بسم الله الرحمن الرحیم « لا يحب الله الجهر بالسوء ، من القول الاّ من ظلم و ان الله سميعاً عليماً» النساء 148 جدّد الشيخ يوسف القرضاوي هجومه على الجمهورية الاسلامية الايرانية و حزب الله و الدولة السورية زاعماً ان «ايران ليس لها من الاسلام شيئ ، وهم مشركون بالله!!».
يوماً بعد آخر تنكشف حقيقة نوايا و اهداف هذا الشيخ في عداوته للإيرانيين و الشيعة بأستخدام عبارات بذيئة و مشينة و غير لائقة و التي تؤدي إلى المزيد من إذكاء نار الفتنة الطائفية و المذهبية المقيتة في العالم الاسلامي و العربي و كذلك ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء و زهق الارواح بينما المسلمين كافة بأمس الحاجة اليوم الى الوحدة الأسلامية تجاه المؤامرات الدّولية و نبذ التفرقة و العنف و الارهاب و الاصطفاف صفاً واحداً لمواجهة الكيان الصهيوني و الاستكبار العالمي.
لقد لعب القرضاوي لعبة قذرة في تكريس الفتنة و استفحالها باعطائه الشرعية لذبح المدنيين الابرياء و استمراراً لمنهجه العدواني باصدار فتاوى رخيصة و غير شرعية لايقرها الله و لا الشرع و لا القانون الدولي مناشداً المسلمين في ما ليزيا واندونسيا و السنغال و استراليا و كل البلدان الذهاب للقتال في سوريا.
و في اطار هذا النهج التكفيري التحريضي و الباعث على الكراهية ، اشار القرضاوي الى ارسال قافلة من العلماء الى سوريا للقتال الي جانب المعارضة السورية المسلحة قائلاً انه « يعد الان لارسال اول قافلة من العلماء الاقوياء الاشداء يصلحون للجهاد و القتال و تمثل الأتحاد العالمي لعلماء المسلمين».
لسان القرضاوي مثل لسان الافعي منشق الي شطرين، شطر ساند الثورات العربية وطالب بتدخل الناتو لاسقاط القذافي حيث حلل دمه و افتى في قتله حتى قال أن الرسول لوكان بيننا الآن، لوقف مع الناتو!!! ومثل هذا الكلام قاله لبشار الأسد وهو يسعى لتجيش المسلمين و حتى العلماء للاطاحة به مثلما حلل دم العالم الكبير الشيخ السني و الازهري و مثل دعوته الى الفتنة الطائفية في تحريض المسلمين ضد حزب الله حيث قال للسنة هبّوا لقتال الشيعة في سابقة خطيرة لم تعرفها العلاقة بين الطائفين الكريمتين السنية و الشيعة من قبل.
أما الشق الاخر و الذي لايقل سماً عن الاول يمثله موقف القرضاوي تجاه ما جرى في ساحة التقسيم بتركيا حيث قال في نداء وجهه الى الشعب التركي انه على الاتراك الالتفاف حول اردوغان و عدم الانسياق الى الاطراف الخارجية التي تحاول العبث في تركيا و هو نفس الكلام الذي حاول اردوغان الاختباء وراءه ليسقط كل شرعية مطالب الشارع التركي . ألا يستحي الرجل من هذه المواقف المتناقضة ؟!!!!!! إذ كيف يطالب من اطراف خارجية وعلى رأسها الشيطان الأكبر أمريكا و حلف الناتو لدعم المعارضة السورية للاطاحة بالاسد مثلما اطاحت قبله بالقذافي و يدين الاطراف الخارجية المزعومة في تركيا و يدعو لحماية نظام اردوغان و النظام الطائفي في البحرين و السعودية!!
إن ما يغيب عن ذهن الشيخ الذي بلغ من الخرف مرحلة خطرة أن فتاواه المتناقضة والتي يمكن ان يعتقد البعض انها ليست من الفقه في شيء انها فتاوى ليست بمصلحة الناس و مصالح الاسلام و المسلمين وهذا ما اكره بكثير من العلماء والشخصيات الإسلامية.
ومنذ مدة انفردت وكالات الانباء و المواقع الالكترونية بالكشف عن تفاصيل غرامياته ثم طلاق الشيخ القرضاوي من زوجته الجزائرية أسماء بن قادة بعد أن رفع دعوى قضائية ضدها امام محكمة الاحوال الشخصية في الدوحة بقصد اثبات الطلاق ضدها و رداً على استدعاء المحكمة القطرية للقرضاوي فانه اصيب بحالة اغماء بمجرد استلام الاستدعاء و صاح قلبي .. قلبي .. آه يا قلبي و تخلف عن القاء خطبة الجمعة في مقره في مسجد عمر بن الخطاب و روج عذراً عبر وسايل الاعلام انه طريح الفراش و يعاني من أزمة قلبية في محاولة للتنصل من المثول امام المحكمة للرد على الاتهامات الموجهة اليه من طليقته حيث أكد مقربون من الشيخ انه غضب جداً من تصريحات زوجته السابقة التي كشفت عنها في مقابلة مع صحيفة «الحياة اللندنية» التي قالت فيها «نعم ، الشيخ رفع دعوى لاثبات طلاقه و أنا من جانبي و كلّت محامياً للمرافعة في القضية ، و قالت انها تضررت بشدة من قيام الشيخ بطلاقها عقب ليلة رومانسية أمضاها معها و أنه تركها معلقة من دون حقوق و تركها وحيدة في الدوحة بعيداً عن عائلتها و آهلها دون اعطائها حقوقها الشرعية».
