وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ استشهد «العلامة الشيخ حسن شحاتة» من علماء مصر و من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام مع ثلاثة آخرين بعد هجوم همجي علی بیته بتحريض من الجماعات التكفيرية.
ویقع بیت الشیخ في قرية "زاوية أبو مسلم" بمركز "أبو النمرس" بالجيزة، ورصدت الکامیرات الشيخ حسن حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن انهالوا عليه بالشوم والعصي، فيما قاموا بسحله حتى وصوله لعربة الأمن المركزي.
«العلامة الشيخ حسن شحاتة» ـ الناهز من العمر 67 سنة ـ من خریجي الأزهر الشریف وکان إماماً وخطیباً في أحد مساجد القاهرة وقارئاً للقرآن الکریم وأخیراً سکن في الجیزة، کما تشیّعَ قبل سنوات وکان رجلاً عالماً لا يملك إلا أفكاراً دینیة يطرحها وحقائق تاریخیة یرویها.
دواعي العنف ضد الشیعة في مصر
شاهدت مدن مصر و قراها في الآونة الاخیرة سلسلة من المؤتمرات ضد مدرسة أهل البیت(ع) أقامتها "الحرکة السلفیة" ولایطرح فیها إلا أکاذیب و تهم تجاه اکثر من 300 ملیون من المسلمین وهم أتباع مذهب الشیعة.
في هذا الشأن، استغاثت صفحات سنية على مواقع التواصل الاجتماعية، جاء بها: "يا أهل السنة في العالم لقد استبسل الجيش اليوم علينا في صيدا وصار ضبعًا كاسرًا لضرب بيوت الله وعباد الله بينما رأينا هذا الجيش فأرًا جبانا في جبل محسن والضاحية الجنوبية، هل الصورة واضحة يا أهل السنة؟؟ أنتم بنظر الجميع الحلقة الأضعف والحيط الأوطى!!! طريق جديد مجدل عنجر طرابلس المنية الضنية عكار برجأ والإقليم وكل المناطق السنية النصرة ﻹخوانكم في مسجد بلال.. ﺻﻮﺍﺭﻳﺦ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﺛﻘﻴﻠﺔ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺠﺪ ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ".
هذه الاستغاثات التقطها السلفيون في مصر وبعدها بدقائق كان عدد من السلفيين يحاصرون بيت الشيخ الشيعي "حسن شحاتة" ومعه ثلاثة آخرون من الشيعة في منزله بالهرم، بعد أن كتب القيادي السلفي "شوقي زناتي" على صفحة ائتلاف "المسلمين للدفاع عن الصحابة": "هؤلاء مفسدون في الأرض مشركون في الدين روافض يستحقون القتل، أحرقوهم أثابكم الله.
إن الشيعة نجس. أحرقوهم انتقاما لأمكم أم المؤمنين عائشة، الحميراء حبيبة رسول الله ومن أجل أصحاب رسول الله الأقربين أبو بكر وعمر وعثمان، فاشتعل الوضع بين أهل السنة والشيعة في هذه القرية الصغيرة "زاوية أبو مسلم" بادعاء وجود حسينية تقام في منزل الشيخ الشيعي.
ناصر رضوان، أمين عام ومؤسس أحفاد الصحابه وآل البيت والباحث في الشأن الشيعي، قال على صفحته بـ فيس بوك": "في هذه الأثناء يحاول بعض الشرفاء من أحفاد الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم محاصرة الشيعي حسن شحاته عليه من الله ما يستحق الذي طعن في عرض أمنا عائشة رضي الله عنها واتهمها بالزنا والخيانة والكفر هو ومجموعة من أتباعه داخل فيلا بقرية زاوية أبو مسلم بالجيزة والشرطة تمنعهم.. نحتاجكم لنصرة إخوانكم".
ثم ترددت أنباء عن مقتل حسن شحاته وأحد معاونيه بعد ضرب أهالي قرية زاوية أبو مسلم لهم.
بعدها كتب الداعية الإسلامي، وجدي غنيم، على موقع التواصل "تويتر": "الله أكبر. الإخوة في مصر قتلوا رأس الكفر الشيعي حسن شحاتة في الهرم مع رفاقه المجرمين، إلى جهنم وبئس المصير بإذن الله".
وقال السلفي محمد صابر: "هلاك الزنديق الشيعي حسن شحاتة الذي طالما قام بسب الصحابة وأمهات المؤمنين فتحية لأهل زاوية أبو مسلم بالجيزة مصر الذي طهروها منه وعقبال الباقي".
وقال "محمد البرادعي" رئيس حزب الدستور المصري في تغريدة على صفحته على موقع تويتر ان "قتل وسحل مصريين بسبب عقيدتهم نتيجة بشعة لخطاب ديني مقزز ترك ليستفحل".
كما والقى الرئيس المصري "محمد مرسي" وجماعة الاخوان المسلمين بثقلهم وراء دعوة للجهاد في سوريا مما زاد من الاقتحان والاضطراب الطائفي في مصر حيث يقطن مواطنون مصريون الشيعة فيها.
من هو العلامة الشیخ حسن شحاتة؟
ولد «الشهید العلامة الشیخ حسن شحاتة رضوان الله تعالى عليه» عام 1946 م. في أسرة سنية حنفية المذهب بمحافظة الشرقية بمصر.
نشأ شحاتة فى أسرة تعشق حب آل البيت ـ عليهم السلام ـ كما كان يحكي عن أبیه: "كان والدي يحدثني كثيراً عن شخصية أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ويقول لي: يا ولدى أن أمير المؤمنين كان حامیاً للإسلام والرسول، وكان النبى (صلى الله عليه وآله) إذا مشى وحده يتعرض للأذى وإذا مشى معه علي أميرالمؤمنين لم يكن يجرأ أحد على التعرض له بسوء".
بدأ شحاتة في الصغر تحصیله في العلوم الدینیة وألقى أول خطبة جمعة وهو فى الثالثة عشرة من عمره فى مسجد قريته التابعة لمركز أبو كبير شرقية.
تخرج الشیخ الشحاتة في معهد القراءات لجامعة الأزهر الشریف وحصل على ماجستير فى علوم القرآن، كما أنه واصل الخطابة فى القوات المسلحة، حيث كان مسئولاً عن التوجيه المعنوى بسلاح المهندسين عام 1973 م. ومتحدث فى الإذاعة والتلفاز.
حكى الشهید الراحل عن نفسه أنه كانت له صحبة مع الصوفية دامت عشرين عاماً خرج منها بنتيجة أنهم انقسموا فى هذا العصر إلى فرق متعددة، منهم:
من ادعى سقوط التكليف عنهم فتركوا الصلاة تحت إدعاء أنهم وصلوا إلى الله وبالتالى فليس هناك داعٍ للصلاة؛
وفرقة تفننت فى سرقة الأموال من جيوب المريدين؛
وفرقة ثالثة لا تعرف عن الصوفية إلا الطبل والزمر!
وفى فترة من عام 1994إلی 1996 م. تحول الشیخ حسن شحاتة إلى المذهب الشيعي ومدرسة أهل البیت(ع) فواجه فى خطبه على المنبر أعداء الرسول وآل بيته، منهم الوهابية الذين شوهوا صورة الإسلام وبنوا فكرهم على باطل حتى أنهم لا يعترفون بأحد من أئمة الشیعة ولا السنة سوى «ابن تيمية» وهم يقدسونه أكثر من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبعد هذه التصريحات عرف بمعاداته للفكر الوهابي والسلفي الخاطئ، فتم اعتقاله فى عهد الطاغیة «حسني مبارك» لمدة ثلاثة سنوات ومنع من السفر إلی خارج مصر بعد خروجه من السجن.
وبالأخیر عذب وقتل هذا العالم المصري بتاريخ 23/6/2013 على أيدي الوهابيه والسلفية النواصب في جریمة بشعة همجیة في الجیزة وفي حفلة بمناسبة لیلة النصف من شعبان المعظم مولد الإمام الحجة المهدی الموعود(عج) في "کفر زاویة أبومسلم" بالجیزة في جمهوریة مصر العربیة.
فسل