الجنسية البحرينية رخيصة و مستباحة يتاجر بها نظام استبدادي محتل لا يقّدر تعبيرها عن عراقة و تاريخ و كرامة بلد ضارب في التاريخ!
و «ماجدة الرومي» مغنية سبقت الغناء للدكتاتورية في البحرين بالغناء في بيروت للطاغي «بوش الأب» رئيس الولايات المتحدة الامريكية التي طالما تآمرت و سفكت دماء اللبنانيين، و للطاغية المعزول «مبارك» و قبضت على الخشبات أجورها ، رخيصة!
و غنّت للمعزول مبارك، أحد زعماء التقهقر العربي، حكم و ظلم و عُزل بثورة شعب و لكنه بالنسبة للرومي شرف عظيم و عهد الخير و البركة و تنافق بحكمته و سياسته في الشرق المضطرب!!
أما نظام آل خليفة في البحرين فلا تجد شريفا و صادقا مدحه بكلمة بل حتى أصدقائه الداعمين له في الخليج يحتقرونه و يوبخونه و ينظرون إليه باستهزاء و سخرية على عكس المغنية التي تعبرعن ثقتها بحكمة قيادته..
التشدق بالحب و السلام ليس له منطق و منطقة في هذا النظام فهو استبدادي، دكتاتوري، عنصري، قبلي و و رجعي و متخلف.
فمن هو أرخص و يتشرف بالآخر الجنسية أم المغنية ؟؟
لقد سبقها مغنيون آخرون فما ربحت تجارتهم و كانوا خاسرين من بينهم مغنية سورية ليس لها من اسمها نصيب، أصالة، كانت تغني للأسد ثم انقلبت عليه، و هي ممتنة لحاكم مستبد يوزع ما لايملك و يتاجر في غير بضاعته و لا تعتقد أنّ الشكر له من خلال الهاتف يكفي و لكنها تريد أن تشكره بطريقتها الخاصة، أغنية شكر لحاكم البحرين المعتوه!
و إنّ المغني الأمريكي «مايكل جاكسون» الذي هرب من دعاوى بالفساد الأخلاقي من الولايات المتحدة، و حل ضيفاً مكرماً مبجلاً لآل خليفة كان أيضا من المشمولين بتوزيع الجنسية البحرينية.
فأين كان القانون نائماً حينما تعطى الجنسية للمغنيين و الهاربين من قرار القضاء و العدالة في بلدانهم و المتأزمين نفسياً وماليا ، و بأي استحقاق نال المغني جاكسون الجنسية البحرينية فلا شرط الولادة و لا الإقامة، و لا اللغة و لا العروبة و لا خدمات جليلة تؤهله للحصول على الجنسية!! و هكذا بقية المغنيين.
يحصل هذا في وقت يعلن النظام بسحب جنسية شرفاء و مناضلين بحرينيين ممن عاش آباءهم آلاف السنين في الجزيرة و من قبل أن يأتي آل خليفة و يدنسوها. و يهدد بسحب جنسيات أخرى و يمنع بحرينيين من الرجوع إلى بلدهم أو تجديد جوازات سفرهم!
"يا عيب الشوم" هو التعبير المختصر الذي يقال للمغنية فما تفعله من متاجرة ، عيب و شؤم لا يبعث على الفأل و لا الخير و لا بركة في الثمن و لا المثمن.
وا خجلتا من "العهر" ، فمن تسميهم المغنية "قوى الظلام" هم "فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى" و سينتصرون عاجلاً أم آجلا و حينها ستسأل الرومي من اين لك هذه الجنسية؟
و هم مناضلون يسيرون في إزالة الظالمين و هزيمة الطغاة و يسعون للعدالة و الحرية و المساواة و قيّم الخير و الانسانية.
وا خزياه أن يتاجر الإنسان بالكذب و يشهد الزور ضد شعب مذبوح و مضطهد و مظلوم مقابل دراهم معدودة. فهذا هو زمن السقوط الأخلاقي و الحضاري العربي يتقاذفه الطغاة و المتاجرين و السماسرة و يمدح بعضهم بعضا ، اما طغاة البحرين فهم ينبحون منذ قرنين من الزمن و لكن أما كان للرومي ان تتخلى عن النباح و ترفض السقوط الإنساني و السياسي الذي يغرق فيه آل خليفة منذ أكثر من قرنين؟
ألم تجد تجارة غير دمائنا و خشبة رقص غير أجسامنا؟ أتتلذذ بالمال فوق جراح أبنائنا؟ ألا تعلم بما حل بمساجدنا؟ بأموالنا؟ بأعراضنا؟ بأطفالنا؟ و ما يجري في السجون لنا؟ ألهذه الدرجة رخيصة عندها المبادئ و القيّم؟
ألم تتوقف في هذا الشذوذ من النظام في توزيع الجنسية على الغرباء و المرتزقة، و أنّه و مجرميه لا ينتمون إلى الوطن بل هم محتلون و عصابات إجرام؟
و ألا تعلم أنّ هناك طرق أكثر فائدة للحصول على المال دون الرقص على الجراح و لا استرخاص الدماء تستطيع انتهاجها؟
و أنّه من هذا اليوم ارتبط اسمها بنظام مجرم و بعار النفاق و بجريمة الارتزاق بالدماء و الجروح؟
ألا تدري انّه قد يدور الزمن ثم تتحول هذه الصفقة من البيع و الشراء ببضاعتها المزجاة إلى جرجرة في المحاكم ؟ قال تعالى : " بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون".
و حدها قطرة للتفاؤل في أنّ من تنافقه و تغني له هذه الشؤم لا يبرح طويلا حتى يقع في مزابل التاريخ .. بوش و مبارك ثم آل خليفة.
.................
انتهی/ 101