ابنا: التوجه الأميركي الجديد يتركز على منطقة لشرق الأقصى حيث ينمو اقتصاد صيني عملاق تخيف تطوراته الولايات المتحدة الأميركية، فتسعى لمواجهته قدر المستطاع. هذا ما يخلص إليه الخبير في الشؤون الأميركية الدكتور "كامل وزنة" .
يجيب الدكتور "وزنة" في مقابلة مع قناة "الميادين" على سؤال :كيف تطورت المديونية في الولايات المتحدة ؟ وأسبابها : " هناك مشكلة بنيوية موجودة في الولايات المتحدة ابتدأت منذ عهد الرئيس ريغان في عام ١٩٨٠ عندما تسلم الرئاسة الأميركية وكان مجموع المديونية على الولايات المتحدة ما يقارب ال٧٥٠ مليار دولار.
لكن خلال عهد ريغان ومع إطلاق حرب النجوم، ثماني سنوات من عمر الولايات المتحدة الأميركية، رتبت ما يقارب الثلاثة تريليونات دولار، وكانت تلك بداية المديونية.
في ما بعد، وفي عهد الرئيس جورج بوش الأب، ركبت بعض المديونية ولم يكن حجمها كبيرا، وكان هناك ازدهار اقتصادي في الولايات المتحدة، وبنهاية عهد كلينتون كان حجم المديونية حوالي ٥,٦ تريليون دولار عندما تسلم الرئيس جورج بوش الأبن الرئاسة.
كان اقتصاد الولايات المتحدة جيدا عند استلامه، وكان هناك بعض عملية تصحيح كبيرة في الأسواق المالية، ولاحقا صار هناك انهيارات كبيرة في الأسهم في الأسواق المالية بسبب الأسعار غير المدروسة لهذه الأسهم، وجاء ١١ أيلول في ما بعد وأدى إلى ركود اقتصادي كبير واستمر فترة سنتين.
ويضيف الدكتور : وهناك مسألة هامة إذ دخلت الولايات المتحدة في حرب أفغانستان، والعراق، مما رتب على الولايات المتحدة مديونية كبيرة في عهد الرئيس بوش، وانتقلت المديونية من ٥,٦ تريليون دولار إلى ١٠,٣ تريليون دولار، ومع استلام أوباما للمديونية في الولايات المتحدة وصلت المديونية إلى ١٦,٧ تريليون دولار، وهناك حاجة لأن ترفع المديونية من جديد، وفي عملية المديونية تؤجل الولايات المتحدة الأميركية المشكلة من عام إلى عام، ولا حل جذريا لهذه المديونية على مستوى الدين الداخلي والخارجي، فالمديونية الأميركية جزء منها للداخل الأميركي وجزء للخارج، لكن هناك مديونية في قطاعات أساسية خدماتية غير ال ١٦,٧ تريليون دولار، فهناك مديونية على مايسمى الضمان الاجتماعي يقدر بحوالي ٢٠ تريليون دولار، كذلك هناك مديونية على ما يعرف بالضمان الصحي والضمان الخاص بسن المتقاعدين، يصل إلى أكثر من ٤٨ تريليون دولار.
ويقول الدكتور : الموازنة الأميركية لهذا العام هي ٣,٧ تريليون دولار (أي ٣٧٠٠ مليار دولار)، والرئيس أوباما بحاجة أن يستدين تريليونا واحدا جديدا حتى يغطي عجز هذا العام، أي حوالي ٢٥٪ من العجز في هذه الميزانية، ويعني ذلك أنه بمقابل كل أربعة دولارات، هو بحاجة إلى أن يستدين منها دولارا واحدا.
ويجيب على السؤال : "ماذا تتوقع للاقتصاد الأميركي في المدى المنظور؟"الجسم الأميركي لديه مشاكل كبيرة وسوف تتفاقم هذه المشاكل في السنوات العشرة القادمة، وثمة ارقام أعلنت في دراسة كوكس وآرشر الشهيرة في الكونغرس والتي تحدثت عن مديونية تقارب ال٨٦ تريليون دولار.
وفي بعض التفاصيل أن هناك عدة مشكلات ستواجهها الولايات المتحدة في السنوات العشر أو الاثنتي عشر المقبلة، منها مصير جيل ولد ما بعد الحرب العالمية الثانية بين ١٩٤٦ و١٩٦٤، يسمى بجيل "البايبي بومرز"، ويبلغ عددهم ٧٧ مليون شخص سوف يتقاعدون تدريجيا، وحقوقهم المالية لن تكون متوافرة، وهذه ستكون الضربة الاقتصادية القاسية التي لن تستطيع الولايات المتحدة أن تتحملها.
وهناك جزء كبير من الانفاق على الضمان الاجتماعي بنسبة ٢٥٪، وجزء على الطبابة بنسبة ٢٢٪ والتسلح ٢٠-٢٥٪، وقضايا مختلفة أخرى.. قضايا كثيرة وجوهرية بحاجة لترشيد، وإلا سوف يتعرض الاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي لنكسة كبيرة. كل فرد أميركي يتحمل مديونية ٢١٥ ألف دولار نتيجة مديونية ال ٨٦ تريليون دولار.
..................
انتهى / 232