وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : ابنا
الجمعة

٣ مايو ٢٠١٣

٧:٣٠:٠٠ م
415986

بعد رحيل «حسني مبارك»:

علماء دين السنة يطالبون بوقف استهداف الشيعة وتفعيل مبادرات التقريب

يقول الأستاذ بجامعة "الازهر" «الشيخ أحمد السايح» إن الشيعة ظلموا تماما في الفترة السابقة (قبل رحيل «حسني مبارك») وخاصة من جانب الإعلام الذي خلط ما بين السياسة والدين ولم يراعِ ان إيران وسياستها كدولة تختلف تماما عن الشعب الإيراني كشعب مسلم يعتنق المذهب الشيعي وهو مذهب إسلامي ولهذا فقد آن الأوان كي يعود الإعلام العربي لصوابه ويعيد من جديد طرح أفكار التقريب بين الامذاهب للقضاء على الفرقة المذهبية التي استمرت طويلا وضاع بسببها الكثير من المكاسب التي كان من الممكن تحقيقها لو تحققت الوحدة الإسلامية.

بلا أدنى شك فإن الرئيس المخلوع «حسني مبارك» أخطأ في حق العرب الشيعة كثيرا عندما اتهمهم علانية بأن ولاءهم لإيران ولم يدرك الرجل أنه بهذا يدق مسمار ضخم في نعش الوحدة الإسلامية وأنه بتصريحاته سمح للمؤسسات الأمنية المصرية أن تفتح النار على كل ما له علاقة بالشيعة.

وهكذا جرت اعتقالات واتهامات ومحاكمات وقمع وخلافه لا لشيء إلا لأن مبارك أخذ موقف سياسي من إيران وللأسف لم يفرق لا هو ولا أجهزته الامنية بين سياسة إيران وبين الشعب الإيراني المسلم لدرجة أنهم عجزوا حتى على التفريق بين ايران والمسلمين الشيعة العرب الذين يؤلمهم ما يؤلم العربي ويجرح كرامتهم ما يجرح كرامة العربي ولا داعي لسرد الأمثلة على ذلك.

المهم أن الرجل رحل وهنا كان لابد من البحث عن كل سلبياته في محاولة لتفاديها في المستقبل وبالطبع فإن واحدة من اكبر سلبياته كانت اتهاماته الظالمة للشيعة وظلمه للشيعة المصريين.

«الشيخ أحمد السايح»: مبارك ظلم الشيعة

يقول الأستاذ بجامعة "الازهر" «الشيخ أحمد السايح»: إن الشيعة ظلموا تماما في الفترة السابقة وخاصة من جانب الإعلام الذي خلط ما بين السياسة والدين ولم يراعِ ان إيران وسياستها كدولة تختلف تماما عن الشعب الإيراني كشعب مسلم يعتنق المذهب الشيعي وهو مذهب إسلامي ولهذا فقد أن الأوان كي يعود الإعلام العربي لصوابه ويعيد من جديد طرح أفكار التقريب بين الامذاهب للقضاء على الفرقة المذهبية التي استمرت طويلا وضاع بسببها الكثير من المكاسب التي كان من الممكن تحقيقها لو تحققت الوحدة الإسلامية.

ويضيف د. السايح: أنا أرى أن الفرصة سانحة الأن بعد رحيل نظام مبارك لكي تلعب مصر دورها المنشود من أجل التقريب بين المسلمين والقضاء على الفتنة المذهبية التي عانى منها المسلمون طويلا فاليوم لا وجود لما يمنع من إمكانية التقريب. بل هذا هو المطلوب الشرعي والعقلاني وهنا يبرز دور العلماء في العالم الإسلامي، وتحديدا علماء الدين الذين هم أكثر تأثيرا في هذا المجال. فخلف أكثر الدعوات التفريقية يوجد دور لداعية حتى لا نقول عالما ؛ لأن العلماء الحقيقين لا ينخرطون في الفتن.

