ابنا: قال «الشيخ حسن الصفار» في خطبة صلاة الجمعة في مدينة القطيف شرقي السعودية ان "«آية الله الدكتور الشيخ عبدالهادي الفضلي» انموذج ومصداق للعالم الرباني لما ظهر من عشقه للعلم والمعرفة طوال حياته الشريفة ولانعكاس العلم على سلوكه".
واعتبر الشيخ الصفار رحيل الشيخ الفضلي "خسارة ليس علينا في المنطقة فقط وإنما يشعر بهذه الخسارة الحوزات العلمية والأوساط العلمية".
وتناول سماحته أمام حشد من المصلين جوانب من سيرة الراحل.
وأشاد بالفاعلية التي تميز بها العلامة الفضلي في مختلف الظروف ومن ذلك دوره في تأسيس الحركة الإسلامية وفي تطوير المناهج في الجامعات والحوزات العلمية.
وأضاف بأن "الراحل استمر بذات الفاعلية مع انتقاله من العراق إلى المملكة واشتغاله بالسلك الاكاديمي وتأسيسه قسم اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلى جانب انخراطه في سلسلة من الهيئات والمؤسسات داخل وخارج الجامعة".
وقال سماحته ان "الشيخ الفضلي كان له دورٌ كبيرٌ في المنطقة عبر ممارسته التثقيف الجماهيري إلى جانب رعاية وتربية جيل من المثقفين".
وأشار سماحته إلى ما وصفها بالاستمرارية العلمية للفقيه الراحل وحرصه على ممارسة الاجتهاد وتنقيح الآراء وإضافة الجديد منها والنأي في مقابل ذلك عن الكتابة الإنشائية وتكرار ما تناولته البحوث السابقة.
وأضاف الشيخ الصفار أن "كتابات الشيخ الفضلي اتسمت دائما بغزارة البحث وسعة الاطلاع".
وقال أن "الراحل كان طوال حياته مهموما بالعلم واستمر في الكتابة حتى بعد تعرضه لظروف صحية قاسية وإصابته بالشلل النصفي نتيجة جلطة دماغية".
وتناول الشيخ الصفار مطولا السجايا الأخلاقية العالية التي امتاز بها الراحل قائلا "كان يُخجل الإنسان بتواضعه وحسن انصاته والنأي عن استعراض عضلاته العلمية على أحد".
وأشار سماحته إلى أن "الراحل الفضلي كان أبعد ما يكون عن الإنفعالية حتى مع بعض من أساء إليه متناولا في ذات السياق سلسلة من المواقف التي عايشها مع الراحل".
وقال الشيخ الصفار مشيدا بالعلامة الفضلي "هكذا ينبغي أن يكون العالم المنتمي لمدرسة جعفر بن محمد الصادق (ع)، العالم الذي يتفاعل مع الأجواء الحسنة التي يعيشها، ويحسن التعامل مع الجميع وينفتح على الجميع، وتكون له فاعلية في كل ظروف".
...............
انتهی/212