ابنا: اختتمت في البحرين اليوم السبت أعمال المؤتمر الوطني للمرأة البحرينية، بمشاركة نسوية واسعة، شاركت فيه شخصيات من داخل البحرين وخارجها وتناول استشراقات الدور النسوي وتطرق لهذا الدور خلال الثورة البحرينية وما قبل الثورة.
وقدمت بالمؤتمر الذي نظمته دائرة شؤون المرأة بجمعية "الوفاق الوطني الإسلامية"، أوراق عمل من قبل مختصين إلى جانب مداخلات عديدة، كما شمل المؤتمر ورش عمل شاركت بها الحاضرات.
وكان من بين أوراق العمل، ورقة قدمتها الأستاذة «رملة عبدالحميد» عضو شورى الوفاق تحت عنوان "مستقبل المرأة السياسي في البحرين"، إلى جانب ورقة "الحراك النسائي في الربيع العربي" وقدمتها ضيفة المؤتمر الأستاذة «إيمان شمس الدين» كاتبة وباحثة في الفكر الديني والسياسي من الكويت، وكذلك ورقة "المرأة البحرينة وثورة الؤلؤة.. في ظل حراك المرأة البحرينية السلمي" وهي ورقة قدمتها الأستاذة «بشرى حسن الهندي» عضو الأمانة العامة بجمعية الوفاق الوطني الإسلامية.
كما اشتمل المؤتمر على مداخلة من الدكتورة «عواطف أبو شادي» أستاذة السياسة والإقتصاد بالجامعة الأمريكية في القاهرة وجامعة فرجينيا بأمريكا، وكذلك مداخلة إلى الناشطة السياسية البحرينية «عفاف الجمري»، ومداخلة الاعلامية التونسية «كوثر البشراوي»، ومداخلة إلى نائبة رئيس جمعية المعلمين البحرينية وعضو المرصد البحريني لحقوق الإنسان «جليلة السلمان»، إلى جانب مداخلات من قبل شخصيات نسائية سياسية وأكاديمية وتربوية وباحثات، وحضر بالمؤتمر زوجات وأمهات الشهداء وعوائلهم.
وألقى المساعد السياسي لأمين عام جمعية الوفاق «خليل المرزوق» كلمة، أكد فيها على أن المرأة والرجل من نفس واحدة، والحديث عن كل واحد منهما ليس بمعزل عن الآخر، مشدداً على أنه لا علاقة للشرائع السماوية بظلم المرأة، فالإسلام كرم المرأة وأخرجها من القيم الجاهلية التي وضعت لها إذ لم تكن هناك أي قيمة للمرأة غير الجسد والمتاع والغرائز.
وقال المرزوق: فاطمة الزهراء عليها السلام، لم تكن انسانة عادية بل قادت حراكاً سياسياً، وزينب بنت علي بن أبي طالب (ع).. كانت شريكة للامام الحسين (ع) في حراكه وثورته، فالإسلام قدم نماذج لتميز المرأة.
وألقت رئيسة اللجنة العليا للمؤتمر الوطني للمرأة البحرينية رئيسة دائرة شؤون المرأة «أحلام الخزاعي» كلمة، أكدت فيها على أن مشروع النظام في التمكين للمرأة قد فشل وتغنيه بهذا التمكين قط سقط، وأنتم من أسستم لفشله بإمتياز وبقي مشروع تمكين المرأة الشعبي.
وقالت أن المرأة البحرينية أثبتت أنها متميزة ومميزة، إذ وقفت المرأة البحرينية شامخة، وكانت المرأة في هذه الثورة شمعة، وقد جوبهت بالوأد بجاهلية قبلية مقيتة.
وقالت الدكتورة ايمان شمس الدين من الكويت في ورقتها "الحراك النسائي في الربيع العربي"، إن الحراكات الشعبية والثورات التاريخية جلها يقوم على أسس واحدة وينطلق منها، وهي رفض الظلم والاستبداد والدفع باتجاه عبادة وربوبية الله والمطالبة باتساع سقف الحريات لتحقيق العدالة الاجتماعية.. موضحة أن سلب الحرية التي تعتبر قيمة آلية بها يتم تحقيق كل القيم الغائية هو سلب واقعي للكرامة لأنه يصادر العدالة ومن ثم ينتهك كرامات البشر. فالحرية أساس واقعي لتحرر العقل من كل الاغلال والافهام الخاطئة، ودخوله في فضاء واسع يمكنه من منطقة السؤال الحر والابداع الحر الذي تدعمه مقومات الفطرة الثابتة وبديهيات العقل البشري المغروسة فيها وحدانية الخالق والميل نحو عبادته والتقرب منه.
وقالت رملة عبدالحميد عضو شورى الوفاق في ورقتها "مستقبل المرأة السياسي في البحرين"، إن المرأة البحرينية في كل تاريخها امرأة واعية بواقعها، بل ساعية من أجل حقها السياسي وعزتها وكرامتها، لذا خرجت تطالب، وخرجت لتصحح المسار، فقدمت نموذجاً مغايراً في 14 فبراير 2011 صحح النظرة للمرأة الخليجية، التي كان ينظر لها العالم بنظرة مغايرة وأنهن نساء البترول، لكن الثورة البحرينية ألقت الضوء على واقع مغاير تماما عن هذه الأسطوانة المشروخة، فتواجد المرأة في الساحات بشكل منتظم ومتواتر وفي الوقت ذاته يفوق عدد الرجال في بعض الأحيان ، نسف كل تلك التصورات، وقلب ميزان ان المرأة ليس لها في السياسية ولا تملك زمام آمرها، فبدأ حديث الحكومة المنتخبة، والشعب مصدر السلطة والديمقراطية هو حديثها.
وقالت عضو الأمانة العامة بجمعية الوفاق بشرى الهندي في ورقتها "المراة البحرينية وثورة اللؤلؤة"، إن حجم الدور الذي قامت به المراة البحرينية بسلميتها منذ اندلاع الثورة وحجم التضحيات التي قدمتها لا يمكن قياسه، فقد سقطت شهيدات وأعتقلت وعذبت العشرات وفصلت الآلاف وانهكت حرمات مئات الآلاف حتى الآن، ولازال التاريخ يسجل ويوثق حجم الانتهاكات اليومية التي لا زالت تتعرض لها المراة البحرينية، وبالرغم من هذا كله لم تتراجع المراة الى الوراء ابدا بل لازالت تابتت الخطى قدما نحو تحقيق مطالبها ونحن ضمان حياة كريمه لها وللأجيال القادمة.
وفي البيان الختامي، خرج المؤتمرون بعدة نقاط تخص المرأة البحرينية، وأكدوا على إتاحة الفرصة للمرأة البحرينية لاستشراق مستقبلها بعد سيادة الحرية والعدالة الاجتماعية المكفولة لها كمواطنة على أرض هذا الوطن في ظل جهودها الجبارة وتضحياتها أثناء ثورتها ضمن ثورات الربيع العربي.
...............
انتهی/212