وكالة أهل البيت (ع) للأنباء

المصدر :
الأربعاء

٢٦ ديسمبر ٢٠١٢

٨:٣٠:٠٠ م
376114

اردوغان والقضاء على الحلم الكردي نهائيا

ان اعتماد حكومة السيد البرزاني على حكومة اردوغان من اجل تثبيت حكمها لعبة خطرة ممكن ان تكون تبعاتها المستقبلية هي نهاية الوجود الكردي بالكامل..

  ابنا : منذ وصول السيد اردوغان وحزبه الى سدة الحكم في تركيا وانا الاحظ تغيرات كثيرة في طريقة تفكير الشعب التركي وزيادة كبيرة في تعبئتهم لافكار قديمة قد بدات بالانبعاث والتجدد, وكذلك اشتياقهم الشديد الى عودة الحكم العثماني وتمني العيش على ظهور الاخرين كما كان يعيش اسلافهم.

 لقد انتبهت اوربا مبكرا الى طريقة تفكير السيد اردوغان وتوجهاته وتعاملت بذكاء مع تلك التوجهات ,فعملت على افشال كل مساعيه لالحاق تركيا بالاتحاد الاوربي حتى باقل صور الاتحادات الدولية واكثرها دونية كي لايحسب لاردوغان اي انتصار سياسي على حساب اوربا,وكذلك خفضت نسبة وارداتها من تركيا بشكل واضح من اجل تحقيق اسقاط مبرمج لحكومة اردوغان بطريقة غير مباشرة و تفاديا لحشر انف تركيا في تعقيدات اوربا السياسية والاقتصادية..مما جعل حكومة اردوغان تتجه بانظارها الى اسيا وخاصة الدول العربية الهشة المنشغلة بمشاكلها الداخلية.

فعملت على تنصيب نفسها قائدا عرفيا للمسلمين السنة في العالم في مفارقة سياسية غريبة حيث انهم يتوسلون ان يصبحوا جزءا منبوذا من الاتحاد الاوربي ولايقبلون باقل من ان يصبحوا قادة للامة الاسلامية وهذا ما يقلل قيمة الاسلام والمسلمين عند الغرب.

 حكومة اردوغان كباقي حكومات دول العالم ترغب في الاستمرار اطول مدة ممكنة على راس السلطة في بلادها,وبما ان الاسلام السياسي هو سلعتها, سعت الى تسويق الحلم العثماني ,هذه الرغبة التقت مع رغبة البرزانيين في البقاء كحكام ابديين لاكراد العراق من خلال تسويق الحلم القومي الكردي.

 الحلم العثماني يصطدم برفض كامل من كل دول جوار تركيا وايضا فان تركيا ربما ستخسر حلف الناتو(ولا ظل لتركيا غير ظل الناتو ),وكذلك فان العالم قد تغير ولم يعد يطيق مثل هذه التفاهات..

ولان تركيا اضعف كثيرا مما يتصورها العامة من الناس,بدا الساسة الاتراك باتباع اسلوب القنفذ في التمدد خارجيا (اي الامساك في جزء من الفريسة وقضمها شيء فشئ حتى ابتلاعها بالكامل).

 لقد بدات الحكومة التركية مشروعها العثماني في شمال العراق و لأن:

اولا_المنطقة غنية جدا مما سيساعد الاقتصاد التركي مستقبلا.

ثانيا_هناك مشاكل لاحصر لها بين المركز والاقليم.

ثالثا_حكومة المركز ممكن تسميتها بالشيعية والاقليم بالسنية مما يسهل استخدام الورقة المذهبية.

 رابعا_يمكن استخدام الاكراد حتى الوصول الى كركوك..

وبما ان كركوك مدينة نفطية غنية جدا ويعيش فيها الكثير من التركمان,فوصول تركيا الى كركوك يعني البقاء الابدي لتركيا فيها بحجة حماية التركمان ويعني اقتطاع وضم كل الاراضي الشمالية للعراق بعدة طرق وتحت عدة مسميات.

 وما كانت زيارة السيد احمد داوود اوغلوا الى كركوك من خلال شمال العراق وبدون موافقة الحكومة العراقية الا رسالة فهمها الشعب التركي باجمعه على انهم سيدخلون هذه المدينة عبر اكراد العراق وبدون موافقة المركز اي انها ارضهم وستعود يوما لهم.

