ابنا: فقد استشهد الشاب البحريني المعتقل «يوسف النشمي» (31 عاماً) من سكان بلدة "المصلي" مساء اليوم الجمعة بعد أن تعرض للتعذيب وسوء المعاملة من قبل قوات النظام البحريني داخل السجن، وتم نقله للمستشفى إثر تدهورت حالته الصحية بعد حرمانه من الرعاية الطبية اللازمة.
وقالت المحامية «زينب عبدالعزيز» يوم الثلاثاء الماضي إن المحكمة قررت إخلاء سبيل يوسف النشمي المنوم في العناية المركزة والأقرب إلى حالة "الموت سريرياً".
واتهمت المحامية النيابة العامة بأنها وجدت النيابة ضرورات التقاضي مقدمة على ضرورات العلاج، فقررت إحالة يوسف للمحكمة "محبوساً" دون أن تشفع ليه حياته المتوقفة على الاجهزة.
وأشارت المحامين أن السلطات القضائية حددت جلسة اليوم الثامن من أكتوبر الجاري موعداً لبدء محاكمة متهم أقرب لأن يكون "ميت سريرياً".
وأشارت المحامية أنه تمت إحالة القضية المتهم يوسف النشمي (31 عاماً) للمحكمة وستنظر أولى جلساتها فيها بتاريخ 8 أكتوبر.
ووجهت النيابة العامة ليوسف تهم التجمهر والشغب، وصدر القرار بإيقافه 45 يوم على ذمة التحقيق، إذ أكدت المحامية أن يوسف تدهورت حالته الصحية أثناء توقيفه.
وقال "نتيجة لإهمال إدارة محبسه في متابعة حالته الصحية، وكفاله حقه في التداوي، دخل يوسف في حالة أقرب للموت السريري إثر إصابته بتورم دماغي، وبدلاً من أن يصدر القرار بالافراج عنه مراعاةً لحالته الصحية والسماح لذويه بتوفير العلاج الملائم له يقدم محبوساً أمام المحكمة".
وقد أكد الطيب المعالج أن يوسف مصاب بتورم في الدماغ والتهاب شديد مما أدى لإصابته بمضاعفات متعددة ومن الممكن توصيف وضعه الحالي بالموت السريري.
ومن جانبه، أعرب "مركز البحرين لحقوق الإنسان" عن قلقه الشديد إزاء حملات الإعتقالات التعسفية والوحشية المستمرة التي تقوم بها السلطات البحرينية دون أمر قضائي أو أساس قانوني، وبصفة خاصة إزاء استخدام التعذيب والتهديد كسياسة لإنتزاع اعترافات كاذبة، وعادة ما يليه حرمان من العلاج الكافي خلال فترة السجن على الرغم من تقديم التقارير الطبية في بعض هذه الحالات.
وقال "مؤخراً قام مركز البحرين لحقوق الإنسان بتوثيق قضية يوسف علي عبد الله يعقوب النشمي(31 سنة) الذي اعتقل تعسفياً في 17 أغسطس 2013 واتهم بالتجمهر وأعمال الشغب".
وفي يوم السبت الموافق 17 أغسطس 2013 كانت هناك دعوى لإعتصامات في عدد من المناطق في البحرين وكانت إحدى هذه الإعتصامات بالقرب من دوار اسكان جدحفص.
وتقول عائلة يوسف بأنه كان ذاهباً لمنزل شقيقته الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن موقع الإعتصام. بعد أن تجمع المتظاهرين في المنطقة حاول الخروج للشارع فمنعته شقيقته ولكنه أصر على الخروج. في هذه الأثناء، كانت قوات الأمن قد بدأت بقمع الاعتصام ومطاردة المتظاهرين. وحاول يوسف العودة ولكنه ألقي القبض عليه بالقرب من المنزل. ثم اقتيد من قبل قوات الأمن لقرب منطقة سوق "جدحفص" حيث اعتدوا عليه لفضياً وجسدياً، وقاموا بشتم مذهبه كونه من الطائفة الشيعية. وبعدها تم اخذه لمركز شرطة الخميس.
وعندما سمع شقيق يوسف عن إعتقاله توجه إلى مركز شرطة "الخميس "ومركز شرطة "المعارض"، وكلاهما نفيا وجوده. في الساعة الحادية عشر مساءأ من نفس اليوم تلقى شقيقه اتصالاً هاتفياً من مركز شرطة الخميس يطلبون منه بطاقة هوية يوسف. عندما توجه شقيقه إلى المركز وطلب مقابلة يوسف رفضوا، وأخبروه بأن أخيه سيعرض على النيابة العامة في اليوم التالي الأحد الموافق 18 اغسطس 2013. تم أخذ يوسف في اليوم التالي إلى النيابة العامة دون حضور محام. بعد اسبوع وبالتحديد يوم الاثنين الموافق 26 أغسطس 2013 تلقت عائلته اول اتصال منه يخبرهم بأنه في اليوم التالي الثلاثاء الموافق 27 أغسطس 2013 ستكون له أول زيارة وطلب بعض الأغراض وابلغهم بأنه محتجز في عنبر 9 بسجن الحوض الجاف.
وخلال الزيارة أبلغ يوسف شقيقه عن تعرضه للإهانة اللفظية والضرب باللكمات والهراوات مع التركيز على الوجهه واليدين، وعندما أبلغوه بالتهم الموجهة إليه، رفض الإعتراف بها في البداية، ولكنه اعترف بعد التعذيب.
وفي الزيارة الثانية حمل شقيقه الأدوية التي يستخدمها يوسف عن "الإنفلونزا" التي يعاني منها غالباً بسبب مشاكل في البلعوم ولكن إدارة سجن الحوض الجاف رفضت إستلام الأدوية بحجة إنها قديمة. حاولت العائلة أخذ الدواء مرة أخرى في الزيارة الثالثة، بعد أن حصلت على موافقة من طبيب السجن. وأضاف الأخ بأن وضع يوسف يزداد سوءاً، فكما يبدو بأنه لا يعي ما يقول ولا يتفاعل مع العائلة أثناء الزيارات. وأضاف بأن إدارة السجن تعطي يوسف دواءاً غير معروف يسبب فقدان جزئي للذاكرة وتجعله يقول أشياء غريبة، على سبيل المثال، خلال الزيارة الأخيرة، كان يصر بأن شقيقاته لا يحبونه.
أبلغ أحد المعتقلين المفرج عنه والذي كان يقيم مع يوسف في نفس عنبر السجن شقيقه بأن حالته تتدهور، كما انه نادراً ما يتحدث إلى أي شخص، ولا ينام جيداً، ويجلس دائما لوحده. وأضاف بأنه في وقت النوم خصوصاً يبدأ يوسف بالتحرك من مكان إلى آخر، كما يشتكي دائماً من ألم في الرأس ويحادث نفسه.
وفي يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر 2013م تلقى شقيقه اتصال يفيد بتواجد يوسف في مستشفى "السلمانية" بسبب سوء حالته، وعندما ذهب شقيقه لرؤيته، نفى المستشفى وجوده هناك. وفي وقت لاحق من نفس اليوم تأكدت العائلة من أن يوسف كان في المستشفى على الرغم من نفي الإدارة وجوده. وفي الساعة 11:00 مساء تم إبلاغ شقيقه بأنه أُعيد إلى سجن "الحوض الجاف".
ويذكر انه بإستشهاد هذا الشهيد یرتفع عدد شهداء ثورة الکرامة في البحرين الی 114 شهیداً منذ اندلاع الثورة في الرابع عشر من فبراير 2011.
.................
انتهی/212