(1) ولد الإمام علي ابن أبي طالب (ع) في الكعبة المشرقة في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب الأصم، وذلك بعد مضي ثلاثين سنة من ولادة الرسول الأعظم (ص) والذي يتفق ولادته (ص) عام الفيل، وقيل أقل من ذلك، والله أعلم، وينحدر (ع) من سلالة بني هاشم وهو ابن عم الرسول (ص)، وأبوه (عبد مناف) الملقب بأبي طالب وجده عبد المطلب بن هاشم، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، وزوج فاطمة الزهراء (ع) وكان يلقب بأمير المؤمنين، وأبو الحسن، وأبو الحسين، والمرتضی، والوصي وحيدرة ويعسوب المؤمنين، وكان أول القوم اسلاماً، وأكثرهم إيماناً وحامل لواء الرسول (ص)، وقد بقی الإمام علي (ع) في رعاية أمه إلی أن بلغ الثامنة من عمره، وأخذ النبي (ص) علياً من أبيه، وظل معه وفي رعايته يرعاه ويتعهده بالتعليم والتوجيه ويبث في روحه من دقائق الحكمة وأسرار الكون والمعرفة، وظل إلی جانب الرسول (ص) لا يفوته شيء من أخبار السماء إلا ماكان من مختصات النبوة، وبويع له بالخلافة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غدير خم بأمر الرسول (ص) واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة، وكانت عاصمته الكوفة، وأشهر حروبه الجمل وصفين والنهروان، وأشهر آثاره هو نهج البلاغة، واستشهد في مسجد الكوفة أثناء اشتغاله بصلاة الفجر في مسجد الكوفة عندما ضربه عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي وذلك في الليلة التسعة عشر من شهر رمضان المبارك سنة أربعين للهجرة، وتوفي في ليلة إحدی وعشرين من شهر رمضان، وقبره حيث مزاراً تأتي له الوفود من كل أقطار العالم في النجف الأشرف في العراق.
* * *
(2الإمام الحسن بن علي ابن أبي طالب (ع)، سماء به رسول الله (ص)، وأمه فاطمة الزهرا (ع) وجده لأمه رسول الله (ص)، وجده لأبيه أبو طالب بن عبد المطلب، وجدته لأمه خديجة بنت خويلد، وجدته لأبيه فاطمة بنت أسد بن هاشم، واخوته لأمه وأبيه الإمام والحسين الشهيد (ع) وأخواته لأمه وأبيه زينب الكبری وام كلثوم (ع)، واخوته لأبيه أبو الفضل (العباس) وجعفر، وعون.. واستشهدوا في واقعة كربلاء مع الحسين (ع) والكوكبة الثائرة معه. ولد بالمدينة المنورة في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث للهجرة فجيیء به إلی رسول الله (ص) فقال (اللهم اني أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم، وأذن في أذنه اليمنی، وأقام في اليسری وسماه حسناً، وكان يلقّب بالطيب والتقي والزكي والولي والبسط والمجتبی والأخير أشهرهم، ويكنی بأبي محمد، وهو سيد شباب أهل الجنة مع أخيه الحسين (ع)، لحديث رسول الله (ص) «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة»، عاش في المراحل الأولی من حياته تحت عطف الرسول الله (ص) لازم أباه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) طليلة حياته، شهد معه حروبه ثلاث: الجمل، صفين، النهروان، أشهر زوجاته،خوله بنت منظور الفرارية، أم اسحاق بنت طلحة بن عبدالله التميمي، وجعدة بنت الأشعث، وأم بشر بنت أبي مسعود الانصاري، وهند بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، وأولاده (زيد، الحسن، عمرو، القاسم، عبدالله، عبد الرحمن، الحسن، طلحة) وبناته (أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبدالله، أم سلمة، رقية) وبويع له بالخلافة في الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 40 للهجرة، وأما صلحه مع معاوية فقد وقع في النصف من جمادي الأولی سنة 41 للهجرة واستشهد مسموماً في السابع من شهر صفر سنة 50 للهجرة، ودفنه أخوه الحسين (ع) في البقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بوصية منه، ومدة امامته 10 سنين، وهدم قبره الشريف في الثامن من شوال سنة 1244هـ علی يد الوهابيين حيث هدموا قبره وقبور بقية الأئمة (ع) في أرض البقيع.