إن من مواصفات يوسف القرضاوي أنه يعلم من اين تؤكل الكتف فقد ادرك جيدا ان الشهرة في العالم العربي لاتحلق بالدعاة الا اذا قترنت فتاواهم بالسياسة و الجنس... فحول القرضاوي برنامجه في قناة الجزيرة الي مبني للمتاجرة بالقضية الفلسطينة و من بعدها بالحرب على افغانستان... ثم العراق و لعب القرضاوي خلال هذة المرحلة على كل الحبال فأمن غطاءاً شرعياً لشيوخ قطر رغم انفضاح علاقتهم السرية مع العدو الصهيوني و الدور الذي لعبوه في الحرب على العراق ثم ناصر الموقف الامريكي فيما يتعلق بالحرب على الارهاب باصدار فتوى تجيز للمسلمين في امريكا بالقتال مع الجيش الامريكي في العراق و افغانستان في حين ظل- خارجياً- يظهر العداء لأمريكا و يدعو الى مقاطعة منتجاتها.
الأمر الذي لا يعلمه الكثيرون عن يوسف القرضاوي هو انه احد الأثرياء القلائل في مصر و هو شريك في عدة بنوك (اسلامية) و لعب دور المفتي المحلل لشركات الاموال التي سرقت اموال المصريين ومدخراتهم فيما بعد حلل القرضاوي هذه السرقات بالقول انها كانت مرابحة قابلة للربح و الخسارة!!
لعب القرضاوي ادواراً مختلفة في قطر تهدد الاستقرار الداخلي فبعد أن وجد القرضاوي أن له تأثيرات كبيرة على الابن الكبير حمد الذي لم يكمل تعليمه المدرسي فهنا باغت القرضاوي الاب خليفة حين اصدر فتوى لابنه حمد بجواز الانقلاب على ابيه و اعتقاله و سجنه بتهمة التشجيع على الكفر باصدار مجلة يترأسها شيوعي. هناك الكثير من الآراء لبعض العلماء عن سبب انحرافه و تذبذبه في الاراء والفتاوى:
1. إن افكار الشيخ القرضاوي المنحرفة قديمة لكنها ظهرت الآن بسبب ماتوفر له من تسهيلات كبيرة من جهات محسوبة على الفضائيات و المؤتمرات و الانترنت و غيرها مما لا يتوفر لأي عالم آخر .. و قد حذر بعض المرجعيات الدينية والشخصيات الاسلامية من هذه الفتاوى و الأراء الشاذة من امثال «المحدّث ناصر الدين الألباني» و«الشيخ ابن جبرين» و«الشيخ سلمان العودة». 2. إن الشيخ القرضاوي يتسرع في الاجابة في المسائل المعضلة التي تتطلب الاناة و التروي و المدارسة الجماعية و هو كثيراً ما يفتي بالراي بدون علم و لا تأن ولعل هذا من اسباب كثرة التناقضات في فتاواه ، فلا تجد عنه فتوى الا وقد افتى بنقيضها.
3. الشيخ بعد خروجه من مصر و استقراره في نعيم حكام قطر و بذخهم عليه فلم يعد من الممكن عليه مخالفتهم في القضايا المصيرية فرجع عن كثير من افكاره مثل تكفير من لا يحكم بما انزل الله و قضايا الجهاد و قضايا الولاء و البراء و غير ذلك.
اسلوب القرضاوي :
1. التحبب لعامة الناس بمحاولة تقليص المحرمات و تسهيل التكاليف باكبر قدر بما يسميه (فقه التيسير) و لذلك تجد آراء تتفق مع أهواء العامة في الغالب فيما اعطته شعبية في بعض الاوساط و لذلك تجده يتودد لجميع التيارات و الفرق . 2. الاعتماد على آراء الفقهاء و هذا ناتج عن قلة البضاعة العلمية في علم الحديث والاصول و عدم التميز بين صحيحه و سقيمه ـ مما يجعلهم يحتفون بها اكثر من احتفائهم بالنص فتراهم احياناً يتبعون شواذ الاقوال و سقطها.
3. التأثر ـ و لو من بعيد ـ بفكر المتكلمين الذين يرون تقديم العقل علي النص في حالة التعارض- حسب زعمهم- كما هو عند المعتزلة مما نتج عنه سقوط هيبة النص عند قطاع عريض منهم.
4. الانهزام النفسي امام الانفتاح الحضاري المعاصر على الغرب مما يجعل بعضهم يستحي من بعض احكام الاسلام فيبحث لها عن تأويلات و تعليلات قد تكون باردة في اغلب الاحيان و ذلك خوفاً من طعن الغربيين في الاسلام و حرصا علي مصلحته . من جملة فتاواه الشاذة :
1. جواز السباحة في مسبح مختلط مع النساء شرط ان يحاول غض البصر عن النساء .
2. اباحة سماع الغناء حيث أنه لايرى صوت المرأة عورة في حد ذاته لكنه عورة حين يراد به الاثارة و التمييع (حسب اعتقاده).
هنا نتساءل كيف تدعون الي الجهاد في سوريا و لا تدعون من قبل الي الجهاد في فلسطين؟ وتستغلون الدين و المفاهيم الاسلامية العظيمة لتسوقوها في سياق ما يخدم المشروع الامريكي- الاسرائيلي دون آن تأخذوا بعين الاعتبار مصالح الأمة الاسلامية وتستنجدون بالمعونة الامريكية الغربية لضرب مصالح الدول الاسلامية كما فعلتم من قبل و طلبتم من الناتو ضرب ليبيا .انها الفتنتة بعينها و كما يقول الرسول (ص): «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها» دون مراعاة لدماء المسلمين و حقن دماء المسلمين و الازمة الاسلامية.
..................
انتهی/ 101