وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر : الفجر
الاثنين

٢٥ مارس ٢٠١٣

٧:٣٠:٠٠ م
403031

نكشف سر مسرحية الاعتذار الإسرائيلي إلى تركيا

العلاقة التركية بالمنظومة الامريكية الغربية هي علاقة تحالفية استراتجية وعلاقة تركيا في إسرائيل تعد جزءا من العلاقة التي ترتبط تركيا بأمريكا والغرب، تركيا التي تعد نفسها لتلعب دورا إقليميا في الشرق الأوسط على اعتبار أنها الحاضن للنظام الإسلامي الأمريكي الجديد هي الراعي لهذا النظام الذي تعتبره أمريكا يتوافق ومصالحها ومخططها للشرق الأوسط الجديد، ما يربط إسرائيل في تركيا علاقة استراتجيه وطيدة حيث ترتبط تركيا بعلاقات عسكرية واقتصادية مع إسرائيل حيث تبلغ قيمة التبادلات التجارية بين البلدين إلى ما يصل أكثر من ثلاثة مليار دولار سنويا، هناك اتفاقية أمنية عسكرية تربط إسرائيل في تركيا منذ عام 1996 وان هذه الاتفاقية كانت متزامنة مع علو الاصولية الاسلامية في تركيا وفوز حزب الرفاه الإسلامي في 18 مارس من عام 1996 أعلنت وزارة الدفاع الاسرائيلية في بيان لها انه قد تم الاتفاق بين تركيا وإسرائيل في مجال المناورات والتدريبات المشتركة وإجراء حوار استراتيجي بين الدولتين وكان هناك خطه تقضي لتجديد 45 طائره من نوع أف 4 وتجهيز وتحديث 56 طائره أف 5 وخطة لإنتاج ثمانمائة دبابة إسرائيلية ميركافاة وخطة مشتركة لإنتاج طائرات بلا طيار وإنتاج صواريخ ارض جو بوبي إضافة لتبادل الخبرات في مجال التدريب وتبادل الاستخبارات والمعلومات الامنية والعسكرية بخصوص المشاكل الحساسة مثل الموقف من إيران والعراق وسوريا وإقامة حوار استراتيجي بين الدولتين إضافة إلى عقود التسليح والمناورات المشتركة التي ما زالت بين البلدين، هناك مشروع أنابيب سمي بمشروع السلام واتفاق للتعاون الاستراتيجي واتفاق التجاره الحرة تربط تركيا بإسرائيل، مشروع أنابيب السلام يتلخص في إقامة محطة بمنطقة شلالات مناوجات التركية لتزويد إسرائيل بكمية خمسون مليون طن سنويا من المياه لمدة عشرين عاما ويستند المشروع إلى ضخ المياه في أنابيب برية عبر الأراضي السورية ثم دخولها إلى شمال لبنان أو شمال شرق الأردن وبعدها إلى الأراضي الفلسطينية أو نقلها بحرا إلى الساحل الإسرائيلي في حال عدم توقيع اتفاقية سلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان تبلغ تكلفة المشروع مليار دولار، بالرغم مما ادعته تركيا اردغان بموقفها من إسرائيل من خلال ما حدث في دافوس بين رجب طيب اردغان وشمعون بيرس في مؤتمر دافوس الاقتصادي وحادث السفينة مرمرة حيث اقتحمت قوات الاحتلال السفينة التركية التي كانت متوجهة إلى قطاع غزة في محاولة لفك الحصار عن قطاع غزه وحادثة اهانة السفير التركي من قبل وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان فان العلاقات التركية الاسرائيليه لم تصل لحد القطيعة بين البلدين أو إغلاق السفارات، بقيت العلاقات الاستراتجية بعناوينها قائمة وبقيت الاتفاقات العسكرية بعناوينها قائمة حيث رفض اردغان إلغاء عقود الدفاع واستدعاء السفير في حينه وفق