ابنا: قال المجلس الإسلامي العلمائي في بيان ان النظام في البحرين يصر على احتجاز جثمان الشهيد «محمود عيسی الجزيري»، وعدم السماح بتشييعه ودفنه إلا كما تفصل وزارة الداخلية، وأضاف ان هذا اللون من التعامل الحكومي الفج مع أبناء الشعب، يكشف في حد ذاته عما وصلت إليه السلطة من عزلة عن الشعب.
وأكد المجلس العلمائي في البيان إن نظامًا يخاف من جثث ضحاياه، ولا يسلم حتى الموتى فيه من الاعتقال، لا يحق له أن يدعي التزامه بأبسط مقومات الإصلاح والحرية والديمقراطية، أو جديته في الحوار، وإخراج البلد من أزمتها.
وفي ما يلي نص هذا البيان:
ستة أيام متواصلة، والنظام في البحرين يصر على احتجاز جثمان الشهيد السعيد محمود الجزيري، وعدم السماح بتشييعه ودفنه إلا كما تفصّل وزارة الداخلية، لا أسرة الشاب، متجاهلًا – في خطوة استفزازية جديدة - مشاعر عائلة الشهيد، والشعب الجريح، ومتسببًا في زيادة الإيذاء النفسي لهما.
هذا اللون من التعامل الحكومي الفج مع أبناء الشعب، يكشف في حد ذاته عما وصلت إليه السلطة من عزلة عن الشعب، وإمعان في التنكيل بالمواطنين، والتشفّي بإيذائهم، والتلاعب بمشاعرهم، زيادة على ما تقترفه من جرائم بمحاصرة المناطق وإغراقها بالغازات السامّة، ورصاص الشوزن، والمطاط، والقنابل الصوتية، وكذلك الرصاص الحي، كما حصل مؤخّرًا لمصابي بوري وداركليب، على يد مَن تزعم أنّهم مجهولون.
وفي الوقت الذي تحاول السلطة الخروج بتبريرات واهية لاحتجاز الجثة والمماطلة في تسليمها، فإنّها في المقابل تسعى للتنصّل من مسؤولية مرتزقتها عن قتله، على رغم مقطع "الفيديو" الذي يثبت الجريمة بكلّ وضوح.
ولم يعد غريبًا هذا الفعل على نظام مازالت محاكمُه تُبَرّئ قتلة الشهداء يومًا بعد يوم، كما حصل قبل أيام لقاتلي الشهيدين علي المؤمن والحاج عيسى عبدالحسن ثم الشهيد فاضل المتروك، وكل ذلك يحدث في إطار القانون والقضاء "النزيه"!
إن نظامًا يخاف ُمن جثث ضحاياه، ولا يَسْلَمُ حتى الموتى فيه من الاعتقال، لا يحقّ له أن يدّعي التزامه بأبسط مقوّمات الإصلاح والحرية والديمقراطية، أو جدّيّته في الحوار، وإخراج البلد من أزمتها.
ومثل هذه التصرفات لن تزيد الشعب إلا إصراراً على مطالبه العادلة، وحماساً في مواصلة درب الشهداء، وتخليد جهادهم وتضحياتهم.
وأخيراً نقول لأسرة الشهيد: هنيئًا لكم هذا القربان الطاهر على طريق المبادئ الحقة والمطالب المحقّة في سبيل الله والوطن العزيز، ولن يضيع دمه هدرًا إن شاء الله، وما هذا التعطيل المؤلِم لجنازته إلا وصمة عار إضافية للسلطة القاتلة.
ويبقى من حق عائلة الشهيد أن تشيّع شهيدها في المكان الذي تراه مناسباً، وهذا من أبسط حقوقها الدينية والوطنية.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعونوحسبنا الله ونعم الوكيل
المجلس الإسلامي العلمائي16 ربيع الثاني 1434هـ27 فبراير 2013م
..............
انتهی/212