ابنا: تدلل الأفعال الإجرامية التي ألحقها إرهابيو المستعربين من العرب ومرتزقة الغرب بمقام السيدة سكينة (عليها السلام) في مدينة داريا بريف دمشق على همجيتهم وإجرامهم وتحللهم من كل القيم والأعراف الدينية من خلال استهدافهم المتعمد لدور العبادة والمقدسات الدينية في المدينة الواحدة والتي شكلت على مدى القرون تجسيدا لمبادىء التسامح والمحبة والتعايش.
المقام الذي يحاط بالأبنية السكنية في تناغم معماري امتد لقرون من بيوت أرضية ومدارس ومنشآت خدمية وسط حي سكني اتخذه الإرهابيون مقرا لتخطيط أعمالهم الإرهابية وإطلاق نيران حقدهم والاعتداء على المناطق القريبة منه مستخدمين كل أنواع الأسلحة من رشاشات ثقيلة وقواذف "آر بي جي" وقناصات وقنابل يدوية مسطرين بذلك قبح وشناعة جرائمهم في أعمال فاضحة لانحطاطهم الأخلاقي والإنساني فكان اعتداؤهم سافرا بشكل يتماهى مع اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية.
بشراهة كبيرة للتدمير والتخريب والعبث بكل الموروث الحضاري والديني للسوريين لم يكتف الإرهابيون بتدنيس حرمة المقام فارتكبوا كل ما نهى عنه رسل الله وحرمته الشرائع السماوية والقوانين بين جدرانه وحرقوا مكتبة المقام من كتب دينية وفقهية ونهبوا محتوياته وأثاثه وأضرموا النيران في قاعاته وردهاته في انتقام بربري لاشك معه أنهم كانوا ينفذون مآرب غرب استعماري مستعد للذاكرة الحضارية والدينية والتراثية للشعوب العربية.
الإرهابيون الذين تحصنوا بالمقام كانوا يراهنون بأن الجيش السوري لن يتمكن منهم فكان لوحدة من الجيش بعملية نوعية مباغتة وناجحة من حيث التكتيك والنتيجة أن بسطت نفوذها الكامل على مقام السيدة سكينة (ع) ومحيطه وأسفرت عن القضاء على جميع الإرهابيين الذين استخدموه مقرا لأعمالهم الإجرامية.
وأفاد مصدر مسؤول أنه تم تفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة كان الإرهابيون يفخخون المقام بها ومصادرة كميات من الأسلحة والذخيرة شملت عبوات ناسفة سلكية ولاسلكية بأوزان متعددة وبنادق حربية آلية ورشاشات وقواذف آر بى جى مع الحشوات ورشاشات وبنادق حربية وجعب عسكرية وقنابل يدوية وقناصات وذخيرة متنوعة إضافة إلى مواد طبية.
ومهما تهدم من بناء المقام ولون السواد جدرانه فسيبقى إلى جوار جوامع ومساجد وكنائس داريا آثارا ومعالم مقدسة تستعيد دورها كما كانت.
..............
انتهی/212