بسم الله الرحمن الرحیم
وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (سورة آل عمران- آية 169)قبل ثلاثة وثلاثون عاماً استشهد المفكر الاسلامي الكبير العلامة آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر مع أخته العلوية الفاضلة الشهيدة بنت الهدى بشكل فجيع على يد جلاوزة صدام المقبور اللعين فعرجت روحه الطاهرة الى الملكوت الاعلى بعد عمر مبارك قضاه في خدمة الدين والعلم والثقافة والفقاهة.
بهذه المناسبة الأليمة المفجعة يرفع المجمع العالمي لأهل البيت(ع) آيات الحزن والأسى الى الأمة الاسلامية والى الحوزات العلمية والمراجع العظام والمراكز العلمية والدينية سائلاً المولى القدير أن يتغمد الشهيد السعيد وأخته المظلومة في جنة النعيم بجوار سيدنا ومولانا محمد(ص) وأهل بيته الأطياب(ع) والشهداء والصالحين.
ليس من السهل أن نتحدث عن مثل هذا المفكر العظيم الذي أعطى المجتمع الإسلامي والحوزات العلمية والجامعات في العالم بأفكاره وآثاره العلمية النيرة رافداً علمياً وأفقاً لمدرسة جديدة في التفسير العميق للمفاهيم الإسلامية وتأصيل منهجي لمعارف مدرسة اهل البيت(ع).
لقد كان العلامة الشهيد مجاهداً صلباً لا يخاف في الله لومة لائم في مواجهة الكفر والظلم والإستبداد حتى كانت شهادته قمة للإيثار ومناراً يستنير به جميع المجاهدين والثوار من أجل تحقيق العدالة والإستقلال من براثن الإستعمار والأنظمة الجائرة.
ان ما جعل هذا المفكر يتحول الى شخصية عالمية لا تحد باُطر هو جهوده العلمية و الفلسفية وقيادته للحركة الإسلامية و خدماته الخيرية التي كانت ممزوجة بالفكر الإصلاحي المستنير والنظريات التقريبية وآرائه المتأصلة والمبتنية على الإسلام والمذهب الجعفري بحيث كان نموذجاً تحتذي به المراكز العلمية في الحوزات والجامعات و لقد سار العلامة الشهيد محمدباقر الصدر على خطى الإمام الخميني الراحل(ره) طيلة نضاله ضد الحكم البعثي الديكتاتوري في العراق و في أثناء إنتفاضة الشعب العراقي المسلم و مع انطلاق ثورة الشعب الإيراني المسلم و حتى بعد إنتصار الثورة الإسلامية كان رحمه الله مدافعاً عن إرادة الشعب الإيراني الحر، وسلك منهج الإمام الخميني(ره) حيث خاطب الشعب العراقي قائلاً :«ذوبوا في الإمام الخميني كما ذاب هو في الإسلام» وآمن بأفكاره في مقارعة النظام الصدامي المجرم فتحمل كيد المعاندين و أذاهم و حوصر في داره ثم اعتقل و عذب و أستشهد، ان مواقفه الأصيلة و جهاده الباسل الذي يمثل الأساس الصلب لمقاومة الشعب العراقي المجاهد لم تنحصر في العراق و حسب، بل تجاوز ذلك الى الدفاع عن الثورة و الإسلامية الإيرانية المباركة وعن الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني المظلوم وكذا المواجهة المستمرة للإستعمار والامبريالية العالمية ومن مواقفه المشرفة في حياتة المباركة وبالرغم من الشأن العلمي والمرجعية الدينية التي كان يتمتع بها الا انه كان الداعم و المحامي عن سماحة آية الله العظمي الامام الخميني(ره) والثورة الاسلامية في ايران في كل المناسبات من خلال بيانات و مواقف مختلفه حيث كان يوكد رحمه الله على دعم هذه الثورة. فرحم الله الشهيد السعيد وأخته العلوية المجاهدة الشهيدة برحمته الواسعة ونسأل الله تبارك وتعالى أن يمن على الجميع بالإقتداء به فكراً وسلوكاً وجهاداً .
فإنا لله وإنا اليه راجعون
المجمع العالمي لأهل البيت(ع) 29 جمادي الأول عام 1434
.................
انتهی/ 101