وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ أصدرت حركة "أنصار ثورة 14 فبراير" في البحرين اليوم الاثنين بياناً بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام).
وجاء في هذا البيان: "في هذا اليوم وهو يوم شهادة إمام المذهب الجعفري صادق آل محمد تتقدم حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين إلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام والحوزات العلمية والأمة الإسلامية جمعاء وشيعة أهل أهل بيت الرسول أعزهم الله ونصرهم وإلى شعبنا البحراني المؤمن الموحد والعظيم ببالغ الحزن والأسى بالذكرى السنوية لإستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام".
وقالت الحركة في البيان "إن جماهيرنا الثورية والتي هي جماهير المقاومة والممانعة أصبحت على قناعة تامة بضرورة رحيل حكم العصابة الخليفية ورحيل الإستعمار البريطاني العجوز عن بلادنا ، ورحيل الإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة عن البحرين ،كما وتطالب وبقوة بتفكيك القواعد العسكرية الأمريكية في البحرين وفي مقدمتها القاعدة البحرية الأمريكية في الجفير ، كما وتطالب وبقوة بخروج جميع المستشارين العسكريين والأمنيين البريطانيين والأمريكان عن البحرين ، وتطالب برحيل المجنسين والمستشارين الأجانب للأردن واليمن والبعثيين الصداميين وغيرهم عن البلاد ، ولتصبح البحرين حرة مستقلة ذات سيادة يحكمها الشعب في ظل حكم يكون فيه الشعب مصدر السلطات جميعا".
وفيما يلي نص هذا البيان:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ))
صدق الله العلي العظيم
جاء لقب الإمام(عليه السلام) بالصادق من قبل رسول الله(صلى الله عليه وآله)، حيث قال: «يخرج الله من صُلبه ـ أي صُلب محمّد الباقر ـ كلمة الحقّ، ولسان الصدق»، فقال له إبن مسعود: فما إسمه يا رسول الله؟ .. قال: «يقال له: جعفر، صادق في قوله وفعله، الطاعن عليه كالطاعن عليّ، والرادّ عليه كالرادّ عليّ...».
وروى الفضل بن الربيع عن أبيه قال: "دعاني المنصور فقال: إنّ جعفر بن محمّد يلحد في سلطاني، قتلني الله إن لم أقتله، فأتيته فقلت: أجب أمير المؤمنين.. فتطهّر(عليه السلام) ولبس ثياباً جدداً، فأقبلت به فأستأذنت له، فقال: أدخله، قتلني الله إن لم أقتله، فلمّا نظر إليه مقبلاً قام من مجلسه فتلقّاه وقال: مرحباً بالنقي الساحة، البريء من الدغل والخيانة، أخي وإبن عمّي. فأقعده على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله، ثمّ قال: سلني حاجتك..فقال(عليه السلام): «أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به»، قال: أفعل، ثمّ قال: «يا جارية، إئتیني بالتحفة»، فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية، فغلفه بيده وإنصرف، فأتبعته فقلت: يابن رسول الله، أتيت بك ولا أشك أنّه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرّك شفتيك بشيء عند الدخول، فما هو؟ .. قال: «قلت: اللّهمّ، إحرسني بعينك التي لا تنام، وإكنفني بركنك الذي لا يرام، وإحفظني بقدرتك عليّ، ولا تهلكني وأنت رجائي...»..
وقد جاء في الروايات بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما إستدعى الإمام الصادق ليقتله برز إليه شاهرا سيفه قائلا له إن هممت بقتل ولدي سأقتلك فخاف المنصور الدوانيقي وإستقبل الإمام بذلك الإستقبال ولكنه بعد ذلك قام بحرق دار الإمام الصادق عليه السلام وأخذه حافيا ودس له السم بعد ذلك فقتله وأستشهد إمامانا الصادق عليه السلام مظلوما كما إستشهد وقتل أجداده وبعد ذلك أبنائه وأحفاده ظلما على يد الحكام الأمويين والعباسيين الظلمة.
ولذلك وفي هذا اليوم وهو يوم شهادة إمام المذهب الجعفري صادق آل محمد تتقدم حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين إلى مقام صاحب العصر والزمان الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام والحوزات العلمية والأمة الإسلامية جمعاء وشيعة أهل أهل بيت الرسول أعزهم الله ونصرهم وإلى شعبنا البحراني المؤمن الموحد والعظيم ببالغ الحزن والأسى بالذكرى السنوية لإستشهاد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام سائلين المولى عز وجل أن يعجل بالظهور المبارك لمن سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، وجعلنا وإياكم من جنده وأنصاره والمستشهدين بين يديه إنه سميع مجيب.
وإننا إذ نعزي الإمام المهدي المنتظر (عجل) والأخوة المؤمنين في أنحاء المعمورة بهذه المناسبة الأليمة نشير إلى أهمية دور الإمام الصادق عليه السلام في رسم الهوية الثقافية والعلمية لدى أتباع أهل البيت عليهم السلام، حيث تميزوا بالمنهج العلمي الرصين والحوار الموضوعي الهادىء – إلى جانب صلابة الإيمان والتضحية في سبيل الحق – وكان لهذه الثقافة الرسالية الأصيلة دور فاعل في تقوية دعائم نهج وخط أهل البيت عليهم السلام وتعميقه ، وصمود أتباعه في مواجهة أعاصير الزمن وإضطهاد الطغاة والجبابرة وقسوتهم، وكذلك الفتن المتنوعة التي واجهت – وتواجهه بإستمرار- التي تفتقد العمق والأصالة وتعيش السطحية والخواء ، بينما يزداد مذهب أهل البيت عليهم السلام عزة ورفعة وتألقا بفضل ما يمتلكه من خزين علمي عميق الأغوار كما جاء في القرآن الحكيم حيث قال ربنا عز وجل :(ألم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون) إبراهيم/24-25.
