وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء _ ابنا _ أكد «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (19/04/2013) بمسجد "الإمام الصادق (ع)" بـ"الدراز" ان الحراك الشعبي في البحرين "فقد بدأ سياسياً ويبقى كذلك، وبدأ إصلاحياً ويبقى كذلك، وبدأ سلمياً ويبقى كذلك، وبدأ وأداته الكلمة الموضوعية النزيهة القوية المعبرة وصرخة الحق المدوية والمسيرات الحضارية الحاشدة المنضبطة، بلا أداة قتل أو إدماء وجرح ويبقى كذلك مستغنياً حتى عن مثل الحجر إلى أن تتحقق أهدافه النبيلة ومطالبه العادلة كاملة".
وأضاف آية الله عيسى قاسم ان الحراك هو "حراكٌ راشد حكيم عادل سلمي مؤمن كل الإيمان بهدف الاصلاح الذي يرى فيه مصلحة الوطن كله وأمنه وتقدمه وخيره".
وقال ان الحراك الشعبي "حراكٌ لم ينطلق الشعب فيه إلا من منطق الحق والعدل، ومن دافع الضرورة العملية وعلى هدى من دينه، ويقين من أمره، وبذلك فهو لا يعدل عنه، ولا يخرج فيه عن رشده وحكمته، وكذلك لا يختار له طريق العنف والعدوان، ولا يعدل عن أسلوبه السلمي حتى إلى زجاجة أو حجر.. في هذا رشد، وفيه حكمة، وفيه مصلحة، ووعي، وانضباط، واحتياط فيما يطلب فيه الاحتياط".
وفيما يلي نص الخطبة الثانية لسماحة آية الله عيسی قاسم:
أين إسلامنا؟
الإسلام دين الحق والعدل والصدق والأمانة والدقة العلمية الفائقة، وهو عدو للكذب والزيف والبهتان والتضليل والقول بغير حق.
والمسلم لا ينبغي له إلَّا أنْ يكون كما أراد له دينه، ولو التزم المسلمون بهذا الأمر الملزم في الإسلام لكان لهم واقع أكبر من كل أهل الدنيا، وموقع فوق كل مواقع التقدم التي وصل إليها هذا العالم.
وكم يسيء المسلمون لأنفسهم حين يخرجون على هذا النهج، ويسلكون غير هذا الطريق، وكم يسيئون للإسلام ويظلمونه حين يعطون عنه صورة مشوَّهة مغايرة لما عليه واقعه النظيف ومستواه القمة، ويسقطون بالصورة عنه إلى الحضيض، حين يجانبون في القول الحقيقة ويغتالون قيمة الصدق ويخرجون على أمانة الكلمة الخروج السافر العلني وتدفعهم الأغراض الدنيوية إلى مناهضة الحق المناهضة المكشوفة !؟ وكم يضرُّون باوطانهم وشعوبهم وأمتهم حين يضللونها التضليل الذي ترغب فيه السياسة الدنيوية ويهواه القائمون عليها ؟!
وهذه صورة من هذا الواقع المؤلم الخسيس، واقع المفارقة الفاضحة بين ما عليه الاسلام من التمسُّك بأعلى أفق وأسماه في الصدق والدقة العلمية والأمانة والعدل والانصاف حتى مع أعدى عدوٍّ له وما وصلت إليه الكلمة في صحافة المسلمين وبعض أقلامهم وألسنتهم من مستوى هابط ممعن في مجافاة الحقيقة والخروج على الصدق والتناقض مع العلم والاستخفاف بالأمانة بالصورة العلنية الصارخة التي لا يحتاج كشفها إلى جهد.
ويزداد الأمر سوءاً وبشاعة وفظاعة واضراراً بشرف الإسلام ونقائه حين تلصق هذه المخالفات الشائعة عن صدق أو غير صدق بمن لهم مواقع اجتماعيَّة تكتسب مكانتها من الاسلام وتُحْسَب كلمتهم كلمته وتصرّفهم تصرّفه.
