وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الثلاثاء

٩ يوليو ٢٠١٣

٧:٣٠:٠٠ م
439271

رسالة شدیدة اللهجة من "أختري" إلی "القرضاوي" دفاعاً عن الإسلام والمقاومة وحزب الله

أن الذي يغرر به بهذه السهولة ليس من المستبعد أن ينقلب غداً على أصدقائه الجدد كما فعلت اليوم لعدم بصيرتك و نضجك و إن تصريحاتك الأخيرة تدل علي تذبذبك في إطلاق الفتاوى والمواقف المبدئية على الساحة الإسلامية./ انه من العيب يا شيخ أن تصف حزب الله والمقاومة الذين يحاربون و يقارعون الكيان الصهيوني الغاصب بأنه حزب الطاغوت وحزب الشيطان و تصف السيدحسن نصرالله قائد المقاومة الاسلامية الشجاع والمجاهد الذي كان ولا يزال فخراً و عزاً للمسلمين والعرب بكلمات نابية لا يليق بإصدارها من أمثالك.

وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ أرسل الأمین العام للمجمع العالمي لأهل البیت(ع) رسالة مفتوحة إلی «الشیخ یوسف القرضاوی» انتقد فیها بشدة ازدواجیته في اتخاذ المواقف تجاه قضایا إسلامیة وسیاسیة.

وأبدی «الشیخ محمدحسن أختري» في رسالته استغرابه وشجبه للتصريحات والمواقف السلبية للقرضاوی وکتب: ستؤدي هذه المواقف في نهاية المطاف الى المزيد من إذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية المقيتة في العالم العربي والاسلامي و ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء وزهق الأرواح، بينما المسلمين كافة بحاجة ماسة اليوم إلى الوحدة الاسلامية أمام المؤامرات الدولية و نبذ التفرقة الطائفية والعنف والارهاب والاصطفاف صفاً واحداً لمواجهة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي.

وکتب أختری حول تصریحات القرضاوي بأن مشايخ السعودية كانوا انضج منه و أبصر: لا يخفى أن الذي يغرر به بهذه السهولة ليس من المستبعد أن ينقلب غداً على أصدقائه الجدد كما فعلت اليوم لعدم بصيرتك ونضجك وإن تصريحاتك الأخيرة تدل علي تذبذبك في إطلاق الفتاوى والمواقف المبدئية على الساحة الإسلامية.

وفیما یلي نص هذه الرسالة الهامة:

بسم الله الرحمن الرحيم

( ولن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصير) البقرة 120

سماحة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

تحية طيبة وبعد؛

مع شديد الأسف إطلعنا على تصريحاتك التي أطلقتها في الدوحة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله وأمينه العام «السيدحسن نصرالله» والنظام السوري والطائفة العلوية باستخدام عبارات بذيئة و مشينة وغير لائقة؛ لذلك فاننا نبدي إستغرابنا وشجبنا لمثل هذة التصريحات والمواقف السلبية التي نري بانها ستؤدي في نهاية المطاف الى المزيد من إذكاء نار الفتنة الطائفية والمذهبية المقيتة في العالم العربي والاسلامي و ستؤدي الى المزيد من سفك الدماء وزهق الأرواح، بينما المسلمين كافة بحاجة ماسة اليوم  الى الوحدة الاسلامية أمام المؤامرات الدولية و نبذ التفرقة الطائفية والعنف والارهاب والاصطفاف صفاً واحداً لمواجهة الكيان الصهيوني والاستكبار العالمي.

