وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ـ ابنا ـ قال «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة (19/07/2013) بجامع "الإمام الصادق (ع)" في "الدراز" ان "نحن ندين ارهاب السلطة وأساليب العنف التي تمارسها قد فرغت جهات معنية من توثيقها ومنها لجنة تقصي الحقائق المشكلة من السلطة ومؤوسسات دولية ومحافل دولية ملزمة كلمتها، وندين أي اسلوب أو أي مستوى من مستويات الارهاب والعنف لو صدر من اي جهة من الجهات الشعبية، من موالاة ومعارضة".
وأضاف "مما يتوجب استنكاره هذا التهديد والوعيد والتخويف بلغة الحديد والنار عند اطلاق أي كلمة حرة وأي صوت يذكر حق الاحتجاج والتظاهر السلمي البعيد عن العنف وهذا ما عليه السلطة ووسائل اعلامها، والا فماذا هذه الحملة المكثفة ضد «سماحة الشيخ علي سلمان»، وهو الذي دعا للسلمية في كل اعتصام ومسيرة ورعاية المصلحة الوطنية وعموم المواطنين؟ أمثل هذا يهدد؟ أليس من الظلم؟".
وفيما يلي نص الخطبة الثانية لسماحته:
المعارضة ومواقف ثلاثة:
فرضك لوجود معارضة لأي وضع سياسي يشكو منه شعب أو أمة هو فرضة لأكثر من صورة من صور المعارضة، وهي المعارضة القلبية، والمعارضة الناطقة السلمية، والمعارضة الناطقة المعتمدة على العنف.
أما المعارضة المعتمدة على العنف نحن ضدها ودعوتنا متكررة لتجنبها والابتعاد عنها.
والحراك الشعبي هنا وواقعه الاجمالي لم يقع على هذه المعارضة في أي يوم من الأيام وأريد له ولا زال أن ينأى بنفسه بعيداً عن هذه الأساليب وبصورة دائمة عن العنف والارهاب وهو ثابت على خيار السلمية وندعوه للصبر عليه رغم مرارة ما يجري.
وبقيت صورتان من المعارضة، المعارضة السلبية الصامتة، والمعارضة السلمية، الأولى لا تعني معارضة، بل ألماً في الداخل ويعانون من أزماته، واطلاق المعارضة عليه ليس على نحو الحقيقة ولا أثر لهذا اللون من المعارضة الا ما يكون من حماية النفس من الاسهام الفعلي والمشاركة الايجابية في الظلم ممارسة وانتشارا.
ونأتي للمعارضة الناطقة السلمية فهي معارضة يقرها الدين وكل دستور وهي محل اعتراف من السياسة المحلية القائمة على المستوى النظري من خلال حق التظاهر السلمي، ولم يبقى شيء الا وهو مع حق المعارضة السلمية وتثبيته.
وعليه فممارسة هذه الصورة من المعارضة هي ممارسة لحق سياسي مسلم على كل المستويات وحسب المرجعيات كلها، وهذا النوع من المعارضة لابد منه لمن عانى من أوضاع فاسدة ودفعته الضرورة لطلب اصلاحها، ولا أولى من المألوم في اعلان ألمه، ومن المظلوم لدفع مظلوميته، وليس بعد التخلي عن هذه الصورة من المعارضة الا الاستسلام، وفقد الحقوق.
وتقدير الشعوب المضطهدة وهو تقدير دقيق أنها اذا لم تأخذ بإعلان ظلامتها والتحرك السلمي لاصلاح الوضع والخروج من المأزق الذي يسببها له الظلم فإنها تفتح له المجال، اذا لم أنكر الظلم، اذا لم أقل كلمة في وجه الظلم.. الشعب الذي يسكت على الظلم فهو يفتح المجال للظلم بأن يبلغ مداه، وفي هذا سقوط الأوطان ودمار الشعوب والامم.
من الخيانة للأوطان والأمم والانسان والشعوب أن تسكت الشعوب على ظلمها لتقول له استمر، دمر ما اشتهت أن تدمر.