وهذا ما فعلته الصحافة عندنا في الأسبوع الأخير في قولين نسبتهما إلى جهتين إسلاميتين، لا علم لي شخصياً بصحة نسبتهما، والشأن كل الشأن في بيان ما وصلت إليه أوضاعنا من مستوى التجني على الحقيقة وعدم المبالاة في ممارسة الكذب بالشكل العلنيّ المكشوف بغض النظر عن صحة النسبة وعدمها، ومن غير تحامل على أحد أو مصادمة معه، أو انضمام القلب على شيء من حقد عليه.
القولان:
- أخبار الخليج، العدد الثمان مئة وستة بعد الإثني عشر ألف. الاثنين الخامس عشر من أبريل العام الثالث عشر بعد الألفين ميلادي بين قوسين: (وأوضح متحدثٌ باسم كيان إسلامي [1] ان جريمة تفجير السيارة في هذه المنطقة [2] التي وقعت الليلة البارحة على وجه الخصوص تعني رسالة واضحة وترجمة فورية لخطبة عيسى قاسم الذي هدّد الدولة والمواطنين والمقيمين جميعاً بمرحلة الانفجار الأمنيّ).
- أخبار الخليج، العدد السابع بعد الثمان مئة بعد الأثني عشر ألف، الثلاثاء السادس عشر من أبريل العام الثالث عشر بعد الألفين ميلادي: (وأكدت الأصالة أنّ التفجير جاء بعد خطبة وكيل المرشد الإيراني في البحرين [3] عيسى قاسم يوم الجمعة حين هدد بإدخال البحرين في إنفجار أمنيّ عام، إذا لم تستجب الدولة لمطالبه حيث واصل تصوير الظالم لبلادنا بأبشع الصور وواصل التحريض على العنف والشحن والكراهية).
أما ما جاء في خطبة الجمعة المعنية، فهو بالنص التالي، وهو نص مخطوط، ومطبوع، ومقروءٌ لي في الخطبة، ومسموع لي من الكثيرين، ومنشور في الداخل والخارج، فلا يمكن لي أن أدّعي ما ليس فيه، وليُرجع للنص.
أقول بذلك يكون تزويره، وفي أسبوع قراءته وسماعه وطباعته ونشره من أفضح الفضائح وأجرأ الجرأة وأقذر الكذب، النصّ كما هو في الخطبة بجميع مستوياتها المذكورة، بين قوسين : ( ولحدّ الآن لم تدخل البحرين وقد طالت الأزمة الأمنيّة بها في حالة الانفجار الأمنيّ العام، وهذه نعمةٌ أخرى يجب على كل الأطراف أنْ تشكر الباري المتفضّل عليها وأنْ تعمل جاهدة مخلصة على تجنيب الوطن من هذا المصير الأسود المروّع والفوضى الساحقة ).
وبعد قليل من هذه الكلمة، جاء في الخطبة نفسها هذا الكلام الآخر: ( ونحن أهل البحرين جميعاً، نتحمّل مسؤوليتنا الخاصة في أنْ لا ينزلق هذا الوطن إلى حالة الإنفجار الأمني، ونعمل جاهدين على إنقاذه من أزمته الأمنيّة الحرجة القائمة)
كلام الخطبة في الموردين، يسمّي عدم الدخول في حالة الانفجار الأمني نعمة، ويُوجِب على جميع الأطراف شكر المنعم المتفضّل بها وهو الله سبحانه، ويُوجِب على كل الأطراف كذلك أن تعمل جاهدة مخلصة على تجنيب الوطن المصير الأسود المروع والفوضى الساحقة التي يمثلها محذور الانفجار الأمني وهو يحملنا جميعاً –أيْ ذلك النصّ، الكلام- مسؤوليّة أنْ ينزلق الوطن إلى هذا المحذور السيء الخطير، وأنْ نعمل جاهدين على إنقاذه من أزمته الأمنية الحرجة القائمة.
فالكلام يفيض بالاشفاق على الوطن وأهله، ويتخوّف عليه من حالة الانفجار الأمنيّ، ويطالب النفس والغير بالعمل على درئه ودفعه، وعلى إنقاذ البلد من الأزمة الأمنيّة الحادّة الحاضرة سدّاً لبابه.
