ابنا: أكد «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (08/03/2013) بمسجد "الإمام الصادق (ع)" بـ"الدراز"، على أنه لا إصلاح وسجين واحد من سجناء الحراك في السجن، وأنه لابد من الاستفتاء الشعبي على نتائج الحوار من أجل أن تحظى بموافقة أغلبية الشعب.
ويأتي ذلك رداً غير مباشر على تأكيدات وزير الديوان الملكي بأن مخرجات الحوار ستوجه إلى المؤسسات الدستورية، في إشارة لرفض السلطة مطلب المعارضة بإستفتاء الشعب على مخرجات الحوار.
وأكد آية الله عيسى قاسم أن البحرين تغرق في مشكل كبير لاينكره أحد، لما له من ضغط كبير على كل الأوضاع، مشيراً إلى أن سلاح الشعب في ذلك صبره ومواصلته الطريق حتى تحقيق مطالبه.
وقال: "هناك مشكل معترف به، والجميع ينشد له الحل، ولا حل إلا بتشخيص المشكل وأسبابه التي لا يمكن علاجها إلا بتشخيصها، يتمثل المشكل في خلاف أخذ صورة الصراع الحاد بين الجانب الرسمي من جهة، وبين الجمعيات السياسية وشارع عريض من الشعب".
وأضاف آية الله قاسم: "تسبب المشكل أيضاً في قتل الأنفس وهتك للأعراض وتعدٍ على حرمات مساجد وحسينيات وصلوات، وإثارة للفتن ومصادرة للحريات وسحب الجنسيات ثابتة لمواطنين وألوف السجناء واساءات متنوعة، وكثير من الكوارث والويلات وتواصل مسيرات واعتصامات واحتجاجات تنال قمع وردود شرسة، ويتعرض المواطنين للموت حتى وهم في منازلهم".
وتساءل آية الله عيسى قاسم، هل السلطة تعرف السبب أم لا؟، قائلاً: "ألا تعرف السلطة مختلف عليه من أول يوم وعلى طريقة وضعه قبل أن يولد؟ ألا تعرف مخالفتها للميثاق وحتى الدستور المختلف عليه؟ ألا تعرف أن البلد بلا مجلس نيابي حقيقي؟ ألا تعرف أن صوت مواطن يماثل عشرين صوت لمواطنين أخرين يمثل فضيحة في التمييز؟ ألا تعرف عن سرقات ثروة الوطن وأراضيه وأن الشعب يعيش على هامش الحرمان؟
وأكد أن السلطة تعرف كل ذلك، وتعرف أن المشكل أساسه فيه، وأن لا بلد يخرج من مشكله وأزماته بدون حل هذه الأسباب، مشيراً بإستغراب إلى أن السلطة تطرح أنها تبحث عن الحل وكأنها لا تهتديه، بينما كل أمر الحل بيدها ولا يملك الشعب منه شيئاً.
وقال: "الحق واليقين أنها تهتديه، والشواهد على الأرض تؤكد انها لا تريده، وتسعى لتأخيره وتعطيله أو إنزال سقفه"، مؤكداً أن ذلك سيؤدي لتطويل لعمر الأزمة وتعميق الجراح، وزيادة في فرص الفتنة، وضيق بالعدل.
وأضاف: "العزوف عن الحل، وإفشال كل الفرص كما هو الحوار القائم، هو ابتعاد عن المصلحة والعقل والدين"، مشدداً على أن الشعب لم يطالب بما هو خارج حقوقه، ولم يجارِ كثير من الثورات في سقوف مطالبها، ولا يسعه أن يتراجع عن مطالب لا غنى له عنه، ولا يتوقف لنفسه أمناً ولا حياة كريمة بدونها، مهما عظمت الكلفة وثقل الثمن، وهو تشبث بالعدل والانسجام مع الدين والانقاذ للوطن.
وأكد آية الله عيسى قاسم أن الحل كل الحل بيد السلطة، وعلى السلطة أن تطالب نفسها بالسلمية، والشعب ملتزم بالسلمية ويجب أن يلتزم بذلك، وكل قادته ورموزه لا يرضون له إلا ذلك.
..............
انتهی/212