ومن هنا حق القول: إذا فسد العالِم فسد العالم. وليس دور العالم كافيا إلا إذا اندرج في عمل جمعي لتكثيف مساعي التقريب وتراكم خطاب التوافق وإبراز الأرضية المشتركة بين الفرقاء. وهذا بدوره غير كافي إذا لم ينتظم ضمن عمل مؤسسي، سواء أكان في إطار حركة مستقلة من المجتمع المدني أم مؤسسات الدولة، التي تملك إمكانيات هائلة للدفع برسالة التقريب إلى منتهاها. بهذا المعنى يكون للعلماء دور كبير لا محالة بمؤازرة كل الأطراف المعنية بالتقريب سواء المجتمع المدني أو مؤسسة الدولة.

«الشيخ محمود عاشور»: من يوقع بين الشيعي والسني لابد من اتهامه بالعمالة

ويقول «الشيخ محمود عاشور» رئيس دار التقريب بين المذاهب الإسلامية والتي عمل نظام مبارك على حصار نشاطها وجعله نشاط محدود: نظرة موضوعية على الموضوع المهم الذي لابد أن نهتم به اليوم قبل الغد لا سيما وأن الارضية اصبحت ممهدة ألا وهو التقريب بين المذاهب الإسلامية نجد أن لعلماء الأزهر الشريف الدور البارز فيه حتى أن مؤسسة الأزهر الشريف قررت تدريس المذهب الجعفري كأحد المذاهب المعتمدة لطلاب الأزهر الشريف فلا فرق بين المذهب الشيعي أو السني وأن كل من يشهد أن لا إله إلا الله فهو مسلم وأن الخلاف إن وجد فهو خلاف في الفروع وليس في الثوابت والأصول والخلاف موجود في الفروع بين السنة أنفسهم والشيعة كذلك وكل من يحاول الوقيعة بين سني وشيعي فهو مأجور وعلينا جميعا التوحد لصد الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام من أعدائه وشيخ الأزهر يرى أن التقريب بين المذاهب أمر إيجابى ويجب السعى إليه وتشجيعه لأنه من أبر الأعمال ومن التعاون على البر والتقوى.

الدكتور «سعد الدين إبراهيم»: مبارك أخطأ فى حق الشيعة

ويقول الأستاذ بالجامعة الأمريكية ورئي مجلس أمناء مؤسسة "ابن خلدون" الناشط الحقوقي المعروف الدكتور «سعد الدين إبراهيم»: للأسف الشديد فإن الكثير من المؤسسات الأمنية المصرية خدعت الرئيس المصري السابق حسنى مبارك وخيلت له ان وجود الشيعة في مصر سيؤدي إلى تقويض نظام حكمه وهكذا أخذ الرجل يهاجم الشيعة سرا وعلانية ووصل به الأمر إلى اتهام الشيعة العرب علانية بأنهم موالون لإيران وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق وإلا ما كانت الولايات المتحدة سيدة العالم اليوم لأن بها خليط من القوميات الدينية والعرقية وكان الأجدى بكل قومية أن تميل لبلد بخلاف أمريكا ولكن هذا لا يحدث لأن أمريكا احتوت كل القوميات وأصبح المواطن الامريكي ولاؤه الأول والأخير لبلاده ولمجتمعه الأمريكي فما بالنا بالشيعي وهو مسلم يعيش في مجتمع مسلم ولد وعاش فيه وفيه مات أباؤه وأجداده فكيف يوالى دولة غير التى يحمل جنسيتها سؤال لم يحاول مبارك الإجابة عنه واكتفى بأن سلم أذانه لفلاسفة أجهزته الأمنية.

ويضيف د. سعد الدين ابراهيم: الغريب أيضا أنه ورغم تراث مصر الشيعي العريق إلا أن السلطات الأمنية المصرية كان يحلو لها أن تجعل من هذه المسألة الوحدانية العقيدية قضية "أمن دولة"، فتلقي القبض على المتحدثين أو النشطين من آل البيت، بتهمة الانتماء إلى تنظيم شيعي يهدف إلى قلب نظام الحكم.

