ابنا: في مشهد يختصر بشاعة التصرفات العنجهية التي تقوم بها قوات النظام في البحرين، اعتدى أحد عناصر قوات النظام على مواطن وسط الحي الذي يقيم فيه بشكل واضح وكشفته تصويرات كاميرات الفيديو التي وثقت الحادثة، في سلوك علني وغير مخفي ويمثل نموذجاً من مئات النماذج التي تتكرر يومياً وبشكل مستمر ضد المواطنين للإنتقام منهم ولمعاقبتهم على مواقفهم المطالبة بالحرية والديمقراطية.
وجاء الإعتداء أمام بقية عناصر الأمن بطريقة تعكس اعتياد هذه القوات المشكلة في أغلبها من مرتزقة يستجلبهم النظام لإستعداء المواطنين ويستخدمهم لقمعه وإيذاءه، فقد رفع عنصر الأمن يده بقوة ليصفع المواطن في وجهه لأكثر من مرة مع ألفاظ وإهانات وصراخ حاط بالكرامة، بينما كان المواطن يلتزم الصمت وبيده طفله، كما أدى تكرار الصفع على وجهه إلى إصابة طفله نتيجة لقوة الضرب مما أدى لترويع الطفل وبكاءه نتيجة لهذا الضرب المتكرر.
وهو ما يضع النظام. في كل يوم امام مشهد جديد من غياب الانسانية وهو سلوك لا يمكن أن يستقيم أبداً مع المنهجية الأمنية الفاسدة القائمة على استعداء المواطنين وإرهابهم وسلبهم أمنهم واستقرارهم من قبل قوات يفترض بها حماية المواطنين وليس سلب الأمن وبث الرعب والخوف والإرهاب.
وهو المشهد الذي يتكرر من قبل هذه القوات في ظل صمت ورضا رسمي ومنهجية أمنية قائمة على إهانة المواطنين وإستعدائهم وإستهدافهم في كرامتهم، وهو ما دعا المواطنين للإصرار على مطالبهم الحقة والمشروعة وعدم التنازل عن حريتهم والدفع ببلدهم نحو الديمقراطية لإصلاح هذه الأوضاع الفاسدة.
وهو مشهد بسيط تم توثيقه لجرائم وانتهاكات كبيرة تقوم بها قوات النظام في الخفاء وفي مراكز التعذيب بعلم من المسؤولين ووفق منهجية واضحة ومحددة دون أي مؤشرات لوقف هذه الإنتهاكات التي أشار لها تقرير السيد بسيوني وتقارير أخرى وطالب المجتمع الدولي بوقفها ومحاسبة المنتهكين لحقوق الإنسان بما فيهم كبار المسؤولين وهو الإجراء الذي لم يتم ولا توجد أي بوادر ولا مؤشرات للقيام به، مما يشكل إفلات للمجرمين والقتلة والمنتهكين من العقاب.
...............
انتهی/212