ولا يمكن لآنسان مسلم يرى في الاسلام مرجعية، ولا لصاحب ضمير حي، أو حس وطني، أو انسان على حالة من الاستواء أن يختار لشعب أو أمة أن تسكت على زحف الظلم حتى يأتي على يابسها ورطبها.
ومن منطلق المعارضة السلمية المشروعة التي يقع فيه الكثير من السلطات وكونها حقاً سياسياً مسلماً عند الجميع، ومنطلق ضرورة الاصلاح فنحن مع هذه المعارضة واستمرارها شرط التقيد بسلميتها والتقيد بالاصلاح المنسجم مع حق الشعب، ومستوى شعبنا عظيم وحقه رفيع.
ونحن في الموقف المجانب بكل صدق وصراحة، لأساليب العنف والارهاب، كان هناك تهويل من السلطة أو افتعال أو لم يوجد، ودعوتنا لشعبنا الكريم أن يتنجب العنف والارهاب وهو لم يعدل عن ذلك أبداً.
نحن ندين ارهاب السلطة وأساليب العنف التي تمارسها قد فرغت جهات معنية من توثيقها ومنها لجنة تقصي الحقائق المشكلة من السلطة ومؤوسسات دولية ومحافل دولية ملزمة كلمتها.
وندين أي اسلوب أو أي مستوى من مستويات الارهاب والعنف لو صدر من اي جهة من الجهات الشعبية، من موالاة ومعارضة.
وهذا لا يعني أبداً أن نوقع على صحة روايات السلطة في العنف والارهاب بعد انكشاف بطلان الكثير منها، وتوقيتاتها.
.. هل هناك قرآن آخر غير هذا القرآن؟ أخبركم قرآن لا يناقش؟ لا يعرض على الواقع، اعفونا من هذا الطلب..
ومع ادانتا لكل الظلم والعدوان وأساليب العنف فإننا ندين كذلك ملاحقة التحرك السلمي المطالب بالحقوق ومعاقبة المشاركين فيه واستخدام كل الأساليب في اخماده، وتلك جريمة من جرائم الحكومات المتسلطة بقوة الحديد والنار.
ومما يتوجب استنكاره هذا التهديد والوعيد والتخويف بلغة الحديد والنار عند اطلاق أي كلمة حرة وأي صوت يذكر حق الاحتجاج والتظاهر السلمي البعيد عن العنف وهذا ما عليه السلطة ووسائل اعلامها، والا فماذا هذه الحملة المكثفة ضد سماحة الشيخ علي سلمان، وهو الذي دعا للسلمية في كل اعتصام ومسيرة ورعاية المصلحة الوطنية وعموم المواطنين؟ أمثل هذا يهدد؟ أليس من الظلم؟
لو كان المتبع هو الحق، وكانت القوانين مطبقة، ومنظور للمواطنين بعين المساواة لما كان شيء من هذه الحملات الشرسة والارهاب الاعلامي ضد هذه الأصوات المنادية بالاصلاح من خلال العمل السلمي ولأسكتت السلطة كل الأصوات على هذا المستوى ولكنت العقوبة القانونية لمن يستهدفهم بالتحريض والافتراء المستمر.
نحن ندين أي تفجير يحصل فعلاً، ومن أي جهة، ولأي غرض، وندين ما دون التفجير بمراتب، وندين كل صور الارهاب والعنف من ممارسة السلطة أو أي جهة شعبية موالاة كانت أو معارضة.
ونعتبر بأن الاستكبار على الاصلاح وتأخيره كذلك جريمة في حق الدين والوطن والمواطنين، وكل الوضع لا يسوغ أن الاستمرار فيها.
ولي طلب لمن قرأ جرائد الأمس، في نسبتها لي بأني دعوت للعنف في كلمة لي أمام عوائل الشهداء في "سار"، ليقف على كلمتي ويقارن بين ما كتب وما دعوت له، ليتبين له الصدق من الكذب، والحق من الباطل، ومن هو الداعي للسلم، ويرى من هو الحريص على الجميع.. ولا اطلب من أحد المزيد.
................
انتهی/212