ابنا: واصلت الحسينيات والمساجد في الكويت احياءها ليالي عاشوراء التي تصادف ذكرى استشهاد الامام الحسين الذي ضحى بدمائه وأهل بيته وصحبه من أجل رفع راية الاسلام ضد جلاوزة وطغاة عصره.
وتطرق الخطباء في الليلة المتعلقة بالقاسم بن الامام الحسن عليه السلام والذي لم يكن يبلغ الحلم بعد عندما طلب من عمه الامام الحسين (ع) المبارزة بين يديه والدفاع عنه.
وأوضح الخطيب الحسيني «الشيخ عبدالرضا معاش» في محاضرته في حسينية "احمد عاشور" ان ذكرى عاشوراء التي تتعلق باستشهاد الامام الحسين عليه السلام هي من المناسبات التي كانت على مرور السنين تتعلق بجميع المسلمين بشتى الطوائف وهم يحيون هذه المناسبة الاليمة، وكذلك نرى احياء هذه الشعائر على هذه الارض الطيبة الكويت في كل الحسينيات، حيث تتواجد كافة اطياف الشعب الكويتي والمسؤولين ومن جميع الشرائح الاجتماعية، للاستماع للمواضيع التي تطرح في هذه الحسينيات، ونرى ان هناك اقبالا كبيرا في هذه السنة على الحسينيات من كافة الشرائح وتفاعل ايجابي مع الفكر المعتدل الذي يدعو الى المحبة والتسامح والخير والتعاون والروح الوطنية وما فيه من خير الدنيا والاخرة.
ثم تطرق الى قصة القاسم بن الامام الحسن عليه السلام عندما طلب من عمه الامام الحسين عليه السلام السماح له بمناصرته والدفاع عنه في كربلاء فألبسه ملابس ابيه ودخل المعركة حيث استشهد بعد نزال قوي.
حيث تم احياء الليلة السابعة من شهر محرم الحرام التي خصصت لقمر بني هاسم ابي الفضل العباس بن علي بن ابي طالب عليه السلام وتطرق خطباء المنبر الحسيني الى عظمة هذه الشخصية التي سطرت أروع صور التضحية والوفاء والشهادة في سبيل شباب ونساء اهل البيت عليهم السلام، مؤكدين ان ابا الفضل العباس (ع) من ابطال عاشوراء حيث كان له الدور الكبير في حماية معسكر الامام الحسين (ع) ممن ان حطوا الرحال في ارض كربلاء في الثاني من شهر محرم الحرام والى ان استشهد بين يدي الامام الحسين عليه السلام في يوم العاشر من محرم يوم عاشوراء.
حسينية اهل البيت (ع)
ففي حسينية اهل البيت عليهم السلام في منطقة "الاحمدي" اشار «السيد محمد الشوكي» إلی صاحب الليلة ابي الفضل العباس (ع) حيث قال: عند الحديث عن شخصية كشخصية ابي الفضل العباس بن علي بن ابي طالب نجد ان العقول تتحير والتفكير يشل والقلم يتوقف لعظم هذه الشخصية التي جمعت بين القوة والشجاعة والبسالة والعلم والبصيرة والايثار وكذلك الرقة والاحساس المرهف، مؤكدا ان شخصيته جمعت الخصال والشمائل النموذجية والمثالية لذلك عندما خرج الحسين (ع) قاصدا الكوفة اصطحبه معه واوكل له كفالة خدر اخته العقيلة زينب عليها السلام، وكانت العلاقات الودية بين السيدة زينب (ع) وبين أخيها أبي الفضل العباس (ع) تمتاز بنوع خاص من تبادل المحبة والاحترام، فقد كانت السيدة زينب (ع) تكن لاخوتها من أبيها كل عاطفة وود، وكان ذلك العطف والتقدير يظهر من خلال كيفية تعاملها مع اخوانها الأكارم.
وتابع الشوكي انه في يوم عاشوراء كانت قيادة جيش الحسين عليه السلام بيد أخيه العباس (ع) ولما قتل أكثر أصحاب الامام الحسين (ع) أقبل العباس (ع) الى أخيه الحسين (ع) واستأذنه للقتال، فلم يأذن له، وقال: "أخي أنت صاحب لوائي، فاذا غدوت يؤول جمعنا الى الشتات، فقال العباس (ع): يا سيدي لقد ضاق صدري وأريد أخذ الثأر من هؤلاء المنافقين فقال له الامام الحسين (ع) اذن فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء فأقبل العباس وحمل القربة وتوجه نحو النهر ليأتي بالماء مضيفا أنه وحينما وصل الى الماء وملأ القربة وأراد ان يشرب منه فتذكر عطش الحسين واطفاله فرمى الماء من فمه وتوجه نحو خيام الامام الحسين (ع) حاملا قربة الماء فجعل الأعداء يرمونه بالسهام كالمطر حتى صار درعه كالقنفذ، ثم قطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، فحاربهم وقاتلهم قتال الأبطال، وكان جسورا على الطعن والضرب فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وضربه بالسيف على يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله واستمر في القتال وجاءته السهام والنبال من كل جانب، وجاء سهم وأصاب القربة فأريق ماؤها، وضربه الأعداء بعمود من حديد على رأسه، فسقط على الأرض صريعاً، ونادى بأعلى صوته أدركني يا أخي وأقبل الحسين (ع) كالصقر المنقض حتى وصل الى أخيه فرآه صريعاً على شاطئ الفرات، فنزل عن فرسه ووقف عليه منحنيا، وجلس عند رأسه، وبكى بكاء شديدا، وقال: "يعز والله علي فراقك، الآن انكسر ظهري، وقلت حيلتي، وشمت بي عدوي".
نعم ان مثل هذه الشخصية التي تميزت بالتضحية والايثار والشجاعة حري بالتاريخ ان يخلدها، وهاهو العباس عليه السلام يرقد آمنا مطمئنا بكربلاء بجانب اخيه الحسين ويقصده الزائرون من انحاء المعمورة.
حسينية الامام الحسين (ع)
وفي حسينية الامام الحسين عليه السلام في منطقة سلوى قال «الشيخ بدر الشريفي» ان هذه الليلة هي ليلة العباس (ع) وخصصت لهذه الشخصية العظيمة التي لها مقام ومنزلة عند الله تعالى لما قدمت روحه الشريفة فداء لدين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مشيراً الى أنه تكمن صفات ومقامات أبي الفضل العباس في عدة أمور كان يراها الامام علي عليه السلام.
..............
انتهی/212