كما علمنا الباري تعالي في محكم كتابه العزيز قائلا : (ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران 105

أن ما جرى ولا يزال يجري في العالم الاسلامي والعربي من جرائم القتل والترويع و إستهداف المساجد و أماكن العبادة و ماجرى من قتل العلماء والمصلين من أمثال العالم الرباني الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي و كذلك تخريب و تدنيس  مقام الصحابي الجليل الشهيد «حجر بن عدي الكندي» في منطقة عذراء بسوريا و نبش قبره بطريقة تجاوزت كل حدود الشرع والانسانية، و قبل ذلك الاعتداء السافر على قبور و مراقد أهل البيت(عليهم السلام) في العراق و مراقد الأولياء الصالحين في بعض الدول الافريقية والإسلامية و إضرام النار فيها و إحراق المصاحف الشريفة و آلاف الكتب القيمة و ما جرى أيضا من إستهتار و مهانة للقيم الدينية والانسانية و إعتداءات صارخة، كل ذلك جاء تارة بسبب صمتك وعدم تنديدك و إستنكارك بمن يمثل حتي بأجساد الأبرياء و إستئصال قلوبها و إخراجها من الجسد و لعقها، و تارة‌ أخرى تأتي هذه الاعتداءات بعد حملات يقودها أمثالك بإستصدار الفتاوي الرخيصة التي تعطي الشرعية‌ لهؤلاء الارهابيين والتكفيريين لإرتكاب مثل هذه ‌الجرائم البشعة والبعيدة كل البعد عن الانسانية والأخلاق الإسلامية.

و مع شديد الأسف فإن أعداء الاسلام والمسلمين قد إستخدموا وإستغلوا من تصريحاتك و فتاواك جسراً لمصالحهم و ظلمهم و طغيانهم فهل لا تأملت و دققت النظر في سبب تدخل الدول الاوربية و أمريكا والدول العميلة في الدول الاسلامية و شن الحروب المدمرة من جهة، و قمع الشعوب المظلومة والمستضعفة في البحرين والسعودية من جهة أخرى.

لقد إدعيت في تصريحاتك الأخيرة بأنك (ظللت لسنوات تدعو للتقريب بين المذاهب و سافرت الي ايران، و إدعيت بأنه تم الضحك عليك وأن المتعصبين والمتشددين في إيران يريدون أكل أهل السنة)، بينما العالم يجمع بأن أبناء الطائفة السنية يعيشون مع أخوانهم الشيعه في الجمهورية الإسلامية في إيران في أعلى قمة من السلام والوئام والمودة والمحبة و ما تشهده إيران من وحدة إسلامية قل نظيرها في العالم العربي والإسلامي.

وقلت: (بان مشايخ السعودية كانوا انضج مني و ابصر لانهم عرفوا هولاء علی حقيقتهم).

ولا يخفى أن الذي يغرر به بهذه السهولة ليس من المستبعد أن ينقلب غداً على أصدقائه الجدد كما فعلت اليوم لعدم بصيرتك و نضجك و إن تصريحاتك الأخيرة تدل علي تذبذبك في إطلاق الفتاوى والمواقف المبدئية على الساحة الإسلامية.

و هنا ينبغي التنوية الي أن حزب الله لم يقم في أي يوم من الايام باستهداف السنة بل شاركهم في حربهم ضد الصهاينه الغزاة و حقق إنتصاراً تاريخياً مع حركة حماس والجهاد الاسلامي السنية بحيث لم يتمكن حكام الدول العربيه المتخاذله تحقيقها منذ عقود.

كما تأتي دعوتك التحريضية في حين أن الجهود جارية لحل الأزمة السورية سلمياً لكن أمثالك من الذين أصبحوا من الذين يؤججون نار الفتنة و أتون الحرب و يعملون خلافاً لقول الله عز وجل في الآية الكريمة (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يحب المقسطين) الحجرات 9.

إن تصريحاتك التحريضية و إتهاماتكم ضد الآخرين تخدم مصالح أعداء الإسلام و تخدم الأفكار الظلامية التكفيرية التي تكشفت بوضوح للجميع، و من المؤسف فإنك معروف في الأوساط العلمية والشعبية بأرائك و فتاواك المتقلبة المتذبذبة كالحرباء التي لا تستقر على لون معين.

انه من العيب يا شيخ أن تصف حزب الله والمقاومة الذين يحاربون و يقارعون الكيان الصهيوني الغاصب بأنه حزب الطاغوت وحزب الشيطان و تصف السيدحسن نصرالله قائد المقاومة الاسلامية الشجاع والمجاهد الذي كان ولا يزال فخراً و عزاً للمسلمين والعرب بكلمات نابية لا يليق بإصدارها من