* * *
(3) ولد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) في المدينة المنورة في الثالث من شعبان سنة أربع للهجرة، ونشأ تحت ظلّ وكنف جده الرسول الأعظم (ص) فكان هو الذي يتولی رعايته، ولازم أباه أمير المؤمنين عليه السلام وحضر مدرسته الكبری لمدة 25 سنة وهو ينهل من علمه ومناقبه ومعارفه، واشترك في حروبه الثلاث (الجمل، صفين، النهروان)، ويلقب بالرشيد، الوفي، السيد _ الزكي، المبارك، التابع لمرضاة الله، الدليل علی ذات الله، السبط، سيد شباب أهل الجنة، أما زوجاته، ليلی بنت أبي مرة بن عروة من مسعود الثقفي، أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله التميمي، شاه زنان بنت كسری يزدجرد –ملك الفرس_ الرباب بنت أمرؤ القيس بن عدي، وأما أولاده (الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد (ع)، علی الأكبر، جعفر، عبدالله) وأما بناته (سكينة، فاطمة، رقية) بايع أخاه الحسن سنة 40هـ، وعاش بعد أخيه الإمام الحسن (ع) عشر سنين، وبعد أن مات معاوية بن أبي سفيان، رفض الإمام الحسين (ع) مبايعة يزيد، واستشهد هو وأهل بيته وأصحابه في اليوم العاشر من المحرم سنة 61هـ وحمل رأسه الشريف إلی الكوفة في ليلة الحادي عشر من المحرم، وحملت عائلته في اليوم الحادي عشر وجيء بهم إلی الكوفة سبايا، ثم جملوا منها إلی الشام، ودفنه إبنه الإمام زين العابدين عليه السلام في اليوم الثالث عشر من المحرم وذلك في مكان استشهاده في كربلاء المقدسة حيث مقامه الشريف.
* * *
4) ولد الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) بالمدينة. في 15 جمادي الأولی سنة 36 للهجرة، وجده أمير المؤمنين (ع) وجدته فاطمة الزهراء (ع) وأمه شاه زنان _ أي ملكة النساء _ بنت يزدجرد بن شهريار بن كسری، وتحمل الإمامة وعمره ثلاثين عاماً تقريباً، ومن أشهر ألقابه سيد العابدين والسجاد وذو الثفنات والبكاء والعابد والزكي والأمين، ومن أشهرها زين العابدين وبه كان يعرف كما يعرف باسمه، وشهد مأساة كربلاء وواكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلی الكوفة ومنها إلی الشام، وإستمرت امامته أربعة وثلاثين عاماً، وكانت إقامته في المدينة المنورة، وكان فيها المفزع للمهمات، يفيض علی الأمة علماً وسخاءاً، عاصر خمسة حكام وهم يزيد بن معاوية ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وأستشهد مسموماً علی يد الوليد بن عبد الملك وذلك الخامس والعشرين من المحرم سنة 95هـ ودفن في البقيع مع عمه الإمام الحسن (ع)، وقد هدم قبره في الثامن من شوال سنة 1344هـ علی يد الوهابيين، ومن أهم آثاره الصحيفة السجادية، ورسالة الحقوق.
