ابنا: افتتحت، يوم امس الاثنين في مكتب منظمة "ريدرس" المدافعة عن حقوق الإنسان في لندن، فعاليات أسبوع مناهضة التعذيب الذي يصادف يوم 26 يونيو/حزيران من كل عام، بدعوة من تكتل المعارضة البحرينية في لندن، وبحضور أهالي بعض القادة والرموز البحرينيين المعتقلين وسياسيين وناشطين ومنظمات دولية.
وبداية تحدث السيد «كيفن» من منظمة ريدرس في مداخلته عن التعذيب الممنهج في البحرين، فأكد أنه لم يكن وليد اللحظة بل له تاريخ، مطالبا برفع الحصانة عن المعذبين ومحاكمتهم. وأكد أن "الهدف من الاجتماع هو الخروج بنتيجة وآلية حول كيفية الضغط على السياسة البريطانية من أجل تغييرها تجاه حقوق الإنسان في البحرين".
من جهته، روى المحامي «محمد التاجر» في مداخلته استهداف النظام البحريني له بسبب علاقته بالرموز وتفاصيل تعذيبه في السجن، مشيرا إلى تعرض كل من الناشط الحقوقي المعتقل «عبد الهادي الخواجة» والرمزين «حسن مشيمع» و«الشيخ محمد حبيب المقداد» (برويز) ورئيس جمعية المعلمين البحرينية «مهدي أبوديب»» للتعذيب الشديد.
وذكر أن "القضاء لم يراعِ وضع المعتقلين وكيفية أخذ الاعتراف وعدم إعمال الإجراءات لينال المتهم حقه في الدفاع".
من ناحيته، روى عضو "منتدى البحرين لحقوق الإنسان" «فلاح ربيع» قضيته وتعذيبه في المعتقل وإرغامه على التوقيع على إفادة الاعتراف التي أخذت تحت التعذيب، لافتا إلى أن الضابط المسئول عن تعذيبه كان الأردني «عيسى المجالي»، مؤكدا أنه "لا فرق بين ما قبل أو بعد تقرير بسيوني فالتعذيب مستمر".
وتحدثت زوجة الأمين العام لجمعية "وعد" «فريدة غلام» عن قضية الرموز كسياسيين وقاده دينيين ومدافعين عن حقوق الإنسان والتهم الموجهه إليهم، فشددت على أن قضيتهم واضحة بالدليل واضحه لكل المتابعين وحكموا بسبب تعبيرهم عن رأيهم فقط. وأشارت إلى تعرض الرموز الاستهداف الطائفي والإيذاء بالسب والتحقير لطائفتهم، موضحة "(زوجها) ابراهيم شريف (المعتقل) كان يقول إنه لم يستهدف بالشكل الذي استهدف الاخرون من الرموز لأنه سني".
وشددت على أنه "لا وجود لإصلاحات بل زيادة في التعذيب والانتهاكات، وأن جميع الإصلاحات وتوصيات وبسيوني هي غير حقيقية بل عمل إعلامي لا وجود له على أرض الواقع".
ثم عرض شهادة مسجلة عن الرموز في البرلمان البريطاني لمساعد وزير الخارجية البريطانية لشئون الشرق الأوسط «ألستر بيرت» الذي رأى أن اعتقال الرموز ومحاكمتهم "ليست لها اتصال بحرية التعبير بل بقضايا أخرى".
وتحدثت «خديجة الموسوي» زوجة عبد الهادي الخواجة عن تفاصيل اعتقال زوجها حيث كسر عناصر الأمن "جميع الأبواب وبعضهم كان لا يتحدث العربية بل الانكليزية باللكنة الأميركية، مؤكدة أن محامي زوجها لم يتعرف عليه لما لحق به من تعذيب أدى إلى تشويه وجهه، معتبرة أن ما حدث لعائلتها "بسيط مقارنة بما يحدث لشعب البحرين".
كما روت الموسوي تفاصيل اعتقال وسجن الناشطة الحقوقية «زينب الخواجة» وتفاصيل فصلها هي شخصيا، متسائلة "لماذا ألستر بيرت يقول إن الرموز السياسيين حوكموا بقضايا أخرى غير حقهم في التعبير"، متوجهة إلى بيرت القول "تقول إن البريطانيين (الحكومة) برغم عملهم (في مجال) حقوق الإنسان وحثهم الشعوب والحكومات على ذلك، ما زالوا يدعمون أنظمه تنتهك حقوق الإنسان كما في البحرين".
وبعدما روت «مريم أبوديب» ابنة نقيب المعلمين تفاصيل اعتقال وتعذيب والدها منذ لحظة الاعتقال والمحاكمة والمعاملة السيئة التي يتلقاها في السجن، مشيرة إلى تدهور حالته الصحية في ظل غياب تام للرعاية الصحية.
وذكرت مريم أن والدها تم إلقاؤه من فوق المبنى، بعد أن تمكنت الشرطة التي كانت تستهدفه من اعتقاله، وأنه تعرض لأنواع متعددة من التعذيب، فيما تستمر جميع هذه الانتهاكات في البحرين.
وبعد ذلك قال المدون البحريني «علي عبدالإمام» في مداخلته "ربما تتخيل التعذيب لكنني عشته وأستطيع إحساس هؤلاء من يتم تعذيبهم. النظام ليس الوحيد الذي يحمي القتلة والمعذبين بل أيضا المجتمع الدولي الذي يحمي النظام".
