ضمن متواليات الانحطاط الحضاري والقيمي التي تشهدها المنطقة العربية تحت غطاء الربيع العرباني المزعوم وفي ضجيج اعلامي صاخب بادر المتميشخون السلفيون في مصر الى تحريك بعض الرعاع والجهلة في حملة تحذر المجتمع المصري من التفاعل مع الشيعة كما تحذر النظام المصري الجديد من الانفتاح على الجمهورية الاسلامية الايرانية.
والمبادرة السلفية بما تتسم به من هزال فكري وفقر عقائدي وتخريف وتحريف للوقائع والحقائق فانها لم تكن لتخفي حقيقة الفوبيا العصابية السلفية التي تقض مضاجع القوم من انتشار الصحوة الفكرية في المجتمعات الناهضة والتي لم تعد تستسلم لتخرصات المتميشخين وتفاهاتهم واباطيلهم والملاحظ أن مدن الصعيد المصري نالت الحظ الأوفى من محاولات الدس السلفية بسبب الطبيعة الصوفية الموالية لأل بيت الرسول (ص) ..هذه الحقيقة التاريخية التي تضاف الى الموروث التاريخي لشعب مصر في حقبته الفاطمية اضافة الى الملكة الحضارية المعرفية لهذا الشعب المختلف عن التصحر العقلي الذي يراهن عليه السلفيون.
في سياق الحملة السلفية رفعت اللافتات السلفية شعارين من الضروري متابعتهما بعمق ودقة مع الظروف الميدانية السياسية الاقليمية و اهمها تسارع العصابات الصهيونية في تكريس واقع الاحتلال واغتصاب القدس والمباشرة في تهديم الأقصى المبارك لبناء الهيكل اليهودي المزعوم الى جانب الحملة التامرية الصهيونية الشرسة لاضعاف جبهة الممانعة و المقاومة للمشاريع الصهيونية الأمريكية (المحور الايراني –السوري اللبناني الفلسطيني).
في لافتتهم الأولى قال السلفيون أن الشيعة هم العدو فاحذرهم ولا يختلف هذا الشعار السلفي بتفاصيله الميدانية عن المحور الرئيسى للسياسة االمعلنة للدولة الصهيونية والمشروع الصهيوني الامريكي القائم وقد كان خبير الاستراتيجية الامريكية اليهودي «كيسنجر» اول من اعتمد هذا العنوان للصحوة الاسلامية بعد قيام الثورة الاسلامية في ايران ثم تبلور الموقف الامريكي الصهيوني المشترك حيال الصحوة الناهضة عبر الحكومات الامريكية المختلفة وظلت لافتة الخطر الايراني او الشيعي جزءا من الاستراتيجية الامريكية الاسرائيلية قبل وبعد ما يعرف بتهديدات النووي الايراني لاسرائيل وما انفكت الادارتان الامريكية والاسرائيلية تلوحان بالخطر الايراني الذي يهدد العالم تارة والشرق الأوسط تارة اخرى (كونداليزارايس).
ولا يخلو الخطاب اليومي لزعماء الكيان الاسرائيلي الغاصب لفلسطين من التلويح الممجوج بالخطر الايراني الذي يهدد العالم والشرق الأوسط و الدول السنية التي باتت اسرائيل قلقة على سلامتها جراء التمدد الايراني او الشيعي فيها.
الحصيلة السياسية لهذا التامر المفضوح هو الحلف الجديد 4 +1 الذي تمهد له الادارة الامريكية لمواجهة الخطر الايراني وهذه الدول بحسب يديعوت احرونوت الاسرائيلية تركيا والسعودية والامارات والاردن بالتحالف مع اسرائيل على ان يتم ضم مصر الى هذا التحالف لاحقا.
تلك هي الحاضنة السياسية للضجيج السلفي المصري في لافتتهم المرفوعة ان (الشيعة هم العدو فاحذرهم) ولا تختلف البتة عن الموقف من الصحوة الاسلامية ابان حكم مبارك الحليف الامريكي الاسرائيلي الواضح للعيان دون لبوس او دجل طائفي او مذهبي يستهدف ايمان شعب مصر.
واللافتة الثانية المرفوعة من قبل السلفيين المصريين ان "لا تطبيع مع ايران" وقد لايكون الأمر مجرد مصادفة ساقتها الأحقاد والعصبيات لتحل ايران الاسلامية مكان الكيان الاسرائيلي المتجه فعليا لتخريب الاقصى و ابتلاع كامل ارض فلسطين.
والشعار قد تعلمت الأمة وحملت في ضميرها عبر سنوات المحنة والمهانة ان لا تطبيع مع اسرائيل شعارا مركزيا ومحوريا دفعت دونه الاموال والأنفس والدماء والأرواح والاوطان وفي الأمة من يدعوها في ايامها هذه بادارةاستخباراتية عربية تابعة للادارة الامريكية وبلبوس العباءة المذهبية والطائفية أن تتطبع مع اسرائيل وتتجه بحقدها نحو من يضغط على رقبة الكيان المحتل ليضع نهاية مشرفة لعهود المذلة والخيانة والهوان.
................
انتهی/212