وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الاثنين

٢٤ يونيو ٢٠١٣

٧:٣٠:٠٠ م
433709

رسالة الشیخ الصافى إلی الأزهر:

لیست البربرية ببعيدة من الجهلة التكفيريین ولکن العجب من مصر / اشکو إلی الله الوضع الذي يعيشه المسلمون

ألم تشاهدوا ولم تسمعوا الفتاوى التى يصدرها علماء الوهابية كل يوم؟ والتى تخالف للشرع وتحرض على إراقة دم المسلمين الأبرياء وتنكيلهم؟ ... ألا ترون صور قتل الأطفال الأبرياء والسيدات ولا تشاهدون في وسائل الإعلام ما مدى فجاعة الظلم الذي يقع على الناس بلا ذنب، الذين أصبحوا ضحية التكفيريين والمجرمين، ثم يصوّرون فعلهم الشنيع هذا ليعرضوه للعالم؟

وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ بعد قيام مجموعة تكفيرية ضالة بقتل خمسة من الشيعة المصريين وذلك بطریقة بشعة، نشر «سماحة آية الله العظمی الشیخ الصافى الکلبايکاني» رسالة مفتوحة إلی علماء الأزهر الشریف.

وجاء في رسالة هذا المرجع الديني الشيعي: "ان هذا الفعل الشنيع البربري الذي يغاير ويتضارب مع الإسلام وفطرة الانسان ليس ببعيد من هؤلاء الجهلة المجرمين التكفيريین؛ ولکن الغريب في الأمر أن تقع مثل هذه الجريمة الشنيعة في بلد كـ "مصر" التي تحتضن جامعة كبيرة لها تاريخ طويل في العالم الاسلامي وتصدح بالعلوم الدينية والأخلاق الحميدة للنبي محمد صلى الله عليه وآله".

کما أعرب الشیخ الصافي عن شكره لشيخ الأزهر على إدانته للجريم البشعة، قائلا: "نحن نثمن إدانتکم هذا الفعل المنكر القبيح ضد الإنسانية؛ ولکن الإدانة وحدها لا تكفي، لأنکم مسؤولون أمام الدين الحنيف، ومسؤوليتكم اليوم أكبر من الماضي".

وتساءل مخاطباً علماء الأزهر: "هل ترون الفتاوى التى يصدرها علماء الوهابية كل يوم، والتى تخالف للشرع وتحرض على إراقة دم المسلمين؟ ... ألا ترون أن هذه مؤامرة من أعداء الإسلام؟ ... ألا ترون صور قتل الأطفال الأبرياء والسيدات؟".

وفیما یلي نص هذا الرسالة الهامة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَ مَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَميد)

علماء الأزهر الشريف المحترمون!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر استشهاد «العلامة الشيخ حسن شحاتة» بصورة بشعة وهمجیة، وسحل جثمانه الطاهر في شوارع القرية والتنكيل بها على أيدي مجموعة تكفيرية جاهلة ومنحرفة من الدين الذین شوهوا صورة الدین الإسلامي الرحیم وأظهروه بشکل قبيح وعنيف وما يخالف فطرة الإنسان والإسلام.

يمكن القول بان هذا الفعل الشنيع البربري ـ الذي يغاير ويتضارب مع الإسلام وفطرة الانسان ـ ليس ببعيد من هؤلاء الجهلة المجرمين، لأن هذه المجموعات التكفيرية لاتقوم بهذه الأعمال الإجرامية في مصر فسحب، بل تفعلها وتكررها وتسلب الأمن والأمان من المسلمين في جميع البلدان الاسلامية؛ ولکن الغريب في الأمر أن تقع مثل هذه الجريمة الشنيعة في بلد كـ "مصر" التي تحتضن جامعة كبيرة لها تاريخ طويل في العالم الاسلامي وتصدح بالعلوم الدينية والأخلاق الحميدة للنبي محمد صلى الله عليه وآله تفتخر بتقديمها للعالم على مدى قرون؛ فعلى الأزهر الشريف أن يقوم بأعباء المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه.

أيها العلماء الکبار!

نحن نثمن إدانتکم هذا الفعل المنكر القبيح ضد الإنسانية؛ ولکن الإدانة وحدها لا تكفي، لأنکم مسؤولون أمام الدين الحنيف، ومسؤوليتكم اليوم أكبر من الماضي.

ألم تشاهدوا ولم تسمعوا الفتاوى التى يصدرها علماء الوهابية كل يوم؟ والتى تخالف للشرع وتحرض على إراقة دم المسلمين الأبرياء وتنكيلهم؟

ألا تظنون ان الأمر يُحاك ويُدبّر من قبل اعداء الاسلام، الذين ينعمون في بلدانهم بالأمان والراحة، والمسلمون مختلفون فيما بينهم يقتل بعضهم بعضاً؟

ألا ترون صور قتل الأطفال الأبرياء والسيدات ولا تشاهدون في وسائل الإعلام ما مدى فجاعة الظلم الذي يقع على الناس بلا ذنب، الذين أصبحوا ضحية التكفيريين والمجرمين، ثم يصوّرون فعلهم الشنيع هذا ليعرضوه للعالم؟

هلموا وهبوا في سبيل الله تعالى وابذلوا كل ما بوسعكم من الطاقات المعنوية والدينية فقوموا بفعل عاجل، وغداً  یفوت الأوان.

هذا فيجب على علماء الإسلام بأجمعهم أن يوحّدوا مرة أخرى صفوف المسلمين وأن يدعوهم إلى كلمة تجمعهم عليها وأن تضعوا الآية الكريمة صوب أعينهم: «وَ لَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ...» .

تعالوا نُظهر الإسلام العزیز للعالم بأنه دين الرحمة والسمحة والشفقة والحب؛ الدين الذي جاء لأجل سعادة الإنسان وكرامة البشریة.

تعالوا لنظهر للعالم ان دستورنا هو القرآن الكريم، ونحن نعتقد ونؤمن بهذا الكتاب السماوي، ونودّ ان نبلغ معارف هذا الكتاب إلی العالم کله التي تضمن السعادة للبشر.

يجب عليكم ان تطالبوا من قادة الدول الاسلامية ان يضعوا الخلافات والتشذرم والفرقة العمياء جانباً، وان يستسلم الجميع لما جاء في القرآن الكريم.

وفي الختام، بقلب مفعم بالحزن والألم اشکو إلی الله القادر المتعال هذا الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم، وادعوه أن يمّن الكرامة الضائعة والعزة السابقة على المسلمين، وينتقم أعداء الاسلام ويخذلهم أجمعین.

لطف الله الصافي

16 شعبان المعظم 1434

........................

انتهی/ 232 ـ 101