وفقاً لما أفادته وكالة أهل البيت(ع) للأنباء ـ ابنا ـ إن بعض وكالات الأنباء الداخلية ومواقع الانترنت نقلت مؤخراً خبرا عن "قناة الفرات العراقية" مفاده «أن جهود الشيعة نجحت مؤخرا في كسب الاعتراف الرسمي بمذهب التشيع في النمسا(!)» ؛ وهذا الخبر غير صحيح.
ومن أجل تصحيح هذا الخبر أجرينا حوارا مع «حجة الإسلام والمسلمين محمد اريش والدمن» مسؤول مجمع أهل البيت(ع) في النمسا.
وقد تحدث سماحته حول تاريخ الإسلام والتشيع في هذا البلد قائلا: "النمسا هي أول بلد في الاتحاد الأوربي يعترف رسميا بالإسلام وذلك في عام 1912، وفي العام الميلادي الماضي أقيمت احتفالية كبيرة بمناسبة الذكرى المئوية لذلك وشارك في هذه الاحتفالية الناشطون الشيعة".
وأضاف قائلا: "في عام 1979 أسست الحكومة النمساوية مؤسسة حملت عنوان "الجمعية الإسلامية النمساوية" لتلبية احتياجات المسلمين من قبيل المدارس، والمساجد، ورعاية الحجاب، وأمور السفر، والحج، وغيرها، وضمت هيكلية هذه الجمعية التصريح والاعتراف الرسمي بالمذاهب الإسلامية الأربعة مع المذهب الشيعي الجعفري الإثناعشري".
وقال محمد والدمن لمراسل وكالة ابنا: "يتمتع أتباع أهل البيت(ع) منذ عدة سنوات بحقوق المواطنة الكاملة في النمسا حالهم حال أتباع سائر المذاهب والأديان".
وأشار مسؤول مجمع أهل البيت(ع) في النمسا إلى بعض هذه الحقوق قائلا: "في عام 2012 تأسست أول مدرسة ابتدائية إسلامية شيعية بموافقة الجمعية الإسلامية النمساوية، وتدرس في هذه المدرسة الدروس وفقا للمذهب الشيعي".
وأضاف هذا العالم النمساوي على أن من حق التلاميذ المسلمين وأتباع أهل البيت(ع) أن يكون لهم مدرسا من دينهم أو مذهبهم وقال: "منذ سنوات يدرس الفقه الشيعي وتعاليم التشيع في مركز إعداد المعلمين المسلمين في النمسا، ويشارك فيه هذه الدروس حتى أتباع المذاهب السنية ليتعرفوا على علوم أهل البيت(ع)".
وأضاف اريش والدمن: "أسست الجمعية الإسلامية النمساوية فرعا لها في كل واحدة من الولايات النمساوية التسعة. وينتخب كل واحد من هذه الفروع هيئة رئاسة وأربعة أعضاء في المجمع العام للجمعية الإسلامية. ويضم "فرع العاصمة فينا" أعضاء من العلماء الشيعة، وهناك أيضا أعضاء شيعة في "هيئة الإفتاء الإسلامية في النمسا" والتي تأسست في عام 2011.
وأشار العضو النمساوي للجمعیة العامة للمجمع العالمي لأهل البيت(ع) إلى أن عدد الشيعة في النمسا يتراوح بين 70 إلى 90 ألف نسمة، وقال: "هناك العديد من المراكز الشيعية في النمسا من قبيل مركز الإمام علي(ع) في العاصمة فينا، ومسجد أهل البيت(ع) للشيعة الأتراك، ومركز العصر للشيعة الباكستانيين، ومركز الزهراء(س) الثقافي للشيعة الأفغانيين، ومركز أهل البيت(ع) الثقافي للشيعة العراقيين واللبنانيين، والمركز الثقافي للشيعة النمساويين المحليين، ومسجد أهل البيت(ع) في سالسبورغ التابع لمركز الإمام علي(ع) وتؤدي كل هذه المؤسسات نشاطاتها الدينية والثقافية، ويعتبر «المجمع العالمي لأهل البيت(ع) » في النمسا الممثل الرسمي للشيعة في هذا البلد".
جدير بالذكر أن الأعوام الأخيرة شهدت بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في البرامج الثقافية للشيعة بمختلف قومياتهم شهدت أيضا تعاونا شيعيا مع سائر المراكز الإسلامية لأهل السنة وخاصة علماء السنة في الجمعية الإسلامية النمساوية.
وقد أدى التعايش الأخوي وأجواء الوحدة الإسلامية والامتناع عن التطرف وكل ما يثير الفرقة إلى أن يحضى المسلمون من سائر المذاهب باحترام خاص من قبل المسؤولين النمساويين وخاصة رئيس الجمهورية والمستشار النمساوي وغيرهم.
وننوه أخيرا إلى أنه بالنظر إلى الحساسية البالغة لحقوق الأقليات الشيعية في سائر البلدان ينبغي على وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل أخبارهم، وأن تؤخذ أخبار الشيعة من مصادر متخصصة في هذا المجال.
..............انتهى/114