ولد الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في 17 ربيع الأول 83هـ ، في المدينة المنورة وأستشهد في 25 شوال 148 هـ ، ودفن بجوار أبيه الإمام محمد الباقر ، وجده الإمام زين العابدين ، والإمام الحسن المجتبى (عليهم السلام) في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.
وكانت شهادته بعنب مسموم قدمه له أبوجعفر المنصور الدوانيقي (لعنه الله) فمضى إلى ربه سبحانه راضيا مرضيا عن 65 سنة ، وكانت مدة إمامته عليه السلام 34 سنة.
عاش الإمام الصادق في حكم سبعة من مغتصبي الخلافة وملوك الجور الأمويين والعباسيين ، وهم: هشام بن عبد الملك ، والوليد بن يزيد بن عبد الملك ، ويزيد بن الوليد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد الملقب بالحمار ، وأبوالعباس المعروف بالسفاح ؛ لفرط جوره وظلمه ، وكثرة ما سفح من دم وقتل من الناس الكثيرين ، وأبوجعفر المنصور المعروف بالدوانيقي ، لأنه كان ولفرط شحه وبخله وحبه للمال يحاسب حتى على الدوانيق ، والدوانيق جمع دانق ، وهو أصغر جزء من النقود في عهده.
يا جماهير شعبنا المجاهد البطل ..
يا شباب ثورة الرابع عشر من فبراير
ويا جماهير أمتنا الإسلامية المجيدة ..
ونحن نعيش ذكرى شهادة الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وجماهيرنا قد شيعت أمس الأحد الشهيد صادق سبت الذي قضى دهسا وإغتيالا بسيارة تابعة لمرتزقة الساقط حمد ، حيث شاركت جماهيرنا الثورية الرسالية في مسيرة تشييعه في "السهلة الجنوبية" تقدمتها عوائل الشهداء وآبائهم ، ولذلك فإننا نعزي شعبنا بإستشهاد هذا البطل المناضل الذي ِأستشهد يوم السبت الماضي متأثرا بجراح أصيب بها بعد دهسه وبشكل متعمد ووحشي وخارج عن إطار الإنسانية والآدمية في 30 تموز/يوليو الماضي.
وقد طالبت جماهيرشعبنا بإسقاط الطاغية فرعون البحرين وهيتلر ويزيد العصر الخليفي الأموي المرواني السفياني حمد بن عيسى آل خليفة حيث وصفته جماهيرنا المشيعة للشهيد بالمجرم والسفاح ، وحملوه مسؤولية الدماء الطاهرة التي سالات ولا تزال تسيل في البحرين حيث أستشهد وإلى يومنا هذا أكثر من 139 شهيد يتحمل مسؤوليتهم الديكتاتور حمد مجرم الحرب ومنتهك الأعراض والحرمات والمقدسات والمرتكب لمجازر الإبادة الجماعية لأبناء شعبنا والذي يسعى لإستبدال شعبنا بشعب آخر من المجنسين واللقطاء وشذاذ الآفاق في أبشع حملة بشعة ضد الإنسانية سميت بحملة التجنيس السياسي.
إن جماهيرنا الثورية التي فجرت ثورة 14 فبراير 2011م لن تتراجع قيد أنملة عن شعارات الثورة وخصوصا شعارت : الشعب يريد إسقاط النظام .. ويسقط حمد .. يسقط حمد .. كما أنها سترفض الحوار الخوار ومن يلهثون ورائه بين الفينة والأخرى من أجل الحصول على مكاسب سياسية حزبية وفردية ضيقة ، وإن جماهيرنا وجهت وستوجه رسائل هامة للدكاكين السياسية المعروفة بالجمعيات السياسية التي تريد أن تحصل على مغانم سياسية على حساب دماء الشهداء والجرحى والمعتقلين بأنكم لستم بنواب وممثلي الشعب في أي حوار ، حيث أن الشعب لم يخولكم باللهث وراء السلطة الخليفية الظالمة وإستجداء الحوار من أجل إصلاحات سطحية وجزئية لا ترقى لمستوى تضحيات هذا الشعب العظيم ، فأنتم لم تفجروا الثورة ولم نرى منكم من تحمل السجون والتعذيب وإنتهاك أعراضه وحرماته ، فالسلطة قد أطلقت لكم العنان بالخروج في مظاهرات مرخصة وإدعت مرارا بأن البعض من جمعياتكم هم حلفاء لها في أي تغيير وإصلاح سياسي قادم ، وهي بكم تسعى لشق الصف وتمرير سياسة فرق تسد داخل المعارضة ومع الأسف.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن تخاذل بعض الجمعيات السياسية عن حركة الإضرابات والعصيان المدني والدخول في الحوار الخوار منذ اليوم الأول لتفجر الثورة هو أحد الأسباب الرئيسية لتأخر النصر على الطاغوت الخليفي ، فالمطالبة بالإصلاحات والملكية الدستورية والوقوف أمام شعار إسقاط النظام هو السبب الرئيسي لتأخر إنتصار شعبنا الذي كاد قاب قوسين أو أدنى أن يرمي بعصابة الحكم الخليفي في مزبلة التاريخ.
إن جماهير شعبنا الرسالي المجاهد ستبقى ثابتة رغم الجراح والآلام ورغم الهجمة البربرية القمعية والبوليسية ، ورغم الإعتقالات اليومية على ثوابتها وشعاراتها فلا يمكن التعايش بين جماهير شعبنا وآل خليفة وحكم العصابة الفاشي الأموي الديكتاتوري.
إن مشاريع الحوار والإستسلام واللهث وراء مكاسب سياسية ومصالح شخصية وفردية لن تثني