بصورة غير معروفة او معلن عنها سابقا سادت الاوساط السياسية والاعلامية العالمية والعربية اخبار عن نية امير قطر حمد بن خليفة ال ثاني بالتنحي عن السلطة وتسليمها الى نجلة وولي عهده الامير تميم بن حمد ال ثاني ، الخبر الاساس سرب قبل ايام تقريبا بوجود خلاف داخل العائلة الحاكمة القطرية باجنحتها المختلفة المتصارعة وفي مقدمتها جناح زوجة الامير برفض مشروع تنحية والذي قيل انه سيتم خلال اسبابيع اقصاها عيد الفطر القادم ، تطور الامر لتنشر الصحافة البريطانية تقارير عن الموضوع ثم يدخل الجهد الدبلوماسي الامريكي بتصريحات تؤكد الخبر وتشير الى تدهور فعلي في صحة الامير يستدعي ان يتنحى بسرعة عن السلطة الى ولي عهده .
السؤال هنا لم يكن يُسمع سابقا ان صحة الاميرغير مستقرة اطلاقا ولم يدخل الامير اي مستشفى ولم تتسرب اي تقارير عن مرض مزمن يعاني منه ولو كان يعاني من اي شيء خطير لكان قد تسرب الى الاعلام بسرعة ولاسيما وان لقطر اعداء وعذال وكارهون اليوم على امتداد العالم واكثرهم في العالم العربي واخطرهم في نفس دول الخليج واقربهم هم نصف افراد عائلة ال ثاني في داخل قطر وخارجها رغم ذلك برز فجأة كون حالته الصحية خطيرة ، اين يعالج ؟؟ ما هو المرض الخطير الذي يعاني منه ؟؟ لا اجوبه مقنعة ولا ايضاحات كافية ، لماذا يتنازل الامير عن السلطة وهو الذي كان قد ابعد والده عنها بالقوة ؟؟ لا اجابات واضحة كذلك .
ما هو مصير رجل قطر القوي وصاحب مشروعها الخارجي حمد بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء ووزير الخارجية بعد تنحي الامير او تنحيته ؟؟ المصادر الخبرية مختلفة فهناك من يزعم بانه سيبعد ايضا وسيترك المكان لجيل جديد من ال ثاني وهناك من ينفي ذلك او ان الامر مسكوت عنه حاليا .
لماذا يتنحى الامير حتى وان كان مريضا فيمكن له ان يطبخ الامور على نار هادئة ويعالج وينقل السلطة تدريجيا الى ولي العهد ويرتب الامور الى ان يموت هذا اذا كان مرضه خطير ومميت فعلا وهو لم يعلن لحد الان وهذا المشروع افضل له وهي الطريقة المثلى المتبعة في كل مشايخ الخليج فهم يتخلون عن السلطة تدريجيا بل ويختفون عن الانظار خلال سنوات عمرهم الاخيرة لحين اعلان وفاتهم لكنهم يبقون امراء ويسيرون دفة الحكم ولو بالاسم ، فلماذا تخرج قطر عن دائرة المعروف والمتداول والمتفق عليه مع الدول الكبرى للحفاظ على امن واستقرار الخليج ؟؟ لا اجابة واضحة كذلك .
هل يخاف امير قطر بان موته المفاجئ قد يقود الى تفتت عائلة ال ثاني مثلما هو حاصل ويؤدي موته الى صراع دامي على السلطة لا يستطيع معه ولي عهده بالسيطرة على الامور وهو يريد ان يرتب الامور بوجودة قبل رحيلة ؟؟؟ هذا الموضع يرتبط بوضع حالته الصحية والتي لم يعلن عنها اطلاقا ، لكن الظاهر انها ليست حرجة الى هذه المرحلة الخطير كما هو الظاهر ، هل امير قطر تعب بعد هذه السنوات الطويلة ويريد ان يستريح ؟؟؟ لا بأس يمكن ان يتقاسم السلطة مع وعلي عهدة ( يعطيه اغلب صلاحياته) ويأخذ فترات استراحة طويلة لحين ان يتعافى ولكن يبقى اسما اميرا للبلاد .