منطق ان انقرة لم تقم ببناء صداقات مع أعداء الأمس لتفقد صداقات اليوم حتى ان اردغان أعلن في وقت تأزم العلاقات خلال زيارته للهند في العام الماضي عن مشروع تركي إسرائيلي مشترك لمد أنابيب نفط وغاز إلى الهند من بحر قزوين مرورا بمرفأ جيهان التركي وايلات الإسرائيلي، ان المتمعن بالخطط ألاقتصادية والعسكرية التركية الاسرائيلية يكتشف عمق المخطط الذي يستهدف سوريا وامن سوريا ووحدة الأراضي السورية والشعب السوري وجل ما يستهدفه الجيش العربي السوري، ان جميع المخططات المرسوم لها قيد التنفيذ ترتبط بمخطط السلام التي كانت ترغب تركيا بتحقيقه عبر وساطتها بين سوريا وإسرائيل حيث الإصرار السوري بالحفاظ على مواقفه وثوابته الوطنية حال دون الدور التركي، تركيا بمحاولاتها للعب الدور المحوري كانت ترى بفتح علاقاتها مع دمشق ما يحقق طموحاتها للشرق الأوسط الجديد، حين اصطدمت الطموحات التركية بالموقف السوري الممانع للمخططات التي تستهدف الأمن القومي العربي عمدت تركيا إلى محاولات تسويق نفسها بتبنيها للملف الفلسطيني وبدعمها الصوري للقضية الفلسطينية من خلال محاولات الإيهام بلعب دور هام في حل القضية الفلسطينية ولعب دور الوسيط بين الفلسطينيين أنفسهم وبين الفلسطينيين والاسرائليين بنفس الدور الذي رسمته ولعبته مع سوريا، ان تركيا التي ما زالت تعمل لأجل ان تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي فإنها تسعى لترسيخ وجودها الإقليمي المحوري في الشرق الأوسط وهي تسعى لتسويق نفسها بدور تعتبر نفسها أنها صانعة ما أصبح يعرف بالإسلام السياسي وأنها الحاضن لهذا النظام والداعم له، ترى تركيا بان تلعب دورا محوريا وداعما من خلال تسويق شركاتها واستثماراتها في مصر كما سوقت نفسها في ليبيا وتونس، تركيا التي تعتبر نفسها عضوا في حلف الأطلسي وترتبط باتفاقات استراتجية مع إسرائيل تربطها بكل تلك الدول مخططات وأهداف مشتركة وان التنسيق ما بين إسرائيل وتركيا لم ينقطع يوما بشان التآمر على سوريا على اعتبار ان اتفاقية التعاون الاستراتيجي وخاصة تجاه جمع المعلومات ما زالت قائمة وان عملية توريد السلاح عبر تركيا لتزويد المجموعات الارهابية للعبث بأمن سوريا القومي يجري على قدم وساق وان احتضان تركيا للمجلس الوطني السوري وائتلاف المعارضة السورية هو ضمن المخطط الاستراتيجي الذي يربط تركيا في إسرائيل وان تركيا بتحالفها مع قطر وبعض الدول العربية التي تسير بتفس النهج والمخطط هو ضمن استهداف يقضي بالقضاء على الدولة السورية بما يمكن تركيا وإسرائيل وقطر من تنفيذ مخططهما الاقتصادي المرتبط بالمصالح الامريكية ألاستراتيجية بهدف ضرب الاقتصاد الروسي وذلك للحيلولة دون التنامي والتمدد الروسي باتجاه منظمة شنغهاي ودول البر يكس، لقد وضحت حقيقة المسرحية التركية بمسرحية الاعتذار الإسرائيلي، الذي بادر وزير الخارجية التركي داوود أوغلوا في مقابلة مع مؤسسة الاذاعة والتلفزيون التركية ( تي ار تي ) ليعلن ان التطور الأخير في الموقف الإسرائيلي ليست له علاقة بموقف تركيا من الازمة السورية الراهنة مشددا على