وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : خاص ابنا
الخميس

٦ يونيو ٢٠١٣

٧:٣٠:٠٠ م
427131

«آية الله عيسی قاسم» في خطبة صلاة الجمعة:

للشعب مطالبه العادلة الضرورية المحقة التي لا رجعة لها

أكد «آية الله عيسی أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة: "للشعب مطالبه العادلة الضرورية المحقة التي لا رجعة لها عنها، ولا يجد لحياته أمناً ولا معنى بدونها، وهي التي تفرض عليه أن يستمر في حراكه صابراً مضحياً حتى تحقيق النصر وبلوغ الاصلاح والتغيير".

وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _ قال «آية الله الشيخ عيسی أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (07/06/2013) في جامع "الإمام الصادق (ع)" بـ"الدراز" ان "الحراك الشعبي في البحرين ليس مفتعلاً، ولا من تدبير فئة خاصة ولا من منطلق ترفي وليس حالة انفعالية.. إنما انطلق هذا الحراك من خلفية موضوعية من الظلم القاسي والاختلال السياسي وتردي الأوضاع بصورة واسعة من التمييز والتهميش والاستضعاف والشعور بالخطر الجدي ومن المعاناة المرة والخوف من تدهور أشد واستئصال أعمق".

وأضاف "كان انطلاق الحراك ايذان بسيل من الانتهاكات من قبل الحكومة بحق أبناء الشعب وكل ذلك لم يوقفه او يضعفه.. وكل ذلك من يقين الشعب أن توقفه أشد وأقسى من كل ما يتلقاه".

وأشار آية الله قاسم "لقد بدأ الحراك الشعبي قوياً وتدفقت للمشاركة فيه فئات متنوعة، وهذا يدل على سعة الظلم وامتداده لمساحات مختلفة من حياة الوطن والمواطنين.. وعلى كل الساحات السياسية والعلمية والتجارية والمعيشية والحقوقية وما يتصل بمختلف حقوق المواطنة".

وأكد "للشعب مطالبه العادلة الضرورية المحقة التي لا رجعة لها عنها، ولا يجد لحياته أمناً ولا معنى بدونها، وهي التي تفرض عليه أن يستمر في حراكه صابراً مضحياً حتى تحقيق النصر وبلوغ الاصلاح والتغيير".

وفيما يلي نص الخطبة الثانية لسماحة آية الله عيسی قاسم:

لماذا انطلق الحراك الشعبي ولماذا يبقى؟

الحراك الشعبي في البحرين ليس مفتعلاً، ولا من تدبير فئة خاصة ولا من منطلق ترفي وليس حالة انفعالية.. إنما انطلق هذا الحراك من خلفية موضوعية من الظلم القاسي والاختلال السياسي وتردي الأوضاع بصورة واسعة من التمييز والتهميش والاستضعاف والشعور بالخطر الجدي ومن المعاناة المرة والخوف من تدهور أشد واستئصال أعمق.

يوم انطلق الشعب ما كان ولا زال لا يجد القوة التي تعري بالتحرك إلا عزائم وروح تضحية.. ولم تنتظر الإنطلاقة هزات الربيع العربي وأنه جاء على أثر الهجمة الإستئصالية البشعة وفي وسط حالة من الإحباط الشعبي من إي إصلاح سياسي وعد به الشعب، ومن أي استجابة لمبادرات شعبية أطلقت في وقتها، وبعد دعوات الحوار الهادئ من طرف الشعب للتوصل إلى حلول.

كان انطلاق الحراك ايذان بسيل من الانتهاكات من قبل الحكومة بحق أبناء الشعب وكل ذلك لم يوقفه او يضعفه.. وكل ذلك من يقين الشعب أن توقفه أشد وأقسى من كل ما يتلقاه.

لقد بدأ الحراك الشعبي قوياً وتدفقت للمشاركة فيه فئات متنوعة، وهذا يدل على سعة الظلم وامتداده لمساحات مختلفة من حياة الوطن والمواطنين.. وعلى كل الساحات السياسية والعلمية والتجارية والمعيشية والحقوقية وما يتصل بمختلف حقوق المواطنة.

