ابنا: عقد منتدى الوسطية في مدينة صفوى بمحافظة القطيف شرق السعودية أمسية "قراءة في الخطاب العاشورائي" لشهر محرم 1434 استضاف خلالها «الشيخ محمد العبيدان» و«السيد عدنان الشخص».
وفي باكورة الأسئلة اللتي أثيرت في الأمسية حول ماهية الرسالة الحسينية أدلى الدكتور الشخص بدلوه حيث أطر المفهوم العام لتلك "بإثارة الرغبة في الإصلاح لدى البشرية فالثورات التي امتدت لـ 250 عام بعد الثورة الحسينية وصولا للثورات المعاصرة قد حملت معها صرخات كربلاء - حتى من خارج المنظومة الاسلامية - كما هو مشهور عن الثائر المهاتما غاندي اللذي تعلم من الحسين (ع) كيف يكون مهزوما فينتصر، فالإصلاح هي النظرة الأوسع والأشمل للنهج الحسيني، ولذا يجب علينا إعادة البوصلة الحسينية والنظر للقضية كمنهج للإصلاح.
بعد ذلك تم توجيه ذات السؤال بأكثر خصوصية للشيخ العبيدان حول الرسالة الحسينية ومقارنتها بواقع منطقتنا المعاصر من وجهة نظره كعالم دين، فبعد أن كسر سماحته عاملي الزمان والمكان عن الرسالة الحسينية، باعتبارها متجاوزة لسوريهما وخصوصيتهما، وبالتالي هي رسالة عامة للبشرية في كل زمان ومكان وأن هدفها الأصيل هو "تحرير إرادة الأمة وإحياء ضمائرها" ويتجلى ذلك في أنواع الخطاب الحسيني قبل الثورة، حيث اندفع الإمام بخطابين أحدهما عن نفسه تارة وأآخر تعبوي، مستشهدا بما جاء عن رسول اللـه (ص) "من رأى منكم منكرا..." و"من رأى سلطانا جائرا..."، ولذا ينبغي لنا أن نفرق بين الهدف والوسيلة، فالخلط بينهما هو الذي أدى إلى تعدد قراءات المشهد الحسيني، فالشهادة هي وسيلة وليست هدف، والدم كان وسيلة وليست هدفا، وإنما الهدف هو طلب الإصلاح، إذا إصلاح الواقع هو الهدف الذي ينبغي أن نركز عليه ونتخذه شعارا.
عقب بعد ذلك المحاور - الأستاذ عبدالله البراهيم - بالتطور الذي شهدته حركة المنبر في المنطقة خلال الـ 40 عاما المنصرمة، مستشهدا بتجارب المرحوم «محمد تقي آل ياسيف» و«السيد حسن العوامي» من خلال القلم واستيراد الخطباء المتمكنين من خارج المنطقة، ولكن الانفصام الذي شهده خطاب المنبر مؤخرا قد استنهض الخطاب التقليدي لكن بشكل منحرفا أدى إلى بزوغ ظاهرة النعي.
..............
انتهی/212