممارسة الفاحشة.
والمؤمن الحق له من إيمانه وتقواه من الله سبحانه ما يربئ به عن الذوبان أمام شهوة الحلال فضلاً عن الحرام، ومن أن يستعبده أمر مال أو جنس أو أي شيء من الدنيا وإن حلّ، وما من أحد ملّك نفسه لحلال وفقد إرادته أمامه إلا وخيف عليه أن يلين للحرام وأن يقع أسير شهوة المحذور.
ولا يليق بالشاب المؤمن أن يفرغ الكثير من حياته للجنس الحلال باحثاً عن متعة الجسد ومتخذاً منها هدفاُ يسعى إليه في ليله ونهاره. باحث متعة ليل نهار!
والإسراف في هذا الجانب يُسقط العزائم الكبيرة، ويُهبط بمستوى الهمم، ويصرف عن كثير من شؤون الدين، ويُنسي المسؤولية ويُشغل عن الآخرة، ويودي بحالة البدن ويضر بالصحة. أما أن تصير بالشاب شهوته إلى طلب الحرام أو تقوده وهو من المنتمين إلى المساجد والحسينيات وأعمال الخير إلى طلب قضاء الشهوة وإن كان متحصناً بالزواج إلى الساقطات الممتهنات للرذيلة من الأجنبيات -من كورية وفلبينية وغيرهما- وهذا كما ينقل بعض الثقات موجود مع الأسف الشديد وبين أناس هم يعدّون من الصف المؤمن العام.
وذلك من شأنه أن يشوّه الصف المؤمن ويشيع الرذيلة وهو حالة من حالات الضعف في الارادة الايمانية الذي يضع المرء على حافة المحرّم الصريح والمجاهرة بالسوء.
وشابٌ هذا حاله يمثل حالة ضعف ويجلب المسبّة للمؤمنين ولا يليق أن يأخذ موقعاً مقدّراً في صفوفهم.
والجنس دافع مادي شديد ووسيلة ناجحة من وسائل الشيطان خاصة في عمر الشباب، وأقل محذور في هذا الدافع أن يوقع صاحبه في حالة السرف فيما هو حلال ليصرفه عن المهمات الكبرى والوظائف الرئيسة، وكثيراً ما يفتح الشيطان على النفس في أجواء الاختلاط الفاحش والانفتاح الجنسي المتسيّب.
والمطلوب للمؤمن أن يكون القوي أمام الحلال ليكون الممتنع بكل قوة أمام المحرّم، امتناعه أمام الحلال بحيث لا يذل نفسه له، لا تملك رغبة الحلال، ومنّا من يجازف بصحته وهو في أشد المرض لحساب قطعة من الحلوى أو طبخة شهية.. ضعف وأي ضعف!!
ثم إنّ لي هنا وصية لشبابنا وشاباتنا الأعزاء.. لا تسعى، لا تسعي لوقوعٍ في عشق الآخر عن طريق الحلال فضلاً عن طريق الحرام. الوقوع في العشق وقوع في مصيدة خطيرة، قد لا يستجيب لك معشوقك، وقد يشاركك العشق ثم يعدل عن عشقه، وقد يعشق كل منكما الآخر وتطلبان من بعد ذلك العلقة الحلال لا العلقة الحرام ولكن تقف أمامكما من دون ذلك عوائق إمتناع ولي الأمر وغيره اذا كان أن العشق الذي أوقعك في حب فتاة، أو الذي أوقعكِ في حب الفتى أعمى بصر أي منكما عن عيوب الآخر، وهذه العيوب تراها العين السليمة من ولي أمر الفتاة فلا يوافق، وعدم موافقته هنا شرعية.