ان تركيا لا تخادع على الإطلاق في مواقفها وإنما تصر عليها لأنها تكون على حق في ما تدعيه، وذكر الوزير التركي ان اردغان تشاور قبل تلقي اتصال نتنياهو مع رئيس حكومة حماس في غزة إسماعيل هنيه وشرح ان التشاور حصل قبل اتصال نتنياهو مضيفا ان اردغان اتصل بالرئيس المصري محمد مرسي ورئيس الوزراء اللبناني ميقاتي قبل استقالته وفي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مضيفا ان الاتصال الثلاثي بدا بعد ذلك على الهاتف بين اردغان والرئيس الأمريكي اوباما ونتنياهو واستغرق عشرون دقيقة، كل تلك المبررات التي ساقها وزير الخارجية التركي تعد مبررات غير واقعية وغير مقنعة للشعب التركي ولا مقنعة للامة العربية والاسلامية لان حقيقة الواقع غير الذي ساق مبرراتها وزير الخارجية التركي مهندس المخططات التامرية ومخطط التمدد العثماني الجديد لان التنسيق التركي الإسرائيلي لم ينقطع يوما وان إسرائيل حين قصفت دير الزور استخدمت المجال الجوي التركي وحين أقدمت على القصف الأخير لدمشق كان عبر التنسيق الإسرائيلي التركي، ان حقائق المؤامرة على سوريا تستوضح حقيقتها يوما بعد يوم وان ما تخطط له تركيا عبر حليفتها إسرائيل وأمريكا ضمن مخطط يستهدف الأمن القومي العربي وضمن مخطط نشر الفوضى الخلاقة وضمن ما يهدف المخطط لتحقيقه من بث للفتن الطائفية والمذهبية، ان امن الامة العربية أصبح مخترق ومستهدف بالدور التركي بالتنسيق مع إسرائيل وما يربطهما من تحالفات استراتجيه مع أمريكا وحلف الأطلسي وان نشر صواريخ الباتريوت فوق الأراضي التركية هو جزء من المخطط الاستراتيجي لتطويق إيران، ان ما تتطلبه دقة المرحلة ان تعي الدول المستهدفة لهذا المخطط الهادف لإسقاط كل قوى المقاومة والممانعة والذي يهدف المخطط لتحقيقه التآمر على القضية الفلسطينية وإسقاط حق العودة ضمن مخطط التوطين للاجئين الفلسطينيين، ان الامة العربية وهي تتعرض لمؤامرة تستهدف أمنها ووجودها ووحدتها الجغرافية ضمن مخطط تفتيت المجمع وتجزئة المجزئ تعيدنا إلى حلف بغداد والعدوان الثلاثي على مصر وما تتعرض له مصر من فوضى وما يستهدف سوريا من تقسيم وإسقاط لمكونات الدولة السورية وما يستهدف لبنان من حرب طائفية وما تواجهه ليبيا من فوضى وتعاني منها تونس واليمن والسودان وما يستهدف السعودية والأردن والسودان إلا امتداد لما شهده عالمنا العربي من مؤامرات الخمسينات والستينات ولا بد من صحوة عربيه تنقذ امتنا العربية وتعيد للقضية الفلسطينية أهميتها ومحوريتها وتنهي ما تعاني منه سوريا من تآمر يستهدف وحدتها الجغرافية ووحدة شعبها وتمزيق جيشها العربي المقاوم وذلك ضمن استراتجيه الحفاظ على امن امتنا العربية وضمن اعتبار القضية الفلسطينية أولى اهتمامات العالم العربي، بانت حقيقة تحالف تركيا وإسرائيل ومحورهما التآمري للانقضاض على القضية الفلسطينية التي بانت وقائعها وحقيقتها بمسرحية الاعتذار الإسرائيلي إلى تركيا وبانت حقيقة ما يجمع تركيا بإسرائيل .

الموضوع لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

..................

انتهي / 232