وما جاء في الصحيفة المذكورة نسف ذلك كلّه، وألغاه واستبدل عنه بما يناقضه فجعله دعوة للعنف والارهاب وتهديداً للدولة والمواطنين والمقيمين جميعاً بمرحلة الانفجار الأمني، وفي تعبير آخر تهديداً بإدخال البحرين في إنفجار أمنيٍّ عام، وحمّل كلام الصحيفة الخطبة في النصّ الذي قرأته منها مسؤوليّة التحريض على العنف والشحن والكراهية، وعدّ التفجير الذي ذكرته -أيْ الصحيفة نفسها- استجابةً فورية لخطبة عيسى قاسم لتحمّله مسؤوليّته.
أيُّ مختصٍ في اللغة العربية يفهم شيئاً من هذه المضامين من الخطبة؟ أيُّ طفل عربي في السنة الأولى من الدراسة الابتدائية يمكن أنْ ينسب إلى الخطبة ما قالته الصحيفة؟ أهو الهذيان؟ أهو الهراء المحض؟ أم هو الافتراء البيّن؟ والكذب الصراح؟ والضرب بقيم الدين والعدل والصدق والأمانة عرض الحائط؟ لهو الأخير وليس الأول، فالقوم يفهمون وليس أنهم لا يفهمون.
غفر الله لمن تقوّل هذا التقوّل، وارتكب هذا التزوير، ولن أطالبهم بما قالوا يوم القيامة.
أما عن الحراك الشعبي فقد بدأ سياسياً ويبقى كذلك، وبدأ إصلاحياً ويبقى كذلك، وبدأ سلمياً ويبقى كذلك، وبدأ وأداته الكلمة الموضوعية النزيهة القوية المعبّرة وصرخة الحق المدوّية والمسيرات الحضارية الحاشدة المنضبطة، بلا أداة قتل أو إدماء وجرح ويبقى كذلك مستغنياً حتى عن مثل الحجر إلى أنْ تتحقّق أهدافه النبيلة ومطالبه العادلة كاملة- هذا رأيي-.
حراكٌ راشد حكيم عادل سلمي مؤمن كل الإيمان بهدف الاصلاح الذي يرى فيه مصلحة الوطن كله وأمنه وتقدمه وخيره.
حراكٌ لم ينطلق الشعب فيه إلا من منطق الحقّ والعدل، ومن دافع الضرورة العمليّة وعلى هدى من دينه، ويقين من أمره، وبذلك فهو لا يعدل عنه، ولا يخرج فيه عن رشده وحكمته، وكذلك لا يختار له طريق العنف والعدوان، ولا يعدل عن أسلوبه السلميّ حتى إلى زجاجة أو حجر.. في هذا رشد، وفيه حكمة، وفيه مصلحة، ووعي، وانضباط، واحتياط فيما يُطلب فيه الاحتياط.
وهنا سؤال لابد أن يطرح نفسه: الحرمة المعتبرة للباس الجناة، حيث يطالب الشرفاء من الرموز السياسيين في السجن بالالتزام به أشدُّ قيمة وكرامة من قيمة وكرامة أولئك الشرفاء الذين يمثلون صوت الشعب وضمير الشعب فيما طالبوا به من حريته وكرامته وحقوقه السياسية من مثل الأستاذ «عبدالوهاب حسين»، و«سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد»، والأستاذ «حسن مشيمع»، والأستاذ الدكتور «عبدالجليل السنكيس»، حتى تهمل صحتهم ويسوف في علاجهم وأمر دوائهم ويمنعوا من ملاقاة أهلهم لأنهم يعرفون من أنفسهم البراءة من الجريمة والمجرمين ويأبون أنْ يشهدوا على أنفسهم بالجريمة؟
--------------
[1] سماحة الشيخ: - هذا المتحدث قالت عنه الصحيفة أنه يتحدث بإسم كيان إسلامي محليّ – هذا حسب الصحيفة-... ماذا أوضح المتحدث؟-.
[2] سماحة الشيخ: - المرفأ المالي يعني-.
[2] سماحة الشيخ: - حسب تعبيرها-.
...............
انتهی/212