ما حرك كل تلك الجموع والشرائح على طريق المطالبة بالاصلاح ليس ظلم فئة أو مساحة من مساحات الحياة.

الأصل في حياة الشعوب أن تنصرف إلى النشاط المنتج في الاقتصاد والمعرفة والتعليم الذي ينبي الانسان وترفع من مستوى حياته وتتقدم بالوطن على خط الصالح العام.

مطالب الشعب:

للشعب مطالبه العادلة الضرورية المحقة التي لا رجعة لها عنها، ولا يجد لحياته أمناً ولا معنى بدونها، وهي التي تفرض عليه أن يستمر في حراكه صابراً مضحياً حتى تحقيق النصر وبلوغ الاصلاح والتغيير.

إن الذي وجد مئات الألوف من شعب قليل العدد هو ذلك الظلم المشترك الذي أصابهم بظلم السياسة. على أنهم لا يقتصرون على هذه الحشود فقط.. بل تتعداه إلى كثيرين لا يشاركون لظروف تدفعهم للتحفظ .. ولكن هذا لا يدوم.. لأن كثير ممن لم يلتحق بصفوف الجراك جهر بصوته.

إن توسع الظلم من شانه أن يزيد من حجم المعارضة ويضيف إلى أعدادها .. وتتوحد الجهود للتخلص منها.

وفي نهاية هذا الحديث نقول.. هناك تصريح لوزير شؤون حقوق الانسان.. حيث يقول أن البحرين تتنظر الوقت المناسب لتحديد زيارة المقرر الخاصة بشئون التعذيب!!.

الواضح أن المنتظر هو الموعد المناسب بنظر حكومة البحرين.. وليس لهذا من معنى إلا أن ترتفع الحاجة في نظر الحكومة وترتفع أثاره.. وهل تأتي مناسبة لهذا مادام تتواجد مطالب الشعب في الساحة ومادام يرتفع صوت بالمطالبة بالحقوق، وهل يدل هذا بكل وضوح إلا على انتهاج منهج سياسة التعذيب.

من وحي المبعث الشريف:

ما من خير في حياة الناس ولا مصدر من مصادر استقامتها إلا وانتهاءها إلى الله وتدبيره وحسن لطفه بالعباد، ومما لا تستقر به حياة الناس ولا تستقيم به أوضاعهم إلا ما أوجدت عناية الله فيهم من هدى الفطرة وهيأ لهم من قادة سبيل وأئمة حق صالحين، فحيث ما حيت فيهم فطرة الهدى والكمال، واتبعوا القادة الإلهيين استقامو على الجادة.. وكلما خسروا من نور الفطرة وأداروا بظهورهم عن نور الوحي، وانفصلوا عن القادة الذين اختارهم الله بلطفه وحكمته، كلما أسنت حياتهم وعمتم الفوضى والاضطراب.

ولا بقاء لنور الفطرة ولا فاعلية إلا بنور كلمة الوحي.. التي لا تحتفظ بنورها إلا في ظل القيادة الفعلية للقادة الذين ارتضتهم السماء.

محال: أن يبقى الوحي على ما هو عليه من أصالته السماوية في غير قلوب متصلة بالسماء.

عاشت الأمة واقع شاهد على أبشع صور التخلف والانحطاط ثم لتنظر على واقع عاشته في ظل الاسلام وحكمة العادل وهدى فطرتها.. وهو واقع عاشته في ظل رسول الله (ص).

23 سنة صنعت معجزة في الأرض.. أحدثت نقلة للانسان من شح الأرض إلى مستوى سماوي محلق، ومن حالة يصفها بعض الكتاب في جانبها بأن شجرة الحضارة كانت معرضة للسقوط النهائي إلى شجرة حضارية سامقة، تثري الأرض وتعطي الانسان زكاة وسمواً وتحليقا.

ولتنظر هذه الأمة إلى واقع عاشته منفصلة عن الاسلام في الكثير من شئونها وأوضاعها الفكرية والنفسية والروحية وما أوصلها من وضع مخزٍ مذل كئيب مسيء تعيش مأساته بكل مرارة اليوم !!.

................

انتهی/212