ثم أكد رئيس "حركة أحرار البحرين الإسلامية" «سعيد الشهابي» في مداخلته أن الملك أسقط جنسيات البحرينيين جنسيتهم بمن فيهم هو وأعطى الجنسية لبريطانيين واستثمر في بريطانيا، وأعطى عقود لشركات بريطانية من ضمنها شركه يملكها الأمير «تشارلز».
ثم تحدث «علي مشيمع» عن قضية والده «حسن مشيمع»، فأشار إلى ان والده التقى مع الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» في لندن "وحاول النظام البحريني رشوة والدي ولكنه رفض، ولذلك تم استهداف العائلة وتلفيق التهمة لها".
وأضاف "الانتقام لم يقتصر على الوالد وهناك شهداء من عائلتنا وبعضنا مازال في السجن والبعض مهجر"، فـ"على المستوى الشخصي حكمت في قضايا عدة 30 سنة وسحبت جنسيتي وما زالت هناك قضايا ملفقه ضدي"، مؤكدا أنه والده "يمارس عليه تعذيب جسدي ونفسي ويحرم من العلاج والزيارة".
وأضاف "لدي الوالد الآن شبه شلل في اليد، يمنع من الزيارة بسبب عدم ارتداءه زي السجن، يحتاج عمليه بشكل سريع. وبسبب التعذيب أجريت له عمليه في الأذن العام الماضي".
وأردف "حسن مشيمع ينطلق في عمله من روح حقوق الانسان الذي نصت عليه الامم المتحدة لكن هدا النظام لا يستجيب إلى مطالب الشعب. أنا شخصيا تالمت كثيرا لتفاصيل تعديب والدي ولو أن خبر استشهاده جاءني لكان أهون من تفاصيل إهانته وتعذيبه ولا يمكن أن أنسى ذلك. بحسب نشاط والدي وخبرته مع النظام فإن هذا الأخير عصي على الإصلاح".
وإذ أوضح "النظام في البحرين لا يسمع بل يتحدى ويكابر برغم تقارير حقوق الانسان"، قال "عمل منظمات حقوق الإنسان مشكور لكن من الواضح أنه لايعمل في حماية الانسان برغم التقارير وانتقاد المنظمات للنظام زاد التعديب والقتل"، مطالبا "المنظمات مطلوب بالضغط على حكومات الغرب وفضح حمايتها للمعذبين وكيف أنهم يستقبلونهم"، مشددا على أن تصريحات بيرت "تدلل على دعم بريطانيا لنظام البحرين وحماية المعذبين".
وقال "لابد من عمل جماعي مع منظمات حقوق الإنسان للاعتراض على تصريحات بيرت ومطالبته بأدلة عن مزاعمه والاعتراض على حماية القتلة والمعذبين وتنقلهم في اوروبا"، متسائلا "كيف لا يكون هناك مسئول كبير مدان في تقرير بسيوني مثل وزير الداخلية على الأقل؟".
وتحدثت الناشطة «مريم الخواجة» عن اجتماع الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، فدعت إلى مخاطبة الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوربي كاثرين أشتون "وتحميلها مسئولية أن تتكلم عن واقع حقوق الإنسان في البحرين وتطالب بالإفراح عن الرموز السياسيين".
وأكدت أن "أكبر مشكلة لدينا هي حماية المعذبين ليس فقط من النظام بل بمساعدة المجتمع الدولي"، مستغربة أن "يحل النظام المشكلة أن لم يعترف بها"، مضيفة "النظام يقول إن لا وجود لمعتقلي رأي عكس تقرير بسيوني، يحب على منظمات حقوق الإنسان أن تجلس اليوم وتراجع عملها وفاعليته بالنسبة للبحرين".
وأضافت "يجب أن يوجه عمل منظمات حقوق الإنسان ليس تجاه النظام البحرين بل تجاه الغرب وأصدقائه ومن يحمونه والساكتين عن انتهاكاته، بريطانيا والاتحاد الأوروبي. يجب الضغط على اجتماع الاتحاد الأوروبي وجول الخليج. تجب إقامة دعاوى ضد المعذبين".
ثم تحدث «نيكولاس» فذكر أن الغرب "ليس مستعدا لتطبيق الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان في الخليج بسبب مصالحها"، داعيا إلى "التركيز على قضية الرموز فهي واضح ومهمة". ثم ناقش المجتمعون كيفية إقامة قضيه ضد المعدذبين والإجراءات في سبيل دلك ومسألة الحصانة والعمل لحماية حقوق الإنسان.
ثم تحدث «شريف عازر» فاعتبر أن "قضية الرموز وتعذيبهم هي "أهم ما سمع به وعاش تفاصيله طوال عمله 10 سنوات في حقوق الإنسان".
بدوره، قال «جواد فيروز» "إننا ضحايا النظام الذي انتهك حقوق الشعب وعذبه وايضا المحتمع الدولي الذي لا يفعل شي برغم وضوح الجرائم وعدم تطبيق توصياته من النظام".
وقال "المجتمع الدولي لم يعامل الرموز السياسيين بالطريقة المطلوبة والجدية التي عاملها قضايا أخرى فقط لأنهم سياسيبن وبرغم عدم وجود أدله سوى أنهم عبروا عن آرائهم"، مطالبا الحاضرين "بعمل حقيقي وليس تقرير أو بيان بل ضغط وعمل جاد للافراج عن الرموز وحماية الإنسان في البحرين".
وبعد ذلك تحدث «جون هورن» فأبدى دعمه لوجود عمل دولي من المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني لدعم والدفاع عن الرموز السياسيين.
...............
انتهی/212