ابنا: وشهد اللقاء حضوراً واسعاً من آباء وأمهات وأهالي الشهداء والشهيدات في البحرين، الذين قضوا على طريق المطالبة بالعزة والكرامة والحرية، وذلك في صالة الغدير بمنطقة سار مساء أمس الثلاثاء 2 يونيو 2013.
وأكد اللقاء على استمرار المطالبة بالقصاص من القتلة والمجرمين ممن سفكوا الدم البحريني لأجل الدفاع عن مصالح ضيقة في قبال مصلحة وطنية عليا تتمثل في الإنتقال بالوطن نحو آفاق العزة والديمقراطية وإنهاء التسلط والإستبداد.
وأكد الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ "علي سلمان" في اللقاء مع عوائل شهداء البحرين، بأن قضية الشهداء لها خصوصيتها وتتقدم على الكثير من القضايا، فهي انتهاك من لأبشع أنواع الحقوق، وهذه قضية كبيرة جداً.
فقضية الشهداء مسؤولية كبيرة لدى الجمعيات، وعوائل الشهداء تتحمل مسؤولية هذه القضية أيضاً، وكعوائل شهداء لا بد أن نقدم أهداف الشهداء ونحييه.
وقال أن الشهداء مضوا في قضية حق، ما دافعوا عنه في عقد التسعينات وما قبل ذلك في السبعينات والثمانينات وفي هذه الثورة منذ 2011 هي قضية حق، وهم مضوا على هدى وحق، فنحن مأمورون بأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وقد خرجنا نطالب بحقوق عادلة.. فهمنا الديني والوطني أن هؤلاء يمضون على خير وأنهم شهداء في عين الله.
وتابع: "لا بد من الرحيل، إلى كل الأعمار لا بد من الرحيل، الطفل، الشاب الكبير الصغير، هذه سنة الحياة، كيف يرحلون، وعلى ماذا يرحلون؟ من يمضي في هذه الحياة، يُقتل، يُقدم روحه في سبيل الله سبحانه وتعالى هذا كرّمه الله واختاره.. شرفكم الله بأن اختاركم وخصّكم بهذا الشرف والفضيلة".
وخاطب أسر الشهداء بالقول: "اهتمامكم هو الرافعة الأكبر في استمرار قضية الشهداء وصولاً لإثمارها وتحقيق المطالب التي سقطوا من أجلها، وثمارها أيضاً أن يقتص من قاتليهم. لابد أن لا تهدأ عوائل الشهداء حتى يتم الكشف عن القتلة وتقول هذا قاتل".
وأردف: "جمعية الوفاق في خدمتكم وما ترونه في مصلحة قضية الشهداء نحن مستعدون للتعامل معكم وصولاً للاقتصاص من قتلة أبنائكم".
ولفت إلى أن جمعية الوفاق لديها دائرة خاصة بالشهداء من قبل هذه الثورة، منذ أن تأسست الجمعية، والوفاق بأكملها في خدمة أسر الشهداء، وليس لدينا شئ خاص نفرضه على أسر الشهداء، أنتم تضعون ما يناسبكم ونحن نخدمكم.
وقال: "أنتم اليوم أصبحتم قدوة لدى الناس، كبار وصغار الناس تنظر لكم بهذه الطريقة، وحتى في الجانب السياسي أصبح لديكم دور كبير، فليست مسألة عادية أن يتقدم آباء الشهداء المسيرات، ونشد على أيديكم وعلى استمراركم".
وتضمن اللقاء كلمة ارئيس دائرة الشهداء بجمعية الوفاق السيد "محمد الغريفي" أكد فيها على أن اللقاء يأتي على أمل النصر من عند الله، وتخليد هذه الدماء الطاهرة والفتح الكبير الذي يعد الله به المستضعفين في الأرض، من خلال هذه الدماء الزكية.
وقال أن الشهيد ليس ملكاً لأحد، إنما هو ملك لله سبحانه وتعالى، ولا نقبل بأي شكل من الأشكال أن يُتاجر بدماء الشهداء فهي أمانة، ولا بد أن نحفظ أمانة دماء الشهداء من خلال الحضور الدائم في الساحات. مشدداً على أن الحضور الدائم لأسر الشهداء في كل المسيرات والاعتصامات يعني أن دم الشهيد باقٍ وهو الذي سيغيّر المعادلة.
ولفت الغريفي إلى أن دائرة الشهداء بالوفاق تعمل من أجل حفظ الدماء الزكية وعلى أن يكون الشهيد حاضراً في وعي الأمة، وأن يكون تاريخ الشهيد حاضراً في كل المحافل، وشعب البحرين لديه ثقافة راقية جعلت من الشهداء حاضرون في كل المحافل.
واستدرك بقوله: "من الجناية أن نؤطر الشهيد في بُعد واحد، ونحجّم دوره في بعد واحد، فهو يتحرك في كل الأبعاد، في البعد السياسي والاجتماعي والروحي والأخلاقي، فتأطير الشهداء في زاوية محددة جناية".
وأوضح الغريفي: "سيبقى دم الشهيد يلاحق الجناة ليقتصّ منهم، وسيبقى خالداً ومنتصراً على الطواغيت في هذه الأرض لأنه بعين الله، وما كان لله لا يمكن أن يغيب في يوم من الأيام".
وخاطب أسر الشهداء قائلاً: "نحن اليوم أسرة واحدة نحمل الهمّ المشترك والمعاناة المشتركة، والفرح المشترك، والحزن المشترك لأننا أصحاب قضية وحق، لا يمكن أن نتنازل عنه طال الزمان أم قصر".
.................
انتهى / 232