 خامسا_ممكن استغلال رغبة البرزانيين في البقاء على سدة حكم اكراد العراق لاطول مدة ممكنة وزجهم في حرب مع المركز ان تهددت مناصبهم انتخابيا,وهذا ما سيحول البرزانيين الى سلاطين تابعين للبلاط العثماني مؤقتا لحين اتمام المشروع العثماني ومن بعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.

 الحلم العثماني لايمكن ان يكتمل الا من خلال عنصرين اساسيين.

الاول هو القضاء على اي حلم قومي يهدد الوحدة التركية(حلم الدولة الكردية)..

وهذا يحتم على الحكومة التركية تحطيم منطقة الحكم الذاتي في شمال العراق واخضاعها ,مما يفقد اكراد تركيا اي امل في قيام دولة كردية.

 والثاني هو ان التمدد العثماني يجب ان يكون باتجاه المناطق الغنية المجاورة التي يمكن ان تساعد في تثبيت دعائم الامبراطورية القادمة اقتصاديا وجغرافيا,وهذا لا يمكن ان يتحقق بغير السيطرة على المناطق الغنية في شمال العراق والوصول الى كركوك وباقل الخسائر ومن خلال المكر السياسي..فالاقتصاد التركي لايتحمل الحروب الكبيرة.

 لقد بدا الاتراك بسياسة تتريك شمال العراق بصورة تدريجية من خلال عدة طرق.

 1. محاولة ربط شمال العراق بحبل سري اقتصادي بتركيا.

 2. التغلغل في داخل الاقليم من خلال الجامعات والمدارس والمستشفيات والشركات..الخ,

 مما يسمح لتركيا مستقبلا بالتدخل في شمال العراق عسكريا بحجة حماية مصالحها او مواطنيها..

وايضا تسهيل تعليم اللغة التركية في شمال العراق ولو على استحياء استعدادا لمنع اللغة الكردية مستقبلا ولو حتى بعد عقد من الزمن.

  3. تشجيع الاقليم على التقرب من تركمان العراق والابتعاد عن الحكومة العراقية بالتوازي مع التمهيد لحرب قادمة بين المركز والاقليم مما يسمح بالتدخل العسكري التركي وصولا الى كركوك..

وهذا سيكون بعد انهاك الاقليم والمركز حربيا بحيث لايتحمل الاتراك الكثير من الخسائر.

 4. استفزاز الحكومة المركزية العراقية سياسيا ودفعها لمحاربة الاقليم.

 5. المساهمة بتفريق العراق مذهبيا وزيادة الكراهية بين ابناء البلد الواحد,

وهذا مايسهل تقرب اكراد العراق من تركيا بحجة الطائفة الدينية كما فعلت الدولة العثمانية سابقا..

اي ان التاريخ يعيد نفسه. وهنا اسال كل عاقل..

لماذا لم يدافع اردوغان عن اكراد العراق على انهم اكراد؟!..

لماذا يختار المذهب الديني ولا يختار القومية الكردية ان كان يعترف لها باي حقوق؟!.

 6. طي اكراد العراق سياسيا تحت عبائة الحكومة التركية الى ان يعتادوا على ظلمة العبائة والخنوع تحتها.

 7. توجيه انظار الاقليم نحو المركز في كل انواع المشاكل المحيطة به مما يلهيه عن الخطر الحقيقي القادم على يد الحليف التركي حتى اتمام المخطط.

 واخيرا اقول..ان اعتماد حكومة السيد البرزاني على حكومة اردوغان من اجل تثبيت حكمها لعبة خطرة ممكن ان تكون تبعاتها المستقبلية هي نهاية الوجود الكردي بالكامل..

ويجب على الاكراد عدم نسيان منجزات الحكم العثماني السابق قبل التحالف مع الحكم العثماني القادم..

عليهم تذكر عمليات التتريك,والعمل بالصخرة,والتخلف العلمي والثقافي والاقتصادي بل وحتى الانساني لقرون..

وعدم نسيان "الخازوق" الذي ابتدعته الخلافة العثمانية لمعاقبة من يرفض الخضوع لها في خرق فاضح لابسط قيم الاسلام من قبل حكومة تدعي الخلافة الاسلامية ,واهانه كبيرة لكرامة الانسان.

.......................................

انتهى / 124