وكالعادة حينما يتم القبض على هؤلاء فهم كانوا يتعرضون للتعذيب والتنكيل، لكي يعترفوا أو يتوبوا وينيبوا عن معتقداتهم، وكأننا عدنا إلى عصر يزيد والحسين والسؤال الذي كان يطرح نفسه وبقوة دائما هو لماذا زادت حدة الإتهامات الموجهة للشيعة بالتخطيط لتنفيذ خطط المد الشيعي وغيرها منا لجراءم الفولكلوية التي تعود عليها النظام المصري؟ والإجابة بكل بساطة هو أن نظام مبارك كان يبحث دائما عن فزاعة يخيف بها الشعب وفي نفس الوقت يحافظ بها على ماء وجهه عندما يقاطع دولة أو أكثر من أجل إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل وهو ما فعله نظام مبارك باستحداث التهم الجاهزة الموجهة للشيعة المصريين بتصدير الثورة وخلافه ولكن بلا شك فإن الوقت قد حان لتفعيل كل مبادرات التقريب بين المسلمين ووقف الإتهامات العشوائية.

الدكتور «محمد الدسوقي»: المستقبل محفوف بالمخاطر

أما أستاذ الفقه بجامعات قطر ومصر الدكتور «محمد الدسوقي» فيقول: جميع المسلمين وكل العرب مستقبلهم محفوف بالمخاطر وليس أمامهم طريق غير إعادة أعمال مفهوم الأمة الذي أكد عليه القرآن الكريم والمذهب الشيعي له أتباع أقوياء وله دول وأنظمة ولا يمكن إجبارهم على التخلي عن مضمون الفكر الشيعي فإيران التي بلغت من القوة السياسية والعسكرية ما جعلها تتحدى أمريكا وتؤكد أنها تمتلك قوة ردع هائلة تستطيع أن تذيق أمريكا وإسرائيل الكثير في حالة تعرضها لعدوان منهما هل تفعيل أن أهدم هذه القوة أو افرط فيها لصالح أمريكا وإسرائيل أعدى أعداء الأمة الإسلامية جمعاء وإذا استحضرنا أقوال الأحمق «بوش» في بداية فترة رئاسته الثانية حينما قال: إن هدفه أن لا يدع رجل دين بذقن ولا رجلا يحرم شرب الخمر أو يطلب من زوجته الحجاب وهذا الكلام قاله علانية ونشر بالصحف ونتمسك بقضايا هامشية كل من السنة والشيعة في مهب الريح وكلهم مستهدفون سواء من أمريكا أو من إسرائيل.

ويرى د. الدسوقي أنه ثبت بالدليل القاطع أنه لا يوجد لدى الشيعة ما يسمى "بقرآن فاطمة" فهو غير صحيح على الإطلاق واعتبر أن ثمار التقريب بين المذاهب تكللت باعتماد المذهب الجعفري كأحد المذاهب التي تدرس في الأزهر الشريف، كما أن فتوى «الشيخ محمود شلتوت» فى الستينات قد اثارت جدلا واسعا وهى جواز التعبد بالمذهب الإمامى الشيعي وقد عضد «الشيخ محمد الغزالي» هذه الفتوى التي تقول: إن الإسلام لا يوجب على أحد من اتباعه اتباع مذهب معين بل إن لكل مسلم الحق في أن يقلد – بادئ ذي بدء- أي مذهب من المذاهب المنقولة. نقلا صحيحا والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلد مذهبا من المذاهب أن ينتقل لغيره أى مذهب كان ولا حرج عليه في شئ من ذلك وان مذهب الجعفرية المعروف بالإمامية الاثنى عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة فينبغى على المسلمين أن يعرفوا ذلك وأن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة فما كان دين الله وما كانت شريعته لمذهب معين فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه فى فقههم ولا فرق فى ذلك بين العبادات والمعاملات.

...............

انتهی/212