* * *
(5) ولد الإمام محمد بن علي المعروف بالباقر (ع) في يوم الجمعة أو الأثنين غرة رجب سنة 57 للهجرة في المدينة المنورة وقبل في مطلع صفر وكانت وفاته بعد مضي مائة وأربعة عشر سنة علی هجرة النبي (ص) من مكة في السابع من شهر ذي الحجة وقيل في ربيع الأول من ذلك العام عن سبعة وخمسين عاماً أدرك فيها جده الحسين (ع) وبقی معه نحواً من أربع سنين، ومع أبيه السجاد بعد جده خمساً وثلاثين سنة، وعاش بعد أبيه ثمانية عشر عاماً، وقيل عاماً كما في رواية وهي مدة امامته، وكانت وفاته في السنين الأخيرة من ملك هشام بن عبد الملك وقيل في مطلع حكم إبراهيم بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وفي أيام طفولته وهو في مطلع الصبا كانت المحنة الكبری التي مرت علی أهل البيت في كربلاء وقتل فيها جده الحسين ومن معه من إخوته وبني عمه وأصحابه وتجرع مرارتها وآلامها كما تجرعه غيره من النساء والأطفال، كان يشبه رسول الله (ص) ولذا لقب بالشبيه، وكما يلقب بالباقر، والشاكر، الهادي، الأمين، وكنيته أبو جعفر، ملاء الدنيا بعلمه وحديثه حتی قال جابر الجعفي حدثني أبو جعفر: سبعين ألف حديث، وقال محمد بن مسلم: سألته عن ثلاثين ألف حديث، وأهم مؤلفاته كتاب التفسير ذكره ابن النديم، ورسالته إلی سعد الخير من بني أمية، ورسالته ثانية منه إليه، وكتاب الهداية، أشار علی عبدالملك بن مروان بضرب الدراهم والدنانير وعلمه كيفية ذلك: وملوك عصره الوليد بن عبدالملك، وعمر بن عبدالعزيز، يزيد بن عبدالملك، هشام بن عبدالملك، وتوفي يوم الأثنين في السابع من ذي الحجة سنة 114هـ وعمره سبعة وخمسون سنة _ودفن في البقيع مع أبيه زين العابدين وعمه الحسن السبط عليهما السلام. وهدم الوهابيين قبره الشريف وقبور الأئمة عليهم السلام في الثامن من شوال سنة 1344هـ.
* * *
(6) ولد الإمام السادس جعفر بن محمد المعروف بالصادق (ع) في السابع من ربيع الأول وقبل في مطلع رجب سنة ثلاث وثمانين للهجرة وقيل سنة ثمانين، وهو الإمام السادس من أئمة أهل البيت (ع)، وعاش بين الثامنة والستين والخامسة والستين حسب إختلاف الروايات، في تاريخ ولادته منها مع جده علي بن الحسين السجاد (ع) اثنتی عشرة سنة أو خمسة عشر سنة وأقام بعد جده مع أبيه الباقر (ع) تسع عشرة سنة كان فيها ناضج التفكير متكامل المواهب يقصده العلماء والمحدثون ليأخذوا من علمه وحديثه في مختلف المواضيع، وإشترك مع أبيه في تأسيس تلك الجامعة الإسلامية التي ملأت الدنيا بآثارها، وأقام بعد أبيه أربعاً وثلاثين سنة وهي مدة أمامته، عاصر خلالها هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد بن عبد الملك، ويزيد بن الوليد بن عبد الملك بالناقص، وابراهيم بن الوليد ومروان بن محمد الملقب بالحمار ومن الدولة العباسية عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس المعروف بالسفاح، وكانت وفاته بعد مضي عشر سنين من خلافة المنصور العباسي، وكان يكنی بأبي عبدالله _وأبو اسماعيل، وأبو موسی، وأولها أشهرها، ومؤلفاته، قال الشيخ المطفري: ماروي عنه بلا واسطة ثمانون كتاباً، وبواسطة سبعون كتاباً، وأخذ عنه العلم والحديث أكثر من أربعة آلاف رجل، وقد توفي في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148هـ، متأثر بسم دسه إليه المنصور العب