مصادر اعلامية تقول انهم يخططون لنقل السلطة الى جيل جديد من العائلة ؟؟؟ امر يدعو للضحك فالجيل الجديد يمكن ان يأخذ مكانه ويتعلم ويتدرج ويتسلم السلطة تدريجيا ولا سيما ان الحمدين لم يبلغا من الكبر عتيا مثلما هو وضع امراء السعودية مثلا !!! اذن الحقيقة ان هذا العذر موضع سخرية سياسية في ان يتنازل اميران (63 و 62 )عاما لابناءهم وهذا الامر لم يحصل حتى في اعظم العائلات الحاكمة حول العالم في ارقى الدول الديمقراطية منها الدول الاسكندنافية كمثال.
برأيي المتواضع ان الموضوع برمته بحاجة الى قراءة وتمحيص ومعرفة لاسرارة وابعاده السياسية تحديدا وان الموضوع فيه من الريبة الغموض الشيء الكثير !!! هل هناك من اجبر الامير عن التنحي بالقوة لتغيير سياسية قطر الخارجية بعد ان اصبحت قطر مهددة فعلا بسب تدخلاتها ؟؟؟ هل تتخوف قطر من شيء قادم خلال السنة او السنتان القادمتان وتريد ان تتهيأ له مقدما بتنازل الامير عن السلطة وتسليمها لابنه تميم ليكون بعيدا عن اي تداعيات مستقبلية قادمة في المنطقة ؟؟ ويتعذر الامير الجديد ويقول كان هذا من فعل ابي وليس من فعلي فلا تحاسبوني عليه ؟؟؟
هل سيغير ولي العهد والامير الجديد سياسية قطر الخارجية وهو شاب في مطلع الثلاثينات ( 33 عام ) من العمر ويستطيع ان يتعامل مع اعداء الداخل والخارج مثلما كان يفعل والده وحليفة ابن عمه حمد بن جاسم ؟؟؟ والعالم لايعرف عن الامير تميم سوى انه من اشد واكبر الداعمين للاخوان المسلمين ؟؟؟!!!
اسئلة كثيرة تختفي وراءها علامات استفهام خطيرة حول مشروع تنحي امير قطر عن السلطة لكن ما اعرفه هو :
الاول : انه عبر التاريخ لم يتطاول ملك او حاكم على اهل البيت عليهم السلام الا وافقده الله تبارك وتعالى سلطانه وقد تطاولت قطر على اهل البيت عليهم السلام في العراق وسوريا ودافعت ودعمت من سعى لهتك حرمتهم علنا .
الثاني : ان امير قطر اكثر انسان عربي ولغ بدماء المسلمين منذ عام 2003 والى اليوم في العراق في فلسطين في اليمن في ليبيا في مصر في تونس في اماكن كثيرة وسقط بسبب سياساته عشرات آلاف الابرياء بسبب تحريض الجزيرة منذ انطلاقتها وبسبب سياستها الاعلامية وبسبب دعم قطر لمجموعات ارهابية او تكفيرية او سياسية في كل مناطق الازمات العربية كانت محصلتها الوحيدة هي الدماء ثم الدماء وهتك الاعراض وتدمير البلدان وان الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل ونهاية صدام وكل طواغيت العرب كانت شاهدا على الانتقام الالهي منهم والبقية قادمة انشاء الله تعالى .
الثالث : ان الازمة السورية ونهايتها سترسم خارطة جديدة للمنطقة خلال سنة او سنتان وان انتصار المحور السوري ـ الايراني ـ الروسي او تعادلة او حتى خسارته سوف لن يسكت عنها هذا المحور وان قطر ستكون في مقدمة الدول المستهدفة للانتقام منها من سوريا وحلفائها ومن غيرهم من ال مبارك ومن ال قذافي ومن ال زين العابدين ولكل هؤلاء اعوان وانصار واذرع وادوات نائمة وهم اسر حاكمة متنفذة ولديها المليارات وستتحين الفرص اليوم او غدا لتنتقم من قطر وما فعلته بهم وبعوائلهم ودولهم وحكمهم.
وبعيدا عن الروحانيات فلقد كان تغير نظام قطر عام 1995 بداية مشروع جديد انطلق في المنطقة كانت نهايته الجحيم الذي يعاني منه العالم العربي اليوم ، وقد يكون في تنحي امير قطر ورئيس وزراءه ايضا مشروعا جديدا للمنطقة قد لا ندركه الان ولكن سيظهر تأثيرة بعد عدة سنوات لاحقة ، والله سبحانه وتعالى المعين .
.............................